قطع الرؤوس والاغتصاب.. أكاذيب إسرائيلية حاولت قلب ميزان الرأي العالمي لصالحها
تواجه دولة الاحتلال انتقادات لاذعة من قبل شعبها بسبب عجزها عن مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، ما دفعها للجوء لنشر الأكاذيب ضد حركة حماس في محاولة يائسة لإنقاذ ماء وجهها وتبرير تخاذلها أمام شعبها.
فبعد كل عملية عسكرية تشنها دولة الاحتلال على غزة، تنشر ماكينة الدعاية التابعة لها العديد من الأكاذيب حول ارتكاب حماس "مجازر" بحق المدنيين، في محاولة لتشويه صورة المقاومة وتبرير العجز العسكري أمام الرأي العام.
لكن تلك الأكاذيب سرعان ما تنكشف، ليتأكد العالم من زيف محاولات دولة الاحتلال، كما حدث في ادعاءات قطع رؤوس الأطفال واستهداف المحتفلين واستخدام المشافي لأغراض عسكرية، لذا فإن محاولات دولة الاحتلال خداع شعبها بالأكاذيب لن تنطلي على أحد، ولن تغطي على حقيقة الانتصارات التي تحققها المقاومة الفلسطينية في كل مواجهة.
وفي السطور التالية نسرد عددًا من تلك الأكاذيب وكيف تم إثبات عدم صحتها للرأي العام العالمي، الذي سرعان ما خفت دعمه للاحتلال وتعالت دعواته الداعمة للقضية الفلسطينية.
خلال هجوم 7 أكتوبر الماضي، تداولت وسائل إعلام غربية ادعاءات إسرائيلية عن تعرض نساء للاغتصاب خلال هجوم حماس على مستوطنات غزة، في محاولة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، لكن شهادات المستوطنات أكدت عدم حدوث أي اعتداءات، كما لم تُصدر منظمات حقوقية أي تقارير عن حالات اغتصاب.
وفي 12 أكتوبر الماضي، زعم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رؤيته صورًا لما أسماهم "إرهابيين" يقطعون رؤوس أطفال إسرائيليين في غزة، قبل أن يتراجع عن ذلك ويعزوه لتقارير إعلامية، كما نشرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن فيديو مفبرَّكًا لامرأة فلسطينية، مع ترجمة مضللة تتهم حماس باستخدام المدنيين دروعًا بشرية، لكن سرعان ما انكشف زيف تلك الأكاذيب.
وعلى أثر تصريحات "بايدن"، كان عنوان مقال على موقع "نيويورك بوست": "حماس تقتل 40 من الرضع والأطفال وتقطع رؤوس بعضهم"، فيما حمل تقرير لـ"ديلي ميل" عنوان: "إرهابيو حماس قطعوا رؤوس الأطفال خلال مذبحة كيبوتس حيث قُتل 40 طفلًا صغيرًا"، لكن سرعان ما نفي مسؤول إسرائيلي ذلك بقوله: "الحكومة لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال في هجوم حماس".
في 28 أكتوبر الماضي، خلال الساعات الأولى من بدء العدوان الإسرائيلي البري على غزة، نشرت حسابات عبرية مقطع فيديو لجنود إسرائيليين يرفعون العلم في مكان يشبه غزة، زاعمة وصول القوات الإسرائيلية سريعًا لقلب القطاع، في محاولة للترويج لانتصار سريع وزعزعة معنويات الفلسطينيين.
وتبين لاحقًا أن موقع الجنود يبعد 3 كم فقط عن السياج الحدودي شمال غزة، في منطقة غير مأهولة، ما كشف كذب الرواية الإسرائيلية التي هدفت لرفع معنويات الإسرائيليين في ظل صمود المقاومة.
وفي 30 أكتوبر الماضي، أثناء انقسام السياسيين الإسرائيليين حول شن اجتياح بري لغزة، بثت كتائب القسام تسجيلًا لمحتجزات إسرائيليات يطالبن بالإفراج عنهن مقابل أسرى فلسطينيين، ما أثار ضجة في إسرائيل.
وفي محاولة لرفع المعنويات، أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك تحرير مجندة كانت محتجزة، لكن تبين أنها لم تكن محتجزة أصلًا، فانكشفت الخدعة الإعلامية.
وفي 4 نوفمبر الماضي، شاركت وزارة خارجية إسرائيل في نشر صور مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر قادة حماس على أغلفة مجلة فوربس الأمريكية، مدَّعيةً أن ثرواتهم تبلغ مليارات الدولارات، رغم نفي مجلة فوربس تلك الصور المزيفة، إلا أن إسرائيل استمرت في نشرها لتشويه سمعة قادة حماس والتضليل على الرأي العام.
وعاودت نشر صورة خالد مشعل، رئيس حركة "حماس" في الخارج، على غلاف مفبرك لمجلة "فوربس" أيضا، وادَّعى فيها أن ثروته تبلغ 5 مليارات دولار، لكن سرعان ما انكشف زيف تلك الأكاذيب، في سلسلة الخداع الإعلامي الإسرائيلي لتبرير فشلها العسكري أمام انتصارات المقاومة الفلسطينية.
وفي 18 ديسمبر الماضي، أعادت القناة الإسرائيلية 14 بث فيديو قديم يزعم اقتحام الأنفاق في غزة، لكن سرعان ما انكشف زيف الرواية عندما نفى المتحدث باسم الجيش علاقتهم بالفيديو، ما اضطر القناة لاحقًا لحذف الفيديو المنشور منذ عامين.
وفي النهاية، إن محاولات إسرائيل المستميتة في نشر الأكاذيب والدعاية الكاذبة لن تنطلي على أحد، فالحقيقة لا مفر منها، وكل يوم تزداد وضوحًا، وآن الأوان لإسرائيل أن تتوقف عن ممارساتها الإعلامية اللاأخلاقية، وأن تدرك أن بإمكانها خداع شعبها مؤقتًا، ولكنها لن تستطيع خداع التاريخ، وعليها الاعتراف بالحقائق كما هي، والتوقف عن ممارساتها وغير الإنسانية.