حصار من البر والبحر.. كواليس 7 أيام سقط فيها عزت حنفى "إمبراطور النخيلة"
قبل 18 عامًا من الآن تحديدًا في 18 يونيو 2006 رفرف العلم الأسود أعلى سجن برج العرب ليعلن عن إنهاء فصل من حياة أحد عتاة الإجرام بإعدام عزت حنفي الشهير بـ"إمبراطور النخيلة".. على الطبلية الخشبية وقف عزت حنفي يبتسم ويتبادل المزاح مع "عشماوي" الذي يلف حبل المشنقة حول رقبته كأنه ذاهب في نزهة وهو ما رواه بعد سنوات "حسين قرني" الشهير بـ"عشماوي" الذي نفذ حكم الإعدام.
حصار من البر والبحر
قبل إعدام عزت حنفي بعامين كانت إمبراطوريته تفاقم نشاطها المشبوه بعدما استولى "عزت" بمساعدة شقيقه "حمدان" وآخرين على 280 فدانًا فى جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، وزرعوا عشرات الأفدنة بالمخدرات، واستقطبوا الهاربين من أحكام فى شتى محافظات الصعيد، وبلغت سطوتهم فى تهديد بعض الصحفيين لمنعهم من متابعة الجرائم التي يرتكبونها.
مع مقتل 5 أشخاص في نزاع بين عائلتين في قرية النخيلة أعدت وزارة الداخلية حملة ضخمة تشارك فيها مختلف القوات، وفرضت حصارًا محكمًا حول القرية من البر والبحر واستمر لمدة أسبوع كامل مستخدمة مدرعات وزوارق نهرية،وعلى الجانب الآخر احتجز "حنفى" عددًا من الرهائن، وأقام رجاله حصونًا منيعة فى كافة أنحاء جزيرة النخيلة بعدة أشكال، منها الأبراج، التى ترتفع إلى خمسة طوابق، والدشم الحصينة المبنية من الطوب اللبن، الذى لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه، كما حفروا عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أى قوات مهاجمة.
وإضافة إلى هذه التحصينات، امتلك رجال "حنفى" كمية هائلة من الأسلحة والذخائر، تتدرج من المسدسات والبنادق العادية والآلية، إلى المدافع من طراز جرينوف، التى تطلق قذائف من عيار نصف بوصة، كما وضعوا أسطوانات البوتاجاز على الأسوار وعلى جذوع النخيل لتفجيرها إذا ما أقدمت قوات الأمن على اقتحام مواقعهم، أما نهر النيل، فقد ملأوه بالأسلاك الشائكة والعوائق الصناعية حتى لا تتمكن الزوارق النهرية من الالتفاف حولهم.
سقوط إمبراطور النخيلة
بعد أسبوع من المقاومة انهارت إمبراطورية عزت حنفي وضعفت عناصره وأسفر الاقتحام الأمني عن تحرير الرهائن وسقوط 77 من أفراد العصابة فى أيدى رجال الشرطة، وفي مقدمهم عزت حنفي الذي كان ينوي الانتحار بتناول السم.
عايش ولا ميت
بعد سنوات طويلة من إعدامه خرج محمد حنفي، شقيق إمبراطور النخيلة عزت حنفي، ليثير الجدل قائلًا إن شقيقه عزت حنفي لم يُعدم وأنه على قيد الحياة، وإن من تم إعدامه شخص آخر، مضيفًا أنه كان وقتها محبوسًا وأن نجله هو من استلم الجثة.
وقال إنه عندما فتح النعش لم يجدها جثة شقيقه، وإنما جثة شخص آخر، وزعم أن بعض القيادات طردت نجله وقت اكتشافه أن الجثة الموجودة في النعش ليست جثة عمه، وأنه تم وضع حراسة مشددة على القبر الذي دفنت به الجثة لمدة 15 يومًا حتى لا تنكشف حقيقة الأمر، لكن أكد عشماوي، أنه نفذ الحكم بيديه وجرى تسليم جثته لأسرته.