فريد عبد العظيم: "غرفة لا تتسع لشخصين" رحلة في عقل طفل
يشارك الكاتب الروائي الشاب فريد عبد العظيم، في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بروايته “غرفة لا تتسع لشخصين” الحاصل عنها على جائزة إحسان عبد القدوس للعام 2022، والصادرة عن دار المرايا للثقافة والفنون.
رحلة مثيرة في عقل طفل يختلط فيها الواقع بالخيال
وكشف الكاتب فريد عبد العظيم، لــ “الدستور” عن ملامح عمله الروائ، موضحا أن رواية “غرفة لا تتسع لشخصين” تدور في وسط عالم مألوف لكن لا يخلو من الغرابة، حول أب أرمل وابنه الوحيد يخوضان رحلة البحث عن الخلاص، يروي كل منهما سرديته التي ترتكز على أحساس الفقد الذي يتملكه، علاقة ملتبسة ومشاعر متناقضة وشد وجذب لا ينتهي في غرفة لا تتسع لشخصين.
وقال إن الرواية هي رحلة مثيرة في عقل طفل يختلط فيها الواقع بالخيال، تساؤلات بلا إجابة وأحلام يكسرها الواقع وحزن يأبى الرحيل، وحصلت على جائزة إحسان عبد القدوس لعام 202.
وخص فريد عبد العظيم الـ “الدستور” بمقتطف من عمله الروائي الذي يشارك به في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي ينعقد في الفترة من 24 يناير وحتى 6 فبراير 2024 وفيها نقرأ:
"اقترب يوم البؤس السنوي، أعلنت أبلة الناظرة عبر مكبر الصوت عن موعد الحفل فهيص العيال، صفقوا وأطلقوا صافرات الابتهاج، أما أنا فانقبض قلبي. يتبقى يوم واحد ويحل عيد الأم. ساحر وأراجوز وبلياتشو يأتون إلى فناء مدرستنا، يضحك العيال ويصفقون ثم نغادر مبكرين إلى منازلنا، هدايا بالجملة للمدرسات يصاحبها قبلات على خدودنا. لا زعيق ولا ضرب فاليوم هو عيد “ست الحبايب يا حبيبة، مالي أنا بالعيد، ليس لي شأن بالأمر، فلا أم لي لأقبل يدها مثلما تأمرنا الأبلة”.
“أين أمي؟ لا أتذكر أنني قابلتها في يوم، لا يتبقى من ذكراها إلا صورة يعتليها الغبار، ثبتها أبي على الجدار منذ زمن. إطار ذهبيٌ كان يحتويها فيما مضي. شارة سوداء على جانب الصورة لا أفهم لماذا وضعت، أتأمل ملامحها كل يوم: وجه مستدير ورقبة رفيعة، حسنة على الخد الأيمن وأخرى أعلى الحاجب الأيسر، شعر أسود كثيف يصل إلى كتفيها، ابتسامة تملأ الفم، وعينان بلون القهوة. تدمع عيني وأنا أحاول تذكر صوتها، أحاديثنا المشتركة وحتى عراكنا، بالتأكيد بيننا الكثير لكن للأسف لا شيء عالق بعقلي، كلما سألت أبي رد باقتضاب: كانت طيبة وراحت إلى مكان أفضل، بعدها يهرب إلى الشباك ويدخن”.
فريد عبد العظيم، روائي مصري من مواليد القاهرة 1983، فازت روايته" غرفة لا تتسع لشخصين" بجائزة إحسان عبد القدوس للروايات غير المنشورة لعام 2022.
صدرت له رواية “خوفا من العادي” عن روافد للنشر والتوزيع عام 2018، ورواية “يوميات رجل يركض” عن منشورات إيبيدي عام 2019، والتي تأهلت إلى القائمة الطويلة لجائزة ساويرس الثقافية لعام 2021، ورشحت للترجمة إلى أكثر من لغة ضمن برنامج أصوات عربية المدعوم من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الثقافية الدولية بمصر للترجمة بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب للعام 2020.
تأهل فريد عبد العظيم للمشاركة في مشروع دعم المواهب في مجال الكتابة بإقليم شمال أفريقيا/ الشرق الأدنى 2018 مشروع قصص القاهرة القصيرة، الذي نظمه معهد جوته بالتعاون مع مؤسسة بنك التعمير الألماني.