الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس ثيودوسيوس السينوبيارك الناسك
تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكري القديس ثيودوسيوس السينوبيارك الناسك، ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقًا للأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، والذي أوضح أنه أول من أسس الأخوية الرهبانية، ووفقًا للتقاليد الكنسية، فإن الكهف الذي استقر فيه لأكثر من ثلاثين عامًا هو المكان ذاته الذي قضى فيه المجوس ليلتهم أثناء طريق عودتهم من ميلاد الرب في بيت لحم.
أبرز المعلومات عن القديس ثيودوسيوس
- ولد القديس ثيودوسيوس في كابادوكيا في القرنين الخامس والسادس للميلاد لأبوين تقيّين. اسم أبيه كان بروهيريسوس واسم أمه أفلوغيا، ترهّبت، في كبرها، وصار ابنها ثيودوسيوس أباها الروحي. حيث كان ثيودوسيوس موهوبًا بصوت جميل فكان يتردد باستمرار على الكنيسة ويكدح في قراءة الكتاب المقدس والترتيل. إلا أنه في أعماق قلبه كان دائمًا يتوق إلى حياة الرهبنة، فعاد مجدداُ إلى الأراضي المقدسة التي كان قد زارها مرة واحدة في شبابه ليستقر هناك بشكل دائم، صدفة في نفس الكهف الذي كان استضاف الحكماء الثلاثة بعد ولادة الإله.
- عندما لم يعد بإمكان الكهف استيعاب المزيد من الرهبان، قام القديس ثيودوسيوس بإنشاء أول دير أخوية أو لافرا (بمعنى “واسع” أو “مكتظ بالسكان”) وسرعان ما اشتهرت لافرا القديس ثيودوسيوس وتجمع هناك ما يصل إلى 700 راهب.
- غالباُ ما كانت تحدث معجزة بحد ذاتها في اللافرا في كل مرة أراد فيها القديس ثيودوسيوس مساعدة المعوزين. حدثت المعجزة لأول مرة عندما اجتاحت مجاعة قاسية أراضي فلسطين وتجمع عدد كبير من الناس في الدير، وقتها أعطى القديس ثيودوسيوس أوامر للسماح للجميع بدخول أسوار الدير، مما أزعج تلاميذه لعلمهم أن الدير لا يحوي ما يجب من المواد الغذائية لإطعام كل القادمين، ولكن عندما دخلوا إلى المخبز وجدوا أنه كان مليئًا بالخبز، بفضل صلوات الراهب القديس.
- القديس ثيودوسيوس كان معروفاُ بحنيته الشديدة، فقد قام ببناء منزل في الدير لاستقبال الغرباء، ومستوصفات منفصلة للرهبان وعامة الناس، بالإضافة لمأوى للمحتضرين. ونظرًا لأن الناس من مختلف بقاع المنطقة كانوا يأتون إلى اللافرا، رتب ثيودوسيوس لتقديم خدمات القداس الإلهي بلغات مختلفة: اليونانية والروسية والأرمنية.
- وكان يجتمع المؤمنون لاستقبال الأسرار المقدسة في الكنيسة الكبيرة حيث كانت تتردد خدمة القداس الإلهي باللغة اليونانية.
- عانى القديس ثيودوسيوس ورهبانه من اضطهاد الإمبراطور البيزنطي أناستاسيوس (491-518)، الذي كان ينكر الاعتراف بالأسرار المقدسة ورجال الدين وكان يقبل بالتعاليم الكاذبة ومعها بدأت محنة إثبات الإيمان القويم. وقف القديس ثيودوسيوس بحزم أمام الحاكم ودافع عن الإيمان القويم وكتب رسالة إلى الإمبراطور نيابة عن الرهبان، يشجب فيها ويدحض البدع التي تمس بتعاليم المجامع المسكونية، الأمر الذي قاد الإمبراطور للإرتداع قليلاُ ولكنه ما لبث أن جدد اضطهاده للأيمان المسيحي القويم.
- بدوره لم يهدأ الراهب القديس، فترك الدير وقدم إلى القدس وفي الكنيسة صرخ للجميع ليسمعوا “من لا يكرّم المجامع المسكونية الأربعة فليكن محرومًا!” بسبب هذا العمل الجريء، تم إرسال الراهب إلى السجن، لكن سرعان ما أطلق سراحه بعد وفاة الإمبراطور.
- شهدت منطقة فلسطين العديد من المعجزات في زمن القديس ثيودوسيوس. ذات مرة، بصلواته، قضى على الجراد الذي دمر حقول فلسطين، وأنقذ الجنود من الموت، وأولئك الذين هلكوا في حطام السفن والذين فقدوا في الصحراء.
- توفي القديس ثيودوسيوس عن عمر يناهز 105 عامًا، بالتحديد بعد ثلاثة أيام من كشفه لأساقفته المحبوبين أنه سيغادر قريبًا إلى الرب. دفن جسده بوقار في الكهف الذي عاش فيه في بداية حياته الزاهدة، وهو الآن محاط بالدير الكبير المسمى باسمه على الطريق إلى بيت لحم.