أسماء منصور.. طيفٌ خفيف مرّ سريعًا
مرّت كطيف مُشرق في ضواحي بلدةِ مُظلمة، تركت ريحًا طيَّبًا كهفوة ورد تفوح بين الحدائق الخضراء، قليلًا ما حمل قلبها الصغير بعض الأحزان، كانت طيّبة القلب وخفيفة الروح، لم تُسئ لأحد من قبل، لم نشهد منها إلا كل خير، أعطتنا الأمل دون طلب وأورثتنا معنى الطموح التي لم تستكمله.. كانت تحاول إرضاء الجميع قبل أن يرضيها أحد، وتطلب السماح دون أن تخطئ، وتتمنّى النجاح لغيرها بالمجان عاهدناها على القلب الصافي والأخلاق الحميدة.
التقتنا أسماء منتصف 2018 بالجريدة في مقرّها القديم الكائن بجاردن سيتي، وهى مُحمّلة بالآمال والآلامِ أيضًا، على كفونها أحلام تريد أن تحققها وبصيرة لا تريد أن تفقدها، مع هذا متمنّيةً أن تُنصفها الحياة وأن تكون الخاتمة كما حلمت هي.. لكن، رحلت أسماء وتترك كل هذه الآمال مُعلّقة في سماء الله الواسعة، وتترك قلوبنا متأثرة على فقدها.. فنقف صامتين ولا نستطيع القول بأي شيء سوى ما يُرضى ربنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون".. لروحك السلام يا صديقتي والمغفرة والغفران. الحياة لا تليق بكِ والجنة موعدكِ- بإذن الله تعالى-، فاللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واربط على قلب أسرتها واخلفهم دارًا خيرًا من دارها واجمعهم وإيانًا بها في الفردوس الأعلى. اللهم آمين