الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى الطوباوية ماريا تيريزا من جيسوس لو كليرك رئيسة الدير
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى الطوباوية ماريا تيريزا من جيسوس لو كليرك رئيسة الدير، وولدت أليسيا في 2 فبراير عام 1576م، بمدينة ريميرمونت بفرنسا، والديها هم جيوفاني لوكليرك وأمها آنا ساجاي. تنتمي إلى عائلة برجوازية ثرية من لورين، كانت تتمتع بالود والذكاء، فقد كانت محبوبة من قبل الجميع ، وقضت شبابها في الرضوخ لأباطيل العالم. بعد تعرضها لأزمة روحية، اتخذت في سن العشرين قرارًا بتغيير حياتها وتكريس نفسها لله مع نذر العفة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير" : في هذا الطلب الّذي نقوم به (في الصّلاة الرّبّية)، يدلّ عل أنّ الشريرّ ليس مجردًا، بل هو يدلّ على شخص: الشيطان، السيئ، الملاك الذي يقاوم الله. إبليس (في اليونانية: dia-bolos)يعني من "يلقي بذاته ليعيق" قصد الله" و "عمله الخلاصيّ " الذي أتمّه في الرّب يسوع المسيح. "كانَ مُنذُ البَدءِ قَتَّالاً لِلنَّاس ولَم يَثبُتْ على الحَقّ لأَنَّه ليسَ فيه شَيءٌ مِنَ الحقّ. فَإِذا تكَلَّمَ بِالكَذِب تَكَلَّمَ بِما عِندَه لأَنَّه كذَّابٌ وأَبو الكَذِب" إنّه "إِبْليسُ والشَّيطان، مُضَلِّلُ المَعْمورِ كُلِّه" به دخلت الخطيئة والموت العالم، وبالغلبة النهائية عليه "تحرّرت الخليقة كلّها من الخطيئة والموت". " نَعلَمُ أَنَّ كُلَّ مَن وُلِدَ للهِ لا يَخطأَ لكِنَّ المَولودَ للهِ يَحفَظُه فلا يَمَسُّه الشِّرِّير. نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا مِنَ الله وأَمَّا العالَمُ فهُو كُلُّه تَحتَ وَطْأَةِ الشِّرِّير"
لقد تمّ الانتصار على "سيِّد هذا العالَمِ" مرّة واحدة، في الساعة التي أسلم فيها الرّب يسوع ذاته بحريّة إلى الموت، ليعطينا حياته. إنّها دينونة هذا العالم، وسيِّد هذا العالَمِ يلقى خارجًا". لقد "طارَدَ المَرأَةَ الَّتي وَضَعَتِ الوَلَدَ الذَّكَر" غير أنّه لم يكن له سلطان عليها، فحواء الجديدة، "الممتلئة نعمة" من الرُّوح القدس، قد حُفِظت من الخطيئة ومن فساد الموت..." فغَضِبَ... على المَرأَة، ومضى يُحارِبُ سائِرَ نَسلِها الَّذينَ يَحفَظونَ وَصايا الله " لذلك "يَقولُ الرُّوحُ والعَروس (أي الكنيسة): تَعالَ!... آمين! تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع" بما أنّ مجيئه ينقذنا من الشرّير.
عندما نطلب النّجاة من الشرّير، نصلّي أيضًا للتحرّر من كلّ الشرور الحاضرة والماضية والمستقبلة، التي هو صاحبها أو الدافع إليها. وفي هذا الطلب الأخير تحمل الكنيسة إلى أمام الآب كل بؤس العالم. وهي تلتمس مع الخلاص من الشرور التي تثقل البشريّة، عطية السلام النفيسة، ونعمة الانتظار الثابت لمجيء الرّب يسوع المسيح. وهي إذا، تصلّي هكذا، تسبق في تواضع الإيمان استعادة كلّ البشر وكلّ شيء فيمن بيده "مَفاتيحُ المَوتِ ومَثْوى الأَموات"، "الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي"