أحمد فضل شبلول: الاهتمام بــ"أدب الأطفال" بدأ منذ رفاعة الطهطاوى
صدر حديثًا عن دار الوفاء للطباعة والنشر بالإسكندرية، "أدب الأطفال في الوطن العربي.. قضايا وآراء"، وهو أحدث إبداعات الكاتب الروائي الشاعر أحمد فضل شبلول، ومن المقرر أن يشارك به في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
أهم الأشكال التي من الممكن أن تحمل الاتجاهات الثقافية المختلفة للأطفال
وكشف الكاتب أحمد فضل شبلول في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن ملامح كتابه أدب الأطفال في الوطن العربي، مشيرًا إلى: "تعد الأشكال الأدبية من قصة وشعر ومسرح، من أهم الأشكال التي من الممكن أن تحمل الاتجاهات الثقافية المختلفة للأطفال، أيضًا تعد برامج الإذاعة والتليفزيون والسينما وأشرطة الفيديو وأشرطة الكمبيوتر، والصحافة وجماعة اللعب، وغيرها من الاتجاهات المؤثرة في هذه الثقافة".
ولا شك أن الحالة الثقافية والمادية للأسرة تشكل أهمية كبرى في الانتقاء والاختيار، ولفت انتباه الطفل نحو شكل أو آخر من هذه الأشكال.
أبرز الملاحظات العامة على الإنتاج المطروح حاليًا للأطفال
وتابع "شبلول" عن كتابه أدب الأطفال في الوطن العربي، من الملاحظات العامة على الإنتاج المطروح حاليًا للأطفال، أن أغلب القصص المكتوبة وشرائط الفيديو وبرامج الكمبيوتر، وبرامج التليفزيون، وأفلام السينما وغيرها، تكاد تُغرق الأطفال في الخيال والخرافة بطريقة غير ملائمة.
وأضاف، أيضًا عدم وجود الناشر المتخصص في طباعة كتب الأطفال ـ إلا فيما ندر ـ وعدم وجود المنتج المتخصص لإنتاج شرائط وأفلام تناسب الثقافة التي نريدها لأطفالنا، أو اعتماد شركات الإنتاج الفني على استيراد أو إعادة إنتاج قصص موجودة في التراث، وليست مناسبة للعصر الذي نعيش فيه ويعيشه الطفل العربي، كل هذا يعد من أهم الملاحظات.
تأخر اهتمام الأدباء والناشرين العرب المعاصرين بالكتابة إلى الطفل
واستدرك "شبلول" عن أدب الأطفال في الوطن العربي، وإذا كنا نشيد الآن بوجود إنتاج لا بأس به للأطفال ـ مع الاحتفاظ بالملاحظات السابقة ـ فإننا يجب أن نعترف بأن غياب أدب الطفل العربي في الفترة الماضية، كان يعود إلى تأخر اهتمام الأدباء والناشرين العرب المعاصرين بالكتابة إلى الطفل وبكتاب الطفل وثقافته، وإلى النظرة التي كان ـ وربما ما زال ـ ينظر من خلالها إلى أدب الأطفال من حيث إنه أدب من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وأوضح ، لقد بدأ الاهتمام بالكتابة إلى الطفل في العصر الحديث منذ سفر رفاعة الطهطاوي إلى باريس حيث لاحظ الاهتمام بــأدب الأطفال هناك، فحاول ترجمة ما كتب وتقديمه للأطفال في مصر بعد عودته، ولكن مشروعه هذا لم يتم، ثم جاء بعده محمد عثمان جلال وإبراهيم العرب وجبران النحاس، ثم الشاعر أحمد شوقي الذي تبدأ من عنده المسيرة الحقيقية لأدب الأطفال والشعر الموجه إليهم، حيث تأثر شوقي بقصص الحيوان عند لافونتين الفرنسي، أكثر مما تأثر بكليلة ودمنة.
وحتى وقت قريب ـ قبل منتصف السبعينيات تقريبًا ـ لم يكن هناك اهتمام حقيقي في المؤسسات الثقافية الرسمية أو غير الرسمية بأدب الأطفال، ولكن يلاحظ أنه منذ منتصف السبعينيات تقريبًا حدث في العالم كله اهتمام كبير بأدب الطفل وتنميته، فتكونت الجمعيات والمجالس المتخصصة والمكتبات والمعارض والمهرجانات، وأنشئت الجوائز، واهتم الأكاديميون وعدد لا بأس به من الأدباء بهذا الأدب الوليد ـ أو بهذا الأدب القديم الجديد ـ وبدأت تظهر إلى النور سلاسل من الكتب والمجلات الجديدة للأطفال. ومما لا شك فيه أن هذا سوف يثري حركة أدب الطفل والطفولة في عالمنا العربي.
واستكمل عن أدب الأطفال: لقد أدى هذا إلى وجود اهتمام متزايد بأدب الأطفال الذي صارت له أبحاثه العلمية، وأقسامه الأكاديمية في بعض الكليات والجامعات العربية، الأمر الذي أدى إلى وجود رصيد نقدي وتأليفي وثقافي حول هذا الأدب، ولكن من ناحية أخرى لوحظ أن هناك بعض الكتاب والباحثين يكـررون جهود من سبقوهم في هذا الميدان.
وأشار إلى أن هناك فريقًا آخر يبدأـ دائمًا ـ من الصفر، وكأنه لا وجود لكتابات وأبحاث أجريت قبلهم، وهم عادة يلجأون ـ في جانب كبير من مؤلفاتهم ـ إلى الجانب التنظيري، وإلى تأكيد الحاجة إلى وجود أدب للأطفال (مع أنه أصبح حقيقة واقعة لا مراء فيها) وإلى وضع شروط يجب توافرها فيمن يكتب للأطـفال، وفيما يكـتب للأطفال، ناسين أن مبدعينا الأوائل حينما كتبوا للأطفال ـ بنجاح كبير ـ لم يضعوا مثل هذه الشروط التي يضعها ـ بصرامة ـ بعض مؤلفينا الآن. لقد كتب الأوائل ـ من أمثال محمد عثمان جلال وأحمد شوقي ومحمد الهراوي وكامل كيلاني، ومحمد سعيد العريان ومحمد أحمد برانق وغيرهم ـ بحس داخلي، وقناعة أكيدة بضرورة وجود هذا اللون من ألوان الأدب الموجَّه لأطفالنا، فأبدعوا في هذا المجال، وأعطوه ما يسـتحق من الرعاية والاهتمام.