نيويورك تايمز: إسرائيل بدأت تنفيذ المنطقة العازلة فى غزة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تريد هدم العديد من المباني الفلسطينية القريبة من الحدود من أجل إنشاء ما تصفه بـ"منطقة أمنية عازلة" مع غزة، مشيرة إلى أن حادث انفجار يوم الإثنين، الذي قتل فيه حوالي 20 جنديًا إسرائيليًا، كان مرتبطًا بتنفيذ هذا المخطط.
وقالت الصحيفة الأمريكية، نقلًا عن ثلاثة مسئولين إسرائيليين وضابط إسرائيلي شارك في عمليات الهدم، وتحدثوا شريطة دون الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث علنًا عن هذه القضية- إن هدف إسرائيل هو إنشاء منطقة عازلة تصل إلى ستة أعشار الميل تقريبًا في أضيق نقطة على طول حدود إسرائيل مع غزة البالغة 36 ميلًا تقريبًا.
وأضافت: "هدفهم هو جعل من الصعب على المقاومين تكرار غارة مثل تلك التي وقعت في 7 أكتوبر، والتي قُتل فيها واختطف حوالي 1400 شخص، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، والتي أدت إلى إجلاء عشرات الآلاف من سكان جنوب إسرائيل".
وأشارت إلى أن أحد أهداف الحرب الإسرائيلية هو خلق الظروف التي من شأنها إقناع الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بأن العودة إلى ديارهم آمنة، لافتة إلى أنه تقع بعض المناطق المهدمة على بُعد بضع مئات من الأمتار من الأحياء الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم.
وأوردت "نيويورك تايمز" رد جيش الاحتلال على سؤال حول إنشاء منطقة عازلة، حيث قال: إن قواته "تحدد وتدمر البنى التحتية الإرهابية الموجودة، من بين أمور أخرى، داخل المباني"، وهو ما قال إنه ضروري لتنفيذ خطة دفاعية لجنوب إسرائيل.
وقال كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجاري، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: إن الجنود الذين قتلوا كانوا متورطين في عملية "لتهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
تباين في التصريحات الأمريكية بشأن هذا المخطط
ونوهت الصحيفة بأن فكرة المنطقة العازلة، قد اكتسبت زخمًا كبيرًا في الخطاب الإسرائيلي حتى أن وزارة الخارجية عارضتها علنًا في ديسمبر، لأنها ستؤدي فعليًا إلى تقليص حجم غزة، وهي العملية التي عارضتها الإدارة الأمريكية؛ حيث كرر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، هذا الاعتراض أمس الثلاثاء، عندما سُئل في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عن تحركات إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة.
وقال كيربي: "لا نريد أن نرى تقليص مساحة غزة بأي شكل من الأشكال. لن ندعم ذلك".
ومع ذلك، قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، خلال زيارة لنيجيريا: إن "الولايات المتحدة منفتحة على إقامة منطقة عازلة مؤقتة، ولكن فقط لتمكين الإسرائيليين الذين فروا من منازلهم على طول حدود غزة بعد 7 أكتوبر من العودة".
وقال بلينكن: "إذا كانت هناك حاجة إلى ترتيبات انتقالية لتمكين ذلك من الحدوث، فهذا شيء يجب أن يحدث"، مضيفًا: "لكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة، فقد كنا واضحين، وما زلنا واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها".
مخطط قاسي على سكان القطاع
بالنسبة للفلسطينيين، تعتبر هذه الممارسة قاسية ومن شأنها أن تمنع سكان غزة الذين يعيشون في قطاع مزدحم بالفعل من العودة إلى منازلهم.
ويقول منتقدو السياسة الإسرائيلية: إن "هذه الممارسة جزء من تجاهل أوسع لمساكن المدنيين وممتلكاتهم".
وتضررت غالبية المباني في غزة خلال الحرب، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، واستشهد أكثر من 25 ألفًا من سكان غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وقال بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن الملائم، إن "التدمير المنهجي للمنازل الحدودية الفلسطينية يمكن أن يشكل جريمة حرب، لأنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل".
وأضاف، في تصريح لـ"نيويورك تايمز": "ببساطة لا يوجد أي نص في اتفاقيات جنيف بشأن ما تفعله إسرائيل على طول الحدود، وهو أمر غريب".