ما بين العدد الأول والـ400.. "الدستور" تحتفى بمسيرة 53 عامًا للثقافة الجديدة
صدر العدد الأول من الثقافة الجديدة تحت عنوان "الثقافة الجديدة.. مجلة الثقافة الجماهيرية" أبريل 1870، وشهد العدد تواجد الكثير من المبدعين والأدباء الذين أصبحوا قامات عالية في الأدب والكتابة ومنهم محفوظ عبدالرحمن وعلي شلش وعفيفي مطر وغيرهم.
شلة المحلة تسيطر على الجوائز في العدد الأول
ظهرت في العدد الأول نتيجة مسابقة الأقاليم في الشعر والقصة والمسرح وغيرها، وكانت المفاجأة هي سيطرة "شلة المحلة" والتي فاز فيها كل من محمد المنسي قنديل بقصته "الموت في بر مصر"، وفاز السعيد سلامة الكفراوي، وهو الأديب الكبير الذي سيكتب فيما بعد باسم سعيد الكفراوي، وفاز في الشعر كل من محمد فريد صالح أبوسعدة، وهو الذي سيكتب فيما بعد تحت اسم فريد أبوسعدة، وأخيرًا نصر حامد الأزرق، وهو الذي سيكتب فيما بعد تحت اسم نصر حامد أبوزيد، والأزرق لا يوجد في أسماء نصر حامد، لذلك شككت بداية أن يكون اسمه الأزرق، فتواصلت مع الكاتب جار النبي الحلو، والذي أكد أنه نصر حامد أبوزيد، لأنه كتب تحت اسم نصر حامد رزق وليس الأزرق، وأيضًا صدر كتاب لنصر حامد وقعه باسم نصر حامد رزق وهو كتاب "تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي"، وصدر عام 1981 وبالتالي يكون الفائز هو نصر حامد أبوزيد، وجاءت الأزرق كخطأ مطبعي من رزق.
لكن العجيب في هذه القصة أن نصر حامد أبوزيد كان يكتب شعر العامية في بدايته مع شلة المحلة كما أكد جار النبي الحلو، لكنه في هذه المسابقة فاز بقصيدة شعر فصحى تحت عنوان "رسالة إلى شاعر".
وحفل العدد بالعديد من الأسماء المهمة مثل فؤاد دوارة وعلي شلش ومحفوظ عبدالرحمن الذي نشر قصة قصيرة له، وزكريا الحجاوي، وسعدالدين وهبة والذي كان متوليًا رئاسة مجلس الإدارة.
العدد 400 و32 شهادة و5 مقالات
صدر العدد الأول من مجلة الثقافة الجديدة في أبريل 1970 تحت رئاسة سعدالدين وهبة، ولكنها صدرت بدون رئيس تحرير، وصدر العدد الأول أيضًا مرة أخرى في مايو 1980 برئاسة عبدالحميد يونس، والعدد الثاني بعد ثلاثة أشهر، أي في أكتوبر 1980، والثالث في أبريل 1981، والرابع في ديسمبر 1981.
وخلال عشرين عامًا لم تصدر الثقافة الجديدة سوى 16 عددًا، وهناك سنوات لم تصدر فيها، مثل عام 1982، وعام 1989، وغيرهما.
أما العدد 400 فقد حفل بالعديد من الأسماء منهم من واكب العمل في الثقافة الجديدة في بدايتها ويحكي عن تجربته فيها مثل الكاتب الصحفي والمخرج الفني محمد بغدادي، والذي جمعته جلسة بسمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب وطلب منه أن تكون المجلة على غرار مجلة صباح الخير وأن يتولى الإخراج الخاص بها، فكان من بغدادي أن شرح الأمر للكاتب الصحفي الكبير لويس جريس رئيس تحرير صباح الخير في ذلك الوقت، ووافق جريس على أن يعمل بغدادي في الثقافة الجديدة.
وكتب الناقد والشاعر شعبان يوسف مقالًا مهمًا حول ولادة الثقافة الجديدة وظروف نشأتها وإقناع سعدالدين وهبة لثروت عكاشة بأنها ضرورة، فبعد رحلته إلى السودان مع مجموعة من المثقفين وعودته استقال سعدالدين وهبة من الشركة القومية للتوزيع ليتفرغ بشكل كامل للثقافة الجماهيرية، ويكتب مقاله تحت عنوان "الثقافة الجديدة.. لماذا؟".
وكتب أحمد عبدالرازق أبوالعلا عن "مائة وثلاثين عددًا وضعتني في قلب الحياة الثقافية محتفيًا بإبداعات جيل الثمانينيات"، وكيف أن حسين مهران فكر في أن تكون الثقافة الجديدة نصف شهرية لكن الاقتراح لم ينفذ، وكيف أن الثقافة الجديدة خلال عشرين عامًا لم تصدر سوى 16 عددًا فقط قبل انتظامها شهريًا.
ويرصد طارق الطاهر في مقاله الافتتاحي الجريمة الكبرى التي وقعت بحق العدد الأول من الثقافة الجديدة، وكيف أنه لم يجد العدد لا في الأرشيف ولا في دار الكتب والوثائق القومية، ومن هنا تبدأ رحلة بحث تنتهي عند الشاعر شعبان يوسف الذي منح طارق الطاهر العدد من مكتبته ليطبع ويوزع مع المجلة.
وفي مقاله الثاني يرصد الطاهر قراءة في ترويسة المجلة منذ نشأتها وغيرها، وكيف أن هناك ثلاثة مثقفين شاركوا في المجلة وأصبحوا وزراء للثقافة فيما بعد وهم الدكتور أحمد هيكل، والدكتور جابر عصفور، وحلمي النمنم، وعن التشكيل الأول لمستشاري التحرير وهم سعد أردش، صلاح أبوسيف، عبدالرحمن الأبنودي، سمحة الخولي، صلاح طاهر، يسري الجندي.
كما تكون أول مجلس للتحرير من جميل عبدالرحمن، وقاسم مسعد عليوة، وصابر عبدالدايم، ومراد عبدالرحمن الغيطاني، ورجاء النقاش، وسيد النساج، وعبدالقادر القط.
ولأول مرة في عام 2010 حصدت مجلة الثقافة الجديدة جائزتي نقابة الصحفيين في المجال الثقافي، وفي عام 2012 يأتي حمدي أبوجليل رئيسًا للتحرير بالانتخاب ومن بعده سمير درويش وصبحي موسى.
وكتب الدكتور جمال العسكري مقالًا تحت عنوان "عُمر من القوة الناعمة" ذكر فيه أن المجلة صدرت بناء على توصية من مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم".
ويكتب شوقي بدر يوسف مقالًا عن "المجلة الثقافية ودورها الفعال في المشهد الإبداعي.. الثقافة الجديدة نموذجًا"، ويذكر أن أربع مجلات صدرت في العالم العربي تحمل اسم الثقافة الجديدة كل منها لها سماتها الخاصة، وتوجهاتها المعروفة بها، ومسارها المحدد، والزمان والمكان الذي صدرت فيه".
ويكتب مصطفى القزاز حول الحوارات والملفات التي أجرتها المجلة على مدار حياتها، وكيف أنها حاورت يوسف إدريس ولويس عوض، والطاهر وطار، وعبدالوهاب البياتي، وغيرهم من المبدعين العرب، وتطرق القزاز لعدد من الملفات التي صدرت في أوقات متفرقة على صفحات المجلة ومنها ملف يحيى حقي، وملف للشاعر محمد الشهاوي، وملف القاضي المثقف، وملف "سياسيون يلعبون الثلاث ورقات باللغة".
الشهادات
ثم تأتي الشهادات بعد ذلك عن محمد كشيك جاء تحت عنوان "محمد كشيك.. رحلة عمر" كتبه محمد السيد عيد، وكتب الدكتور محمود عبدالباري عن "مدرسة مصرية ضهرية"، وكتب محمد بغدادي تحت عنوان "بدايات لا تنسى"، وكتب مسعود شومان تحت عنوان "نشرت أولى قصائدي وتبنت أبناء جيلي"، وكتب الدكتور مصطفى بيومي عبدالسلام تحت عنوان "ثقافة النخبة في ثياب الجماهير"، وكتب محمود خيرالله تحت عنوان "مثل حب يسطع في كل عتمة"، وكتب فتحي عبدالسميع تحت عنوان "من سلة غلال الأدب إلى تحرير الهامش وغربة الحياة الثقافية"، وتلته شهادات من محمد كمال، محمود قنديل، أمل سالم، شعيب خلف، عاطف محمد عبدالمجيد، عايدي علي جمعة، عوض الغباري، عبده الزراع، عبده الشنهوري، عيد عبدالحليم، حاتم عبدالهادي السيد، أبوالفتوح البرعصي، مرسي عواد، عبدالغني داود.