الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد القدّيس إسطفانُس أوّل الشهداء
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى عيد القدّيس إسطفانُس، أوّل الشهداء، واختار الرسل سبعة شمامسة، وأولَّهم اسطفانوس، ليساعدوهم في الخدمة المادية في الكنيسة الأولى. فكان اسطفانوس يُظهر غيرة ونشاطاً في الخدمة وفي المجاهرة بالايمان والتبشير به. قَبَض عليه اليهود وقتلوه رجماً بالحجارة سنة 37. مات اسطفانوس وهو يقول "يا رب لا تحسب عليهم هذه خطيئة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة أطلقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إننا نرى القدّيس إسطفانس قريبًا من المخلّص الحديث الولادة. ولكن ما الذي منح موقع الشرف هذا إلى أول من قدّم للمصلوب شهادة الدم؟ يعود ذلك لكون القدّيس إسطفانس قد حقّق في حرارة شبابه ما أعلن عنه الربّ "عندَ دُخولِهِ العالَمَ: لكِنَّكَ أَعدَدتَ لي جَسَدًا... هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ" . فهو مارس طاعة كاملة تجد جذورها متأصلة في المحبة وتُظهر نفسها بالمحبّة.
لقد سار إسطفانس على خُطى الرّب لجهة أنه حقق ما يبدو مستحيلًا حتى، لا بل على الأرجح ما هو الأصعب على قلب الإنسان: فعلى غرار المخلّص نفسه حقّق وصية محبة الأعداء. فالطفل في المزود الذي نزل بيننا ليحقق إرادة أبيه حتى الموت على الصليب، يرى بالرُّوح جميع الذين سيلحقون به على هذا السبيل. فأحبّ هذا الشاب اليانع، وسوف ينتظر السّاعة الّتي فيها سيضعه بالقرب من عرش الآب، حيث سيكون أوّل من يحمل سُعفة النخل. أما يده الصغيرة فتُظهره نموذجًا، وكأنه يقول لنا: أنظروا إلى الذّهب الذي أنتظره منكم.
عندما نتحمّل صراع الإيمان، ينظر الله إلينا، وملائكته تنظر إلينا، وينظر الرّب يسوع المسيح إلينا. يا لَمَجدنا ويا لَحَظّنا أن يكون الله رئيسًا، والمسيح قاضيًا عندما نُتوَّج في المحنة! فلنتسلّح، أيّها الإخوة الأعزّاء، بكلّ قِوانا، ولنُعِدّ أنفسنا للصراع بنفس لا تشوبها شائبة، وإيمان كامل، وشجاعة سخيّة.