أسرار غرفة العمليات.. كواليس سقوط المئات من صفوف الاحتلال الإسرائيلى فى غزة
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، عن كواليس سقوط المئات من صفوف جيش الاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تكبد جيش الاحتلال خسائر لا مثيل لها منذ الغزو البري للقطاع خصوصًا بعد مقتل المحتجزين الثلاثة، لتتحول سريعًا احتفالات النصر في غزة إلى كارثة مأساوية.
كواليس صادمة.. كيف تتلقى قيادة الاحتلال خسائر الجيش الضخمة؟
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي، تصريحات التي كشف فيها عن حالة الفوضى والارتباك التي تحدث داخل غرف العمليات العسكرية في أعقاب استهداف مقاتلي حماس للدبابات ومجندي الاحتلال.
وقال الضابط إنه خلال الأيام الأولى للغزو، اعتدنا على تقارير استهداف معاقل حماس في شمال غزة، ولكن سرعان ما تغيرت الأوضاع، وأصبحت التقارير التي تتلقاها الوحدة غير معلنة، فلا يعرف أحد ماذا يحدث تحديدًا داخل القطاع، ولكن الجميع أيقن أن ثمة شيئًا خاطئًا يحدث في الداخل، وأن الخسائر بين صفوف الجيش كبيرة للغاية.
وتابع أن الحادث الأسوأ كان مقتل المحتجزين الثلاثة وهو الحادث الذي حاول مسئولو الجيش التكتم عليه عدة أيام، لولا أن حركة حماس أعلنت عن الحادث.
وأضاف أنه "عند استدعاء الحاخام علمنا أن شيئًا سيئًا حدث، وبحلول ظهر يوم الجمعة، بدأت الأنباء تنتشر بأن أحد مقاتلي حماس من الثلاثة القتلى كان في الواقع محتجزًا إسرائيليًا، وكانت الأخبار فظيعة، لكنني وزملائي الجنود استنتجنا أن مقاتلي حماس كانا يحرسان المحتجز، وأن قواتنا ربما تعرضت لإطلاق النار وردت بشكل غريزي، لسوء الحظ دون معرفة أن أحد الثلاثة كان إسرائيليًا".
وقال الضابط: "التفاصيل ظلت غامضة وسرعان ما تم وضع الحادثة تحت الرقابة، ولم يتحدث عنها أحد أو ينشر أي معلومات، لكن استقررنا في عملنا، توجهت إلى بيتي في القدس في ذلك المساء، كما كنت أفعل بين معظم المناوبات - كنت محظوظًا لأنني كنت جزءًا من مناوبة مكونة من ثلاثة رجال، بحيث كنت أتوقف عن العمل لمدة 24 ساعة بعد كل نوبة عمل مدتها 12 ساعة".
وتابع: "بعد ذلك، في الساعة الثامنة مساءً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري على الهواء مباشرة عن أن الجيش الإسرائيلي قتل بشكل مأساوي ثلاثة محتجزين - وليس واحدًا -: يوتام حاييم، وألون شيمريز، وسامر تالالكا".
وأضاف: "في الأيام التالية، أصبح من الواضح، كما تردد على نطاق واسع، أن الثلاثة تمكنوا من الفرار من حراسهم؛ لم يبادروا بإطلاق النار على ضابط الجيش، بل حاولوا التأكيد على أنهم مدنيون، ولكن يبدو أن ضباط ومجندي الجيش في ساحة القتال يستهدفون أي شىء لتحقيق النصر، وقبل الاحتفال باستهداف 3 أشخاص في قطاع غزة وقتلهم تحول الأمر لحادث مأساوي انتهى بكارثة".
وأوضحت الصحيفة أن التحقيقات في مقتل المحتجزين كشفت عن أزمة كبرى يعاني منها الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات، حيث أظهر التحقيق أنه كانت هناك دلائل أولية على وجود محتجزين في المنطقة، لكنه خلص إلى أن تعقيد الوضع، إلى جانب حقيقة أن المعلومات الاستخبارية في وقت سابق من ذلك اليوم أشارت إلى وجود تهديد من مقاتلي حماس الذين يرتدون ملابس مدنية، ما أدى إلى العواقب المأساوية.