أسماء منصور.. نُزهة أخيرة قبل الوداع
وكأنّها سُنّة كونية أن يغادر الطيبون مبكرًا، وأسماء منصور من بينهم ذات ملامح بريئة وهادئة، أمنياتها بسيطة ومشروعة، أحلامها تلامس نجوم السماء، إلاّ أن القدر لم يسعفها لتحقيق ولو جزء بسيط مما كانت تأمل فيه.
أحلامها والتي لطالما حدثتني عنها كانت جلها عن الصحافة والإقامة في القاهرة لتواصل مسيرتها حتى تأتيها الفرصة للانضمام لنقابة الصحفيين، ذلك الكيان الذي يعرف كل مَن يعمل في بلاط صاحبة الجلالة قدره ومكانته وأهمية الانتساب له.
أسماء حلمت أن تكون عضوًا في نقابة الصحفيين ولأن أسماء رقيقة لم تتحمل أن تعافر وتواصل السير وتتشبث بحلمها، قررت العودة لقريتها، لم يكن قرارها بالسهل أو البسيط فقد أحزنها وأرهقها، لكنها للأسف لم تقاوم واستسلمت للحزن تمامًا.
هناك في أسيوط، شعر أهلها بأيام حزن ثقيلة ففي الليلة الأخيرة لها قررت أسرتها أن تصطحبها لنُزهة لشراء فستان جديد، لكن العمر لم يكن فيه بقية.. رحم الله أسماء رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته وعوّضها وأهلها عن كل آلم وحزن لامس قلبها الصغير، وداعًا يا فراشة الصحافة التي أرتأت أن تكون السماء موطنًا لها، تاركة الأرض لقاتلي الأحلام..(!)