المطران عطاالله حنا: أحلام وطموحات غزة طُمِرت تحت الركام
قال المطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، إن العدوان الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة أظهر وبشكل واضح عمق الأزمة الإنسانية وأزمة الضمير غير المسبوقة التي يعاني منها الكثيرون في عالمنا، وخاصة غالبية الحكام في الغرب الذي يغضون الطرف عن هذه الانتهاكات المروعة والاستهداف غير المبرر للمدنيين وخاصة الأطفال.
المطران: هناك من يريدنا أن نصمت
وأضاف: ومع كل هذا يأتي هناك من يريدوننا أن نكون صامتين ويزعجهم الحديث عن غزة وعن آلامها ومعاناتها ونحن نقول لمثل هؤلاء بأنه في بعض الأحيان (إذا ما كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)، ولكن هذا لا ينطبق على ما يحدث في غزة، حيث إن الصمت على هذه المآسي الإنسانية يتنافى وكافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وتابع: لسنا منحازين لأي حزب سياسي، بل انحيازنا هو للإنسان ونحن نرفض استهداف المدنيين كل المدنيين، ومن يُستهدفون اليوم في غزة هم مدنيون وخاصة شريحة الأطفال الذين يقتلون بهذه الطريقة المروعة وبعضهم يموت من الجوع وانعدام وجود الماء.. يا لها من صور مروعة تحدث في غزة نأمل أن تؤدي سريعًا إلى صحوة الضمير لكي يتحرك العالم بأسره من أجل إيقاف هذه المأساة وإيقاف شلال الدماء والخراب والدمار.
وأكمل: من يظن أن قتله للمدنيين هو بطولة هذا يدل على انعدام القيم الإنسانية والتربية الحقيقية عنده، فأن تكون قاتلًا، فهذه ليست بطولة على الإطلاق، بل هي تعدٍ على الإرادة الإلهية، ذلك لأن الله هو الذي خلق الإنسان لكي يعيش بحرية وكرامة وليس لكي تنهمر عليه القذائف ويقتل وتستهدف حياته بهذه الأساليب المروعة.
وأردف: ما يحدث في غزة حاليًا لا يمكن أن يستوعبه عقل بشري، فنحن في القرن الواحد والعشرين ونعيش هذه المأساة المروعة التي تذكرنا بقرون غابرة وبتاريخ دموي كان في حقب متعددة.
واختتم: أوقفوا الحرب حقنًا للدماء ووقفًا للدمار، فلم يعد باستطاعتنا تحمل هذه المأساة التي خلفت وتخلف يوميًا الكثير من المآسي الإنسانية، حيث إن كثيرًا من الطموحات والأحلام طُمرت تحت الركام.