"الفنون جنون".. نحّاتون معاصرون أثاروا جدلًا بمنحوتاتهم الغريبة
يعرف النحت المعاصر بأنه فن تكوين ونحت المنحوتات ثلاثية الأبعاد باستخدام مجموعة متنوعة من المواد كالحجر والمعادن والخشب والبلاستيك وحتى الأشياء اليومية وفي الآونة الأخيرة تطور النحت المعاصر ليشمل مجموعة واسعة من الأساليب والتقنيات الحديثة.
وهناك عدد من النحاتين المعاصرين الذين أبدعوا أعمالًا فنية في العقود القليلة الماضية وساهموا بشكل كبير في مجال النحت، حيث أرادوا تجربة النحت بمواد وأشكال وتقنيات جديدة، ومنهم من أثاروا ضجة واسعة بمنحوتاتهم التي رآها البعض غريبة بعض الشىء.
واكتسب بعض النحاتين المعاصرين اعترافًا عالميًا بأعمالهم وقاموا بنحت منحوتات مميزة أصبحت فيما بعد معالم في مدن حول العالم.
وتعكس أعمال النحاتين المعاصرين الثقافات المتنوعة والقضايا الاجتماعية والسياسية والاتجاهات الفنية في عصرنا، ما يجعلها جزءًا حيويًا من المشهد الفني المعاصر، وفقًا لموقع "artst".
أنيش كابور
نحات بريطاني هندي المولد، اشتهر بتركيباته الفنية الجديدة، ولد كابور في مومباي عام 1954، وانتقل إلى لندن في أوائل السبعينيات للدراسة في كلية هورنسي للفنون ثم في مدرسة تشيلسي للفنون والتصميم.
وتتميز منحوتات كابور باستخدامها لأشكال بسيطة وألوان جريئة، والتي يستخدمها لإنشاء أعمال فنية مذهلة لا تُنسى، وهو معروف باستخدامه المبتكر للمواد، بما في ذلك الأصباغ والفولاذ والألياف الزجاجية والشمع، والتي يستخدمها لتصميم منحوتات مذهلة بصريًا ومعقدة من الناحية المفاهيمية.
تشمل بعض أعماله الأكثر شهرة "بوابة السحاب" المعروفة أيضًا باسم "The Bean" وهي منحوتة عاكسة في حديقة الألفية في شيكاغو، و"Sky Mirror"، وهي منحوتة كبيرة الحجم مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ المصقول كالمرآة تم تركيبها في مواقع مختلفة حول العالم.
وحصل كابور على العديد من الجوائز عن أعماله، بما في ذلك جائزة تيرنر عام 1991 ووسام الفروسية 2013، وعُرضت أعماله في المتاحف والمعارض الكبرى حول العالم، بما في ذلك متحف جوجنهايم في نيويورك وتيت مودرن في لندن، واللوفر في باريس.
جيف كونز
فنان أمريكي اشتهر بمنحوتاته المصقولة والتي غالبًا ما تكون تعبر عن أشياء هزلية عن الأشياء اليومية، مثل حيوانات البالون والألعاب والأجهزة المنزلية، ولد كونز في ولاية بنسلفانيا عام 1955، ودرس الفن في بالتيمور وشيكاغو قبل أن ينتقل إلى نيويورك في أواخر السبعينيات.
تتميز أعمال كونز بأسطحها الملونة وموضوعها الاستفزازي في كثير من الأحيان، والذي شمل كل شيء بدءًا من المنحوتات التي بها إيحاءات جنسية إلى الأعمال التي تحتفي بثقافة المستهلك.
تم الاحتفاء بأعماله وانتقادها بسبب استعداده لاحتضان التجارة والإنتاج الضخم، وتشمل بعض أعماله الأكثر شهرة "الأرنب"، وهو منحوتة من الفولاذ المقاوم للصدأ لحيوان بالون تم بيعها في مزاد عالني بأكثر من 91 مليون دولار، وقد بيع تمثاله «كلب البالون» بأكثر من 50 مليون دولار، وهي سلسلة من المنحوتات تم تركيبها في مواقع مختلفة حول العالم.
وعُرضت أعمال كونز في العديد من المعارض الفردية في المتاحف الكبرى حول العالم، بما في ذلك متحف ويتني للفن الأمريكي في نيويورك، ومركز بومبيدو في باريس، وغوغنهايم بلباو في إسبانيا، وأعماله موجودة أيضًا ضمن عدد من المتاحف الكبرى، مثل متحف الفن الحديث في نيويورك ومعرض تيت في لندن.
آي ويوي
هو فنان وناشط صيني معاصر معروف بتركيباته ومنحوتاته التي تعبر عن رسائل سياسية والتي تتعلق بالقضايا الاجتماعية والثقافية في الصين وحول العالم.
ولد آي ويوي في بكين 1957، ودرس في أكاديمية بكين للسينما، ثم عاش في الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمن قبل أن يعود إلى الصين في أوائل التسعينيات.
وتتناول أعمال آي ويوي قضايا مثل حرية التعبير والمراقبة الحكومية وتأثير العولمة على المجتمع الصيني، وكثيرًا ما يستخدم مواد مثل الخشب والسيراميك والرخام لإنشاء تركيبات واسعة النطاق تكون ملفتة للنظر وقوية من الناحية المفاهيمية.
تشمل بعض أعماله الأكثر شهرة "بذور عباد الشمس"، وهو عمل تركيبي يتكون من ملايين بذور عباد الشمس الخزفية المرسومة يدويًا، ومنحوتة "الدراجات"، وهو منحوتة ضخمة مكونة من آلاف الدراجات مرتبة في نمط هندسي.
تم عرض أعمال آي ويوي في المتاحف الكبرى حول العالم، بما في ذلك متحف تيت مودرن في لندن، ومتحف غوغنهايم في نيويورك، ومتحف هيرشهورن في واشنطن العاصمة.
داميان هيرست
فنان ورجل أعمال بريطاني معروف بأعماله الاستفزازية والمثيرة للجدل في كثير من الأحيان، والتي غالبًا ما تتضمن استخدام الحيوانات الميتة والمعدات الطبية، ولد هيرست في بريستول عام 1965، ودرس في كلية جولد سميث في لندن، حيث أصبح أحد الشخصيات الرائدة في حركة "الفنانين البريطانيين الشباب" في التسعينيات.
اشتهر هيرست بسلسلة أعماله باسم "التاريخ الطبيعي"، التي تصور حيوانات ميتة محفوظة في الفورمالديهايد، إضافة إلى لوحاته "البقعة" التي تتكون من صفوف من النقاط ذات الألوان الزاهية، كما قام بإنشاء منحوتات مصنوعة من مواد مثل الزجاج والفولاذ والبرونز.
من أشهر أعماله "الاستحالة الجسدية للموت في عقل شخص حي"، وهي سمكة قرش محفوظة في الفورمالديهايد، وعمله "من أجل محبة الله"، وهو عبارة عن قالب بلاتيني لجمجمة بشرية مغطاة بالماس.
وتم الاحتفاء بالفنان وانتقاد أعماله بسبب دعمه للتجارة من خلال الفن واستخدامه لتكتيكات الصدمة في عمله، ولقد عُرضت أعماله في عدد من المعارض الفردية في المتاحف والمعارض الكبرى حول العالم، بما في ذلك متحف تيت مودرن في لندن، ومتحف الفن المعاصر في طوكيو، ومعرض جاجوسيان في نيويورك.