الصحة العالمية: الكوليرا تتفشى فى 9 ولايات سودانية
قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن المنظمة في غاية القلق بسبب التدهور السريع للموقف في السودان، الذي يشهد الآن أكبر موجة نزوح للأطفال في العالم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مؤتمر صحفى لمناقشة حالة الطوارئ في إقليم شرق المتوسط.
وأشار إلى أن هناك زيادة مروعة في عدد النازحين بسبب الصراع، ومن بين هؤلاء، فإن 300 ألف من النازحين الذين كانوا قد لجأوا إلى ولاية الجزيرة اضطروا إلى النزوح مرة أخرى منذ اندلاع الاشتباكات في تلك المنطقة في 15 ديسمبر.
النظام الصحي
وأكد أنه بعد ثمانية أشهر من تفاقم النزاع، أصبح النظام الصحي مُنهَكًا إلى حد الانهيار، لأن قدرات هذا النظام تتراجع في وقت تزيد فيه الاحتياجات زيادة بالغة.
وتابع: أما في دارفور، في غرب السودان، فإن الموقف يمثل كارثة. ولا يمكن للشركاء الدوليين الوصول إلى المحتاجين إلا من خلال عمليات عالية المخاطر تنطلق من دولة تشاد المجاورة.
وأشار الدكتور أحمد المنظرى، إلى أنه في ولاية الجزيرة، تدهورت الأحوال الصحية والإنسانية بشدة بسبب تكثيف العمليات العسكرية، ونتيجة لذلك، كان لا بد من تعليق العمل مؤقتًا في مركز عمليات المنظمة في ود مدني، عاصمة الولاية، والذي كان يمثل عصب الاستجابة الصحية في الخرطوم والولايات المحيطة به منذ بدء الصراع.
انعدام تام في الأمن الغذائي
وأضاف أنه يعاني ملايين السودانيين من جوع وصل إلى حد الكارثة، فهناك ما يقرب من 17.7 مليون إنسان في شتى أنحاء السودان يعانون من انعدام تام في الأمن الغذائي، منهم 4.9 مليون على شفا المجاعة، وقد ارتفعت تقديرات إجمالي المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية في عام 2023 من 15.8 مليون إنسان إلى 24.7 مليون.
وتابع أنه في حين أصبحت الفظائع الجماعية في السودان أمرًا معتادًا، فإن الكوليرا، التي يمكن أن تقتل في غضون ساعات، تنتشر في تسعة بلدان في إقليمنا، وتؤثر على الأطفال دون سن الخامسة أكثر من غيرهم.
فاشية الكوليرا
وفي السودان وحده، انتشرت فاشية الكوليرا الفتاكة في 9 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، وأقل ما تُوصف به فاشية الكوليرا هو أنها تبعث على القلق الشديد.
وتابع أنه في خضمِّ القتال المشتعل، يبذل العاملون في المنظمة ووكالات الأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني، فضلًا عن وسائل الإعلام، كل ما في وسعهم لمد يد العون إلى الفئات الأكثر تضررًا من الصراع.
وقال إن إقليم شرق المتوسط يستحق التعاطف من العالم، وأن ينظر المجتمع العالمي إلى شعوب هذا الإقليم على أنهم بشر، وليس مجرد أرقام تتغير على شاشات التليفزيون، ونحتاج من دول الإقليم، ولا سيَّما تلك التي تتمتع بالاستقرار الاقتصادي، مثل دول الخليج، أن تدعم بقية الدول الأعضاء التي تمر بأوقات عصيبة تجعلها في أشد الحاجة إلى الدعم.
وأفاد بأن شعوبنا مثل بقية الشعوب تستحق حياة تتجاوز مجرد النجاة من الموت، وتُحترم فيها حقوق الإنسان، كما تستحق الأمل في التطلع لمستقبل لأطفالها، وأن تنام ليلًا وهي تأمل في غدٍ واعد.