كنوز مصر القديمة تستقطب الحشود فى المتحف الكبير
أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن كنوز مصر القديمة نجحت في استقطاب الحشود في المتحف المصري الكبير، مع اقتراب موعد افتتاحه رسميًا، والذي طال انتظاره بقوة، وتتفاخر مصر بتحفتها الفنية والمعمارية، باعتباره أكبر متحف في العالم مخصص لعرض كنوز حضارة واحدة، حيث يتوقع أن يعمل المتحف على تعزيز صناعة السياحة في مصر.
انطلاقة مصر الجديدة في مسار السياحة الدولية
وبحسب الصحيفة، فإن علماء المصريات والآثار يأملون أن يكون المتحف، بما يحتويه من 100 ألف قطعة أثرية فرعونية وعصور ما قبل الأسرات، ومختبرات الحفظ الحديثة والمرافق البحثية، بمثابة مركز للمنح الدراسية الدولية.
وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار: "مثل أي متحف جيد، فإن المتحف المصري الكبير سوف يروي قصة، سيدور هذا حول كيفية إنشاء 30 أسرة على مدى بضعة آلاف من السنين لواحدة من أقدم الدول في التاريخ".
ويضم مجمع المتاحف 12 صالة عرض تغطي الفترات من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني في مصر. سيتم منح مكان الصدارة للكنوز التي تم العثور عليها في مقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون، الذي عاش قبل 35 قرنًا، حيث يتم عرض 5600 قطعة في مجموعة الملك في معرضين مخصصين، بما في ذلك الأضرحة المذهبة والعربات والتوابيت المطلية والمجوهرات والصنادل الجلدية وحتى ملابسه الداخلية المصنوعة من الكتان.
وقال عيسى إن المتحف "سيركز على الملكية وتكوين الدولة، وكيفية عمل المجتمع، والقيم التي طورها المصريون القدماء لتحكم حياتهم، استعدادًا للحساب والحياة الآخرة".
وأوضحت الصحيفة أن المتحف صممه المهندسون المعماريون الأيرلنديون Heneghan Peng، حيث تستحضر الخطوط المائلة للمتحف المصري الكبير والكتل غير المتماثلة والأشكال الهرمية جمالية الحضارة القديمة التي يحتفل بها، ويدخل الزوار عبر بوابات على شكل هرمي تحيط بها نقوش هيروغليفية تحمل أسماء حكام البلاد القدماء، وتوفر النوافذ الضخمة إطلالات بانورامية على أهرامات الجيزة. ويهيمن تمثال يبلغ ارتفاعه 11 مترًا للملك رمسيس الثاني، والذي كان يقف ذات يوم في أحد ميادين القاهرة، على واجهة الردهة.
وتحيط سلسلة من الأهرامات الطويلة المقلوبة التي تصل إلى السقف بجوانب الدرج الكبير وكانت واحدًا من أكثر عناصر التصميم تحديًا، وفقًا لشركة بيسيكس- أوراسكوم للإنشاءات، المشروع المشترك الذي بنى المتحف.
ويأمل وزير السياحة، أحمد عيسى، أن المتحف سيعيد تعريف القاهرة كوجهة حصرية، بدلًا من التوقف على الطريق إلى الساحل أو إلى آثار صعيد مصر في أماكن مثل الأقصر، حيث تم افتتاح مطار جديد في مكان قريب، كما يتم إنشاء خطوط النقل والفنادق.
وأضاف: "نأمل أن نرحب بما يصل إلى 5 ملايين زائر إلى المتحف في عامنا الأول، وأن تنمو الأعداد بمجرد أن يقوم الأشخاص بالإبلاغ عن تجربتهم".
وأفادت الصحيفة بأن مركب الملك خوفو "الشمسي"، الذي يبلغ عمره 4600 عام، يُعدّ أحد المعروضات الرئيسية الأخرى بالمتحف، حتى أن نقل المركب المصنوع من خشب الأرز- المخصص للاستخدام من قبل الملك المُقام في الحياة الآخرة أثناء رحلته مع إله الشمس رع- إلى المتحف كان إنجازًا فذًا، وفقًا لعاطف مفتاح، كبير المهندسين العسكريين المشرف على البناء المتحف.
واعتبر المركب، الذي اكتشف عام 1954 وكان موجودًا سابقًا في متحفه الخاص بالقرب من الهرم الأكبر، هشًا للغاية، بحيث لا يمكن تحريكه، وحذر علماء الآثار من تفكيكه، ولكن- عازمًا على نقله إلى المتحف الجديد- وضع "مفتاح" خطة تتضمن ربطه بمنصة داخل قفص فولاذي بني خصيصًا، ونقله في "شاحنة ذكية" مستوردة. يحتوي هذا على أجهزة استشعار تقوم بتقييم الأرض بشكل مستمر وتغيير ارتفاع العجلات ومحورها، لضمان بقاء الحمولة أفقية.