رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من زاب ثروت إلى كنزى مدبولى.. هل يعيش الإبداع المصرى رحلة تسطيح؟

زاب ثروت
زاب ثروت

الكتابة الإبداعية لم تكن يومًا متعلقة بمهنة بعينها، يمارسها ويحترفها المهندس والطبيب والفنان والصحفي والعربجي واللقطاء أحيانًا، هذا يشير إلى المهنة الأساسية للمبدع سواء كانت قريبة أو جزء أصيل من عالم الكتابة الإبداع أنموذج الصحافة، أو العمل الأكاديمي والنقدي، أو بعيدة كمهن الطب أو الهندسة وغيرها، إن الأمر لا يشغل القارىء في شيء، ولكن ما يثير الجدل هو ذلك التهافت غير المبرر من أصوات ليس غرضها سوى استغلال شهرتها وذيوعها وانتشارها في مجالات أخرى لتدخل إلى عالم الكتابة لإضفاء صفة أخرى مضافة، و في التقرير التالي نرصد تلك الظواهر في عالم الأدب.

من زاب ثروت إلى  كنزي مدبولي 

في عام 2014 وبالقرب من الإعلان عن بدء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أعلن مطرب الراب زاب ثروت من الانتهاء من كتابه الثالث والذي جاء بعنوان "7 أيام " ومن قبله كتاب "حبيبتي"، وديوان "سلام" في أول لقاء مع جمهوره وجهًا لوجه، قد باعت أعماله ما يقرب من 15 ألف نسخة خلال حفل توقيع كتابه.

وبعد 8 سنوات غاب اسم مطرب الراب" زاب ثروت ككاتب، لتطل علينا البلوجر الشابة  كنزي مدبولي بإعلانها عن الانتهاء من كتابة روايتها "فرصة من ذهب" والتي سوف تطلقها عبر معرض القاهرة الدولي للكتاب، في البداية لا أحد منا يعترض على الذهاب إلى ممارسة الكتابة واحترافها، ولكن السؤال هل هؤلاء هم حالة في مجال الإبداع؟ هل يقدمون جديد عبر نصوصهم؟ هل اتجاههم إلى الكتابة الإبداعية نتاج ثقافة الاستهلاك؟ 

زينب عفيفي: هذه الأصوات نتاج السوشيال ميديا 

 ترى الكاتبة الروائية زينب عفيفي، أن ما يجري يمكن وصفة بالظاهرة المرعبة التي يعيشها المشهد الثقافي العربي، وهي أن مثل هذه الأصوات جاءت نتاج السوشيال الميديا، والتي بدورها أثرت على الكتابة وثقافة الأجيال الجديدة، ما يقدمونه أشبه بأطعمة الشارع.

وتابعت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2014، كان مشهد الأقبال على زاب ثروت مثير للتساؤلات، هذا ما دفعني إلى أن أطرح أسألتي لجمهور زاب ثروت، فاكتشفت أن ما يدفعهم للإقبال هو خطاب زاب ثروت عبر أعماله، قد لا يمثل لي أو حتى لأولادي أي شيء لكن نفسه الخطاب المتمثل في أغاني المهرجانات، هناك لغة مشتركة تجمع بينهم كانت دافع ومحرض لهذه الأجيال للأقبال على قراءة زاب ثروت ليصبح حالة وقتها.

ولفتت إلى أنه في النهاية علينا أن نقر أن  مثل هذه الحالات التي نشهدها في الإبداع  المصري موجودة في كل العالم، ولكن سرعان ما تختفي ولا تمثل أي خطر على الإبداع الحقيقي.

محمد السيد إسماعيل: ما يحدث نتاج شيوع ثقافة الاستهلاك 

من جهته يرى الكاتب والشاعر الدكتور محمد السيد إسماعيل، أن الأمر يتجاوز بكثير حدود هذه الحالات، يمكن وصف الأمر بظاهرة التي لها آثارها السلبية على الأدب، الذي أصبح بمثابة سلعة تقاس أهميتها بدرجة الانتشار والتوزيع، الأمر الذي أدى إلى تخلى عدد من دور النشر من الدور المنوط بها في  تقديم منتج ثقافي هادف، فقد بدأ المشهد الثقافي العربي يعاني من رفض نشر الشعر وتسيد أجناس إبداعية أخرى، والسبب يرجع إلى الجوائز الإبداعية التي ساهمت بشكل كبير في تسيد الرواية. 

وأكد إسماعيل على أن ثمة جانب آخر علينا  دراسته، وهو  النظر الى الثقافة بأنها سلعة، وتسليعها  لا يعني بتسطيحها، وجعلها مجرد أداة هدفها الانتشار والتوزيع عبر عناوين ذات طابع جنسي لافت غايته الوحيدة الأثارة مثل عناوين "لا تظلموا الملبن"، "ولست عذراء"، "المنكوح" وغيرها. 

منى خليل: لست ضد أن يكتب بلوجر أو مطرب ولكن ضد تسطيح معنى أن تكون كاتبا 

من جهتها، قالت الكاتبة الشابة منى خليل: "التفكير والإبداع من وجهة نظري غير متوقف على مفكرين أو أدباء، لكل منا هويته ووجهة نظره بالحياة قد تنبعث بصور تعبيرية مختلفة، كالكتابة والرسم والنحت والموسيقى وغيرهم من الفنون، والإبداع الحر لا يتوقف على أحد.. أنا لست ضد أن يكتب بلوجر أو مطرب، ولكن ضد الكتابة العبثية التي تثير ضجة واهية وغير مفيدة.. 

الأدب من وجهة نظري هو الكشف عن الحقائق.. وله أهداف كثيرة أخري ورسالة، فمن أراد أن يخطو نحو البئر،  فليشرب منه أولًا.. ثم الآخرين، اعتبر أن الكتابة شئ مقدس من أيام أجدادنا الفراعنة فمن استطاع أن يحمل الرسالة فعليه أن يجتهد ويبحث وتكون له رسالة واضحة، لكن الكتابة لا تتوقف عند أحد فهي مجال للتعبير عن النفس والآخرين.