مارى منيب.. «مدوباهم اتنين»
«مدوباهم اتنين».. مَنْ منّا لا يتذكر هذا «الإفيه» للنجمة مارى منيب، التى أدخلت البهجة على قلوب المصريين عبر أعمالها الكوميدية، فلا تكاد تتذكرها إلا وتتذكر معها أدوار «الحما» المشاكسة التى طالما أضحكتنا بتصرفاتها.
وفى 21 يناير من عام 1969، رحلت مارى منيب عن عالمنا، تاركة خلفها صورة البهجة والضحكة الصافية والأعمال الجميلة.
ولدت مارى منيب فى 11 من فبراير عام 1905، فى دمشق، وجاءت مع أسرتها إلى مصر وسكنت فى حى شبرا، وعملت فى بداياتها راقصة فى الملاهى، ثم بدأت رحلتها الفنية على المسرح فى الثلاثينيات، حيث استمرت فى تقديم العديد من الشخصيات التى تأثر بها الجمهور.
وقدمت العديد من الأعمال السينمائية، واشتهرت بأداء دور «الحما» التى تحاول التدخل بين ابنتها وزوجها فتفسد الأشياء ثم تنسحب من حياتهما، وظلت تعمل بالمجال الفنى لخمسة وثلاثين عامًا.
ومن أشهر أعمالها فى المسرح: مسرحيات «إلا خمسة»، و«يا ما كان نفسى»، و«٣٠ يوم فى السجن»، و«خلينى أتبحبح يوم»، وفى السينما أفلام: «الحموات الفاتنات»، و«حماتى قنبلة ذرية»، و«سى عمر»، و«لصوص لكن ظرفاء».
وقد تركت بصمة خاصة فى الكوميديا بإفيهاتها الشهيرة مثل «إسألينى أنا ده أنا مدوباهم اتنين»، و«بلا نيلة»، و«إنتى جاية اشتغلى إيه»، وغيرها من الإفيهات التى حفظها الجمهور عن ظهر قلب حتى يومنا هذا. وعشقها الجمهور بفضل تعبيرات وجهها التى كانت كفيلة بأن ترسم الابتسامة على الشفاه، حيث كان أكثر ما يميز الراحلة سرعة ردودها التى كانت تحمل الكثير من الكوميديا، حيث وصفها البعض بـ«الحماة الشريرة والكوميدية».
٢٠٠ فيلم، هى حصيلة أعمال مارى منيب، والتى كان معظمها يتراوح بين أدوار «الأم المفترية»، أو «الحما الشريرة» بطابع كوميدى، فقد اشتهرت النجمة بخفة دمها الهائلة.
وقد تجسدت فيها الحكمة الشهيرة التى تقول «ما أصعب أن يبكى الإنسان والبسمة على شفتيه»، فقد تزوجت الراحلة من فوزى منيب، ولكن تعرضت منه للخيانة مع صديقتها، الأمر الذى سبب لها الكثير من الحزن، واكتمل بشكل أكبر بعدما فقد رفيق دربها الفنان عبدالفتاح القصرى الذاكرة والبصر، حيث ذكرت فى مذكراتها أنها لم تتركه وساعدته قبل وفاته. وعندما توفيت شقيقتها تزوجت زوجها بهدف تربية الأولاد، وبالفعل أشهرت إسلامها عام ١٩٣٧.