الأول منذ اندلاع الحرب.. اجتماع بين البرهان وحميدتى غدًا
يستعد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان،ونائبه المنشق قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، لعقد اجتماع طال انتظاره، بتيسير من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).
وكانت منظمة "إيغاد" ومقرها الرئيسي في جيبوتي، أرسلت دعوات رسمية إلى البرهان وحميدتي، من أجل عقد لقاء مباشر بينهما في مسعى منها لوقف الحرب الدموية في السودان المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي.
وقالت الهيئة، اليوم الأربعاء، إنه تمت تهيئة الأجواء للقاء طرفي الصراع وعقد اجتماع مثمر بين البرهان وحميدتي، غدا الخميس، موضحة أن ترتيبات اللقاء اكتملت بعد تلقيها تأكيدات بموافقة الطرفين دون شروط مسبقة، حسبما أوردت قناة "BNN".
وفي الوقت الذي يتوقع أن يلتئم هذا الحدث في جيبوتي، لم تذكر المنظمة مكان عقد الاجتماع، كما لم تصدر تعليقات رسمية حتى الآن من طرفي النزاع بالموافقة على اللقاء في الزمان والمكان المحددين، لكن وسائل إعلام عربية ومحلية ذكرت أن اللقاء سيكون في عنتيبي، أوغندا، بحضور رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة بصفته رئيس الهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد).
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مناقشة خروج الدعم السريع من البيوت والشوارع ووقف النار هي أهم بنود هذا الاجتماع، الذي يعد الأول بين الرجلين منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل.
أهمية اللقاء
اللقاء، المقرر عقده، غدًا، له أهمية كبيرة، نظرًا للأدوار الرئيسية التي يلعبها الجنرالان في المجلس العسكري الانتقالي في السودان.
ويهدف الاجتماع إلى معالجة عدد لا يحصى من القضايا الحاسمة، على خلفية المشهد السياسي المعقد في السودان، حيث تعمل الكيانات العسكرية والمدنية على موازنة السلطة بدقة منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
وعلى رأس تلك القضايا بحث شروط وقف إطلاق النار، واستئناف المساعدات الإنسانية، ووضع خارطة طريق تفضي إلى تسليم السلطة للمدنيين.
ترقب لحوارات السلام
مع قرب عقد اللقاء بين طرفي الصراع، ظهرت تقارير متضاربة حول جدوى الاجتماع. ومع ذلك، وعلى الرغم من حالة عدم اليقين، فإن الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تمارس ضغوطًا متزايدة على الأطراف المعنية لبدء عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة السودانية.
وفي 19 ديسمبر الجاري، طالبت الولايات المتحدة، البرهان وحميدتي بعدم السعي إلى لعب دور في الحكم بعد انتهاء الصراع في السودان.
وقالت السفارة الأمريكية بالخرطوم، في بيان، أنه لا حل عسكريًا يمكن قبوله للصراع في السودان، وأن المسار الوحيد المستدام للمضي قدمًا، هو الذي يعترف بأن المستقبل السياسي للبلاد يؤول للمدنيين.
وأضافت: "رسالتنا واضحة: يجب على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهاء القتال، والاضطلاع بواجباتهما وفقًا للقانون الإنساني الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق".
وشددت: "ستواصل الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لوقف القتال، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في تطلعه الدائم إلى سودان ديمقراطي".
القوة المتمردة تسببت في دمار وتهجير واسع النطاق
وتواجه قوات الدعم السريع سيئة السمعة في السودان، اتهامات بالتسبب في دمار وتشريد واسع النطاق، ما أدى إلى إجبار سبعة ملايين شخص على ترك منازلهم. وقد تورطت قوات الدعم السريع في أعمال النهب والإضرار بالممتلكات والاعتداءات الجنسية، حيث تعرض المدنيون لنقاط تفتيش تم وضعها بشكل استراتيجي مما أدى إلى تقييد حركتهم.
واندلعت الخلافات في السودان للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في 2022، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم حميدتي الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.
وخلفت الحرب المتواصلة منذ 15 أبريل الماضي في مناطق متفرقة بالسودان، عشرات الآلاف بين قتيل وجريح، فضلا عن نزوح الملايين داخل السودان وخارجه.