السودان تشتعل.. وهاشتاج "احموا النساء" يتصدر منصة "X".. ما القصة؟
ضربت موجة جديدة من النزوح السودان مع تصاعد وتيرة الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وانتقال الاشتباكات إلى مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة في السودان.
وشنت قوات الدعم السريع، الجمعة الماضي، هجوما على أطراف المدينة، التي يسيطر عليها الجيش، مع توجه مئات الأسلحة المحمولة على المركبات نحو المدينة، وفقا لتقارير عالمية.
السيطرة على مدينة ود مدني
وقالت قوات الدعم السريغ في بيان لها، على موقع " X"، إنها سيطرت على الفرقة الأولى مشاة للجيش في ود مدني.
وبحلول صباح الثلاثاء، كانت قوات الدعم السريع قد أنشأت قاعدة لها في المدينة نفسها وسيطرت على قرية رفاعة وأبو قوطة.
وأثار التقدم السريع لقوات الدعم السريع باتجاه ود مدني، على بعد 85 ميلًا (136 كيلومترًا) جنوب شرق الخرطوم، مخاوف وكالات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بشأن مصير ملايين الأشخاص في المنطقة.
استغاثة النساء السودانيات
وبمجرد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على البلدة، تعالت نداءات النساء السودانيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي أفادت بتعرّض بعضهنّ للاغتصاب من قبل قوات “الدعم السريع” التي انتشرت في أنحاء مدينة " ود مدني" وحاصرت أطرافها وقراها المُختلفة.
وأكدت النساء السودانيات إنَّهنّ تعرّضن للاغتصاب بلا رحمة ولا هوادة من قبل القوات التي تدّعي أنَّها عسكرية، باحثين عن ملاجئ آمنة لحماية أنفسهنّ وأطفالهّن من الاعتداءات الوحشية.
بل كثُرت الأسئلة الواردة من النساء السودانيات للمشايخ والعلماء عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن حكم الانتحار لمناهضة الاغتصاب من العسكريين السودانيين، وهو ما تداوله المتابعين عبر وسائل التواصل المُختلفة.
فيما زاد القول بأنَّ "نساء السودان أصبحن يبحثن عن حبوب منع الحمل بسبب ما يحدث لهنَّ من جرائم وحشية من قبل قوات الدعم السريع"، وهو ما أكده المتابعون.
هاشتاج "احموا النساء من الاغتصاب"
هذا الأمر دفع مستخدمي منصة التدوينات القصيرة "إكس" المعروفة سابقًا بـ"تويتر" لإطلاق هاشتاج يحمل اسم "احموا_النساء_من_الاغتصاب"، تزامنًا مع شهادات السودانيات المنتشرة، التي أوجعت قلوب الكثيرين.
ويتصدّر الهاشتاج، منصة "X" في الوقت الحالي، مع تزايد مطالب المتابعين بتدخل كافة المنظمات الدولية والدُول المعنية بفض الحرب الأهلية والإعتداءات الجنسية التي تحدث في السودان، وفق روايات السودانيين.
وكانت ود مدني، التي تعتبر سلة غذاء السودان، مركزًا للعمليات الإنسانية وملاذًا آمنًا لآلاف النازحين الذين فروا من الصراع في الخرطوم.
ويعيش في ولاية الجزيرة حوالي 5.9 مليون شخص إلى جانب ما يقرب من 500 ألف نازح، وتأوي ود مدني وحدها أكثر من 86 ألف نازح، بالإضافة إلى سكانها البالغ عددهم 700 ألف نسمة، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وأجبر القتال الأخير حول ود مدني العديد من المنظمات الإنسانية، بما في ذلك لجنة الإنقاذ الدولية، على نقل موظفيها.
وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان صحفي السبت الماضي، من أن "هذا التعطيل يهدد بحرمان الملايين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حاسمة وسيؤدي إلى موجات جديدة من النزوح"، داعية إلى "إنهاء الأعمال العدائية ورفع جميع الحواجز التي تمنع السكان من الوصول إلى المساعدات الإنسانية".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن نحو 300 ألف شخص فروا من مدينة ود مدني منذ اندلاع القتال حول المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، صوفي كارلسون، لصحيفة واشنطن بوست مساء الثلاثاء، إن الوضع كان "كابوسًا"، معربة عن "المخاوف بشأن العواقب الإنسانية المحتملة مع نزوح المزيد من الأشخاص".
وتظهر مقاطع الفيديو والصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصًا يفرون من المدينة في شاحنات أو سيرًا على الأقدام.
متى اندلعت الحرب في السودان؟
اندلع الصراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى صراع واسع النطاق في أبريل 2023، وهو ما أدى إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية في البلاد منذ ذلك الحين. لسوء الحظ، ليس هناك نهاية في الأفق.
قبل النزاع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة، وأدى عدم الاستقرار السياسي والضغوط الاقتصادية على المدى الطويل إلى احتياج 15.8 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، ولم يؤد الصراع إلا إلى تفاقم هذه الظروف، مما أدى إلى ترك ما يقرب من 25 مليون شخص- أي أكثر من نصف سكان السودان - في حاجة إلى المساعدة.
ووسط النزوح الجماعي والتقارير عن عمليات القتل الجماعي، تم تقييد وصول المساعدات الإنسانية بشدة، مما يجعل من الصعب للغاية وصول المساعدات إلى المجتمعات الضعيفة.
ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة حتى عام 2024، مما سيؤدي إلى المزيد من النزوح وزيادة المخاطر في جميع أنحاء المنطقة.
قبل اندلاع الصراع، كان السودان يواجه بالفعل أزمة إنسانية بسبب الصدمات المناخية الشديدة والاضطرابات الاجتماعية والسياسية وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي لا تزال تؤدي إلى الفقر والجوع والنزوح.