تهجير سكان غزة.. مقترحات وهمية ومخاوف إسرائيلية من إثارة التوترات مع مصر
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يرفضون إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة وتهجير السكان إلى دول منطقة الشرق الأوسط، حيث يؤدي 64% من الإسرائيليين مغادرة القوات الإسرائيلية القطاع بالكامل بعد نهاية حرب غزة، بينما يؤيد ربع الشعب الإسرائيلي فقط العودة لقطاع غزة وبناء المستوطنات، وبالنسبة لصناع القرار في إسرائيل فإن طموحات اليمين المتطرف بالتهجير القسري لسكان غزة مجرد وهم وتثير المخاوف في الأروقة السياسية الإسرائيلة من إشعال التوترات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ومصر.
وتابعت أنه في نظر العديد من الناخبين الإسرائيليين المنتمين إلى اليمين القومي في البلاد، كان القرار الذي اتخذته إسرائيل في عام 2005 بتدمير 21 مستوطنة وإخراج قرابة 9 آلاف إسرائيلي من غزة بمثابة كارثة، وفي حين أن الفكرة تحظى ببعض الدعم بين الجمهور الإسرائيلي، إلا أنها لا تزال وجهة نظر الأقلية وينظر إليها المحللون السياسيون على نطاق واسع على أنها نتيجة غير واقعية.
طموحات على الورق وتخوفات من إثارة غضب مصر
وأضافت أن مقترحات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة لن ترقى إلا إلى مجرد مقترحات، لأن الوزراء اليمنيون المتطرفون، رغم كونهم أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، ما يكفي من المقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا، أو الكنيست، لتحقيق مخططات نتنياهو وحلفائه الآخرين، وبعد بدء الحرب، انضم بيني جانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية الذي ينتمي إلى يمين الوسط، إلى حكومة طوارئ مشتركة بين الأحزاب، ما يعني أنه حتى بدون المشرعين اليمينيين المتطرفين، سيكون نتنياهو قادرًا على تشكيل حكومة طوارئ، والحفاظ على أغلبيته لقيادة البلاد.
وتابعت أنه إذا انسحب الوزراء اليمينيون المتطرفون من الائتلاف، فإن ذلك سيؤثر على قدرة نتنياهو على التمسك بالسلطة على المدى الطويل، حيث قال جانتس إنه سيبقى في الائتلاف فقط طوال مدة الحرب.
ومع ذلك، فإن رفض نتنياهو التنصل من التعليقات بشأن غزة قد خلق توترات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، ويعكس تحديات التعامل مع ما يقول المحللون إنها الحكومة الأكثر يمينية ودينية وقومية متطرفة في تاريخ إسرائيل.
وقال حسين إبيش، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "هذا لن يحدث، لكنه يعكس تطرف الحكومة وغضب النظام السياسي الإسرائيلي، نتنياهو لا يستطيع إسكات الأصوات المطالبة بالتهجير القسري، لأن هؤلاء الناس يتنفسون بطريقة تساعد نتنياهو على البقاء في السلطة".
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن مقترحات الوزراء اليمينيين المتطرفين ليس لديها أي فرصة للنجاح تقريبًا، فإنها تخلق صداعًا دبلوماسيًا، ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن أيضًا مع الدول العربية الكبرى مثل مصر والأردن.