نيويورك تايمز: 3 مخاوف كانت وراء تأخر الولايات المتحدة فى الرد عسكريًا على الحوثيين
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسئولى الإدارة الأمريكية سعوا إلى فصل هجمات الحوثيين عن الصراع في غزة، وتصوير مزاعم الجماعة اليمنية، التي وصفتها بـ"غير الشرعية"، بأنهم يعملون لدعم الفلسطينيين، وأشارت إلى أن الرد العسكري الأمريكي تأخر 3 أشهر بسبب التردد المتعلق بثلاثة مخاوف، أهمها تتعلق بتوسع حرب غزة في الشرق الأوسط.
ونفذت الولايات المتحدة وخمسة من حلفائها، الخميس، ضربات عسكرية ضد أكثر من عشرة أهداف في اليمن يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، في توسيع للحرب في الشرق الأوسط التي سعت إدارة بايدن إلى تجنبها منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر.
وأضافت "نيويورك تايمز"، في تقرير مطول لها بعنوان "صواريخ أمريكية تضرب أهدافًا في اليمن مرتبطة بميليشيا الحوثي"، اليوم الجمعة، أن المسئولين الأمريكيون أكدوا فصل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر عن الصراع الجاري في غزة، حتى يتمكنوا من محاولة احتواء حرب أوسع حتى مع تكثيف ردهم المستهدف على هجمات الحوثيين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن قرار الإدارة الأمريكية، بشأن الرد العسكري على وابل الهجمات التي شنها الحوثيون بعد ثلاثة أشهر، جاء بعد تردد لعدد من الأسباب وفقًا للمسئولون، وهى:
- المخاوف المتعلقة من أن تتصاعد الضربات على اليمن إلى انتقام بين السفن البحرية الأمريكية والحوثيين، وهو ما قد يؤدي إلى جر إيران لمزيد من الصراع.
- المخاوف المتعلقة من تغذية الرواية القائلة بأن جماعة الحوثيين اليمنية أصبحت مهمة للغاية بحيث تستدعي الانتقام العسكري الأمريكي.
- والحذر من تعطيل الهدنة الهشة في اليمن، التي تم التفاوض عليها في عام 2022 وصمدت إلى حد كبير حتى دون اتفاق رسمي.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن جماعة الحوثيين التي سيطرت على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال اليمن في عام 2014، وحققت "فوزًا فعليًا في الحرب ضد التحالف الذي تقوده السعودية"، وفق قولها- بنت أيديولوجيتها حول معارضة إسرائيل والولايات المتحدة، وغالبًا ما يقارنون بين القنابل الأمريكية الصنع التي استخدمت لقصف اليمن وتلك التي تم إرسالها إلى إسرائيل واستخدامها في غزة، مستشهدة بكلمة زعيم الحوثيين الأخيرة التي قال فيها: "إنهم يقدمون القنابل لقتل الشعب الفلسطيني، أليس هذا يستفزنا؟ ألا يزيد ذلك من إصرارنا على موقفنا المشروع؟".
وقالت في الإطار، إن المسئولين الأمريكيين والغربيين يرون أن "الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون لم تترك لهم خيارا سوى الرد، ولا بد من تحملها مسئولية الهجمات".
كيف تم أخذ قرار الرد العسكرى؟
وبشأن الرد العسكري الغربي على الحوثيين، قالت "نيويورك تايمز": "أذن السيد بايدن بتنفيذ الضربات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وأعطى أوستن الضوء الأخضر النهائي يوم الخميس من مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في بيثيسدا، ماريلاند، حيث يعالج من مضاعفات جراحة سرطان البروستاتا".
وأضافت: "وأطلعت الإدارة كبار الديمقراطيين والجمهوريين في الكابيتول هيل، في وقت سابق من يوم الخميس، على أنهم يعتزمون تنفيذ ضربات، وهو القرار الذي حظي بدعم من الحزبين".
وأكدت أن الضربات جاءت بعد أسابيع من التشاور مع الحلفاء، ناقلة عن مسئولين دفاعيين قولهم: "إن الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أجرى مكالمة هاتفية يوم الأربعاء مع نظيره البريطاني الأدميرال السير توني راداكين لمناقشة الضربات".
ووصفت ضربات ليلة الخميس بأنها "أكبر هجوم أمريكي ضد الحوثيين منذ ما يقرب من عقد من الزمن"، قبل أن تنوه بأنه في عام 2016 ضربت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع صواريخ للحوثيين بصواريخ كروز توماهوك، بعد أن أطلق الحوثيون النار على السفن البحرية والتجارية، ثم توقفت هجمات الحوثيين بعد ذلك.