باحث بريطانى: إسرائيل خسرت حرب غزة ونتنياهو لن يعترف بذلك أبدًا
قال أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفور البريطانية، بول روجرز، إن إسرائيل خسرت الحرب ضد حركة حماس، ولكنها لن تعترف بذلك أبدًا، معتبرًا أن الرواية الرسمية الإسرائيلية التي تقول "إن حماس ضعفت" غير واقعية، حيث "إن عقيدة الجيش الإسرائيلي المتمثلة في القوة الهائلة هي التي تخفق"، حسب رأيه.
وتحت عنوان "إن إسرائيل تخسر الحرب ضد حماسـ ولكن نتنياهو وحكومته لن يعترفوا بذلك أبدًا"، قال الباحث البريطاني، في مقال له نشر بصحيفة الجارديان، اليوم الجمعة، "كان السرد الرسمي يقول إن حماس قد ضعفت، ولكن في الواقع فإن عقيدة القوة الهائلة التي يتبناها الجيش الإسرائيلي هى التي تخفق".
وأشار روجرز إلى أنه حتى وقت قريب، كانت رواية الحرب على غزة خاضعة إلى حد كبير لسيطرة الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع، التي تتعرض لضغوط هائلة لتحقيق النجاح.
كما أشار إلى أن العديد من قادة جيش الاحتلال يتمتعون بقدر كبير من الذكاء، ولو أنهم أصحاب تفكير واحد لا محالة، وسوف يدركون الآن أنه على الرغم من كل خطابات نتنياهو، فإن حماس، أو على الأقل أفكار حماس، لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية.
وأضاف: "وهم يعلمون أيضًا أنه في حين أن المحادثات متوقفة، فإن الضغط الذي تمارسه عائلات الرهائن قد يؤدي قريبًا إلى هدنة إنسانية أخرى. ولذلك، فإن هدفهم سيكون إلحاق الضرر بحماس بقدر ما يستطيعون، وبأسرع ما يمكن، مهما كان الثمن الذي سيتحمله الفلسطينيون"، مستشهدا على هذا النهج، بالغارات الجوية المكثفة هذا الأسبوع على القطاع.
وتابع: "وما يجعل ذلك ممكنا هو اعتماد نتنياهو على أقلية متطرفة من الأصوليين الدينيين والصهاينة المتشددين في حكومته. ولم يكن من الممكن أن يحصلوا على أي دعم أوسع في إسرائيل لولا مأساة 7 أكتوبر، ومع ذلك فإنهم يلحقون المزيد والمزيد من الضرر بأمن إسرائيل على المدى الطويل".
إسرائيل تخلق جيل جديد من حماس
في هذا الإطار، رأى الباحث، أن إسرائيل لا تجازف بالتحول إلى دولة منبوذة فحسب، حتى بين حلفائها، بل إنها سوف تعمل أيضًا على تغذية جيل من المعارضة المتطرفة من قِبَل حماس المعاد تشكيلها أو خليفتها الحتمية.
وأردف: "إنها تحتاج إلى إنقاذ نفسها، لكن هذا سيعتمد، أكثر من أي شيء آخر، على جو بايدن والأشخاص من حوله. وربما يتعين عليهم، ربما بدافع من المزاج العام المتغير بسرعة في أوروبا الغربية، أن يدركوا دورهم في وضع نهاية فورية لهذا الصراع".
وفي الوقت الذي أكد فيه أن سمعة إسرائيل الدولية ربما تكون قد تراجعت مع مقتل 20 ألف فلسطيني وجرح أكثر من 50 ألفا، وتدمير جزء كبير من قطاع غزة، إلا أنه لا يزال بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي الترويج لسرد مقبول عن ضعف حماس الشديد، حتى إنه يدعي أن الحرب في شمال غزة اكتملت إلى حد كبير، وسيتبع ذلك عما قريب النجاح في جنوبها.
ورأى أن ما ساعد هذا السرد هو الصعوبات الشديدة التي يواجهها عدد قليل من الصحفيين الذين ما زالوا يعملون في غزة، بينما كانت هيئة الصحافة الدولية عالقة في القدس، وتعتمد على مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي في كثير من معلوماتها.
وتابع أن هذا الأمر قد تغير عندما بدأت صورة مختلفة في الظهور. فقد كان هناك نقص في الأدلة الداعمة لزعم الجيش الإسرائيلي بوجود مقر لحماس تحت مستشفى الشفاء، ثم لم يتمكن من تحديد موقع المحتجزين الإسرائيليين، رغم امتلاكه بعضا من أكثر المعلومات الاستخباراتية تقدما في العالم.
ولفت الباحث إلى وجود مؤشرات أخرى أوسع تدل على مشكلات الجيش الإسرائيلي، كما ذكرت معلومات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت حصلت عليها من إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع، تشير إلى أن عدد إصابات الإسرائيليين أكثر من 5 آلاف، مع تصنيف 58% منها إصابات خطيرة، وأكثر من 2000 شخص صُنفوا رسميا معاقين، وذلك مقارنة بالأرقام الرسمية التي تحدثت عن مقتل 460 عسكريا فقط في غزة وإسرائيل والضفة الغربية، وإصابة نحو 1900 آخرين.
وأضاف: "أنه كان هناك أيضًا عدد من الضحايا بالنيران الصديقة، بلغت حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" 20 حالة وفاة من أصل 105 بسبب القتال.