اضطرابات البحر الأحمر تهدد العالم بصدمة تضخمية جديدة وتبعات مؤسفة
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC)، أن معدلات التضخم معرضة لخطر الارتفاع مرة أخرى على مستوى العالم بعد تزايد الاضطرابات في البحر الأحمر، واستهداف الحوثيين في اليمن سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل.
تأثيرات طفيفة ومؤسفة وصدمة تضخمية بسبب اضطرابات البحر الأحمر
وقال محمد العريان، الخبير الاقتصادي، إنه على الرغم من أن تعطل الشحنات لم يكن بنفس الخطورة التي كانت عليها خلال أزمة كورونا، إلا أنه حذر من أنها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار والإضرار بالنمو الاقتصادي.
وتابعت الإذاعة البريطانية أن العديد من سفن شركات الشحن التي تستخدم طريق البحر الأحمر غيرت مساراتها بعد تكرار حوادث الاستهداف، وفي الأسبوع الماضي شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات عسكرية ضد الحوثيين.
وقال الدكتور العريان، رئيس كلية كوينز في كامبريدج وكبير المستشارين الاقتصاديين في شركة الخدمات المالية العملاقة أليانز، لبرنامج "توداي" على قناة "بي بي سي": "سنشهد ارتفاعا في التضخم، وارتفاع معدلات الرهن العقاري وانخفاض النمو، لكن من حيث القيمة المطلقة لا شيء مقارنة بما شهدناه في عامي 2021 و2022، هذه الصدمة لن تكون كبيرة لكنها مؤسفة".
%12 إلى 15% من التجارة العالمية تمر عبر مضيق باب المندب
وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أن قرابة 12% إلى 15% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، وهي قناة يبلغ عرضها 20 ميلًا، تقسم إريتريا وجيبوتي على الجانب الإفريقي واليمن في شبه الجزيرة العربية وتنتهي في قناة السويس في مصر.
وتابعت أن الحوثيين بدأوا في مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل بعد اشتعال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة خلال شهر أكتوبر الماضي، ما دفع شركات الشحن الكبرى لإعادة توجيه سفنها حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، وهو ما يمكن أن يضيف 12 يوما للبضائع المسافرة بين سنغافورة وشمال أوروبا، وقد يكون التأخير أطول، بما يصل إلى 18 يومًا، بالنسبة للسفن التي تبحر بين سنغافورة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لشركة الشحن العملاقة "هاباغ لويد".
وانخفض التضخم- الذي يقيس وتيرة ارتفاع الأسعار- بشكل حاد في المملكة المتحدة من أعلى مستوياته البالغة 11.1% في أكتوبر 2022 إلى 3.9% في العام المنتهي في نوفمبر.
وكانت الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا سببًا في تغذية التضخم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والغذاء بشكل خاص.
وقالت وكالة S&P Global Market Intelligence إن ما يقرب من 15% من البضائع المستوردة إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتم شحنها من آسيا والخليج عن طريق البحر. ويشمل ذلك 21.5% من النفط المكرر وأكثر من 13% من النفط الخام.
ارتفاع أسعار النفط والغاز بسبب اضطرابات البحر الأحمر
وصل خام برنت، المؤشر الدولي لأسعار النفط، إلى 80 دولارًا للبرميل الأسبوع الماضي، بعد أن قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعمل عسكري ضد الحوثيين في اليمن، لكنه تراجع منذ ذلك الحين إلى 77.75 دولار اليوم الإثنين.
ويعد البحر الأحمر أيضًا طريقًا مهمًا لشحنات الغاز الطبيعي المسال.
وظهرت تقارير اليوم الإثنين تفيد بأن شركة قطر للطاقة، وهي مصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال، أوقفت إرسال السفن عبر مضيق باب المندب، وذكرت "بلومبرج" أن خمس سفن توقفت منذ يوم الجمعة.
وتتوقع الأسواق المالية أنها ستبدأ في خفض تكاليف الاقتراض هذا العام، حيث يبدو أن التضخم يتجه نحو هدف بنك إنجلترا البالغ 2%.
ومع ذلك، حذر محافظ البنك، أندرو بيلي، في ديسمبر من أنه "من السابق لأوانه" التكهن بشأن تخفيضات أسعار الفائدة.
وقال الدكتور العريان إنه بالنسبة للبعض قد تكون تكاليف الرهن العقاري معرضة لخطر الزيادة إذا فشل التضخم في التباطؤ أو حتى الزيادة ولم يخفض البنك أسعار الفائدة.