احتفالات تحت القصف.. عام جديد من الموت والنار والدمار فى غزة (فيديو)

اندثرت الأضواء لعام مضى، وبزغت شمس عام جديد كان يتمناه الفلسطينيون سعيدًا، لكن أصوات الانفجارات، ورائحة الموت التي تفوح في كل شوارع قطاع غزة جعلته عامًا مؤلمًا جديدًا من عقود الألم التي يعيشونها بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

ليلة طويلة قضاها أطفال العالم في انتظار المشاهد الاحتفالية للألعاب النارية التي تُطلق من أعلى البنايات الشاهقة؛ احتفالًا بالعام الجديد.. لكن أطفال غزة كانوا يستقبلون مزيدًا من الصواريخ القادمة من طائرات العدو، لتحصد أرواحًا أخرى؛ بعد أن تخطى عدد الشهداء 21 ألفًا، و7 آلاف مفقودين تحت الأنقاض.

9 آلاف طفل فلسطيني كانوا من بين شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة.. لن يقضوا العام الجديد رفقة الأحياء من ذويهم.. فأطفال غزة هم الأكثر استهدافًا من طائرات العدو، فـ حتى الناجون منهم يعيش أكثرهم بإعاقات وصدمات نفسية مؤلمة.

محمود عابد، طفل فلسطيني قضى أولى ليالي السنة الجديدة في العلاج، علّه قادرًا على السير على قدمه من جديد دون المعاناة التي تركتها له نيران الاحتلال التي أعجزته عن الحركة كما كان قبل إصابته.

‏لا يعلم "محمود" وباقي المصابين إن كانت هذه الإصابة هي الأخيرة، أم أن جديدًا سيطالهم.. فالنيران لا تتوقف، وحتى المستشفيات ليست آمنة من اعتداءات العدو.. "وأنت تستقبل العام الجديد، تذّكر أن أكثر من مليوني فرد في غزة يعجزون عن مجرد التفكير في العام الجديد، وهم لا يعلمون إن كانوا سيبقون على قيد الحياة لليوم التالي".. كلمات قالتها المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، في رسالة نشرتها باللغة الإنجليزية، لتصف فيها حال أبناء القطاع.

ليست نيران الاحتلال وحدها التي تقتل في غزة؛ فالموت جوعًا وعطشًا، أو نقص الأدوية، أو انقطاع التيار الكهربائي وعُطل أجهزة إنقاذ الحياة.. أو بسبب برد الشتاء الذي يحيا تحته مليون و800 ألف فلسطيني نزحوا من بيوتهم، ليعيش كثير منهم في خيام تغرق في المطر، أو مستشفيات ومدارس تطالها نيران العدو.. لا شىء في غزة بات آمنًا من العدوان، وتبقى الأيام تُشابه بعضها، 2023 أكانت أم 2024.