لنا فى الانتخابات الرئاسية عبرة!
انتهى العرس الانتخابي الرئاسي، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذا الوطن العزيز الغالي، ولا شك أن تجربة هذه الانتخابات سوف تنعكس على كل نواحي الحياة في مصر، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لأسباب عدة، أهمها على الإطلاق هو نسب المشاركة المرتفعة عن كل ما سبقها من انتخابات رئاسية أو حتى برلمانية، وخاصة المشاركة المميزة من فئة الشباب.
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى التي تشهد منافسه حقيقية بين أكثر من مرشح تساوت بينهم فرص الدعاية والظهور الإعلامي مع حياد تام للإعلام الرسمي والخاص، وحياد آخر من أجهزة الدولة التنفيذية والأمنية وشفافية من اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات.
وهي أيضًا أول انتخابات تجرى وسط أجواء سياسية صحية اجتمع فيها المرشحون جميعهم على حب الوطن، والتجرد التام من أي نزعات شخصية أو عصبية أو دينية كما كان يحدث من قبل طوال 50 عامًا في ظل وجود التيارات السياسية التي ترفع شعارات دينية، والتي لم نجن منها الإ التفرقة والتعصب والتطرف والإرهاب.
واستثمارًا لهذه التجربة، فمن المنتظر ومن المأمول أن يكون لها تاثير كبير على المجتمع وعلى الأحزاب السياسية وعلى فئة الشباب تحديدًا.
فالديمقراطية مثلها كمثل الكائن الحي، تنمو وتتطور حتى تصبح حقا مكتسبا، فهي ليست منحه من أحد، لكن نكتسبها بتراكم التجارب، وتزيد مع كل تجربة، وتظل الديمقراطية هي الحلم الذي نسعى جميعًا للوصول إليه، ومهما حقق الشعب مكاسب من الحرية ستظل هدفًا لكل الطبقات والفئات في أي مجتمع حتى يتحقق له حلمه في حياة كريمة يتمناها، ومن هنا تأتي مسئولية قادة العمل العام، السياسي والشبابي والاجتماعي وقادة الرأي في المجتمع لاستثمار نجاح هذه التجربة الانتخابية.
فلابد للأحزاب أن تستثمر ما تحقق وتبدأ من الآن التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة "2030 – 2036"، فلو كانت الأحزاب المصرية قد استعدت منذ 6 سنوات سابقة لخوض هذه التجربة وأعدت مرشحًا رئاسيًا ليخوض هذه الانتخابات لكانت نتائجها قد تضاعفت هذه المرة وهو ما يمكن تحقيقه في الانتخابات المقبلة.
ولا شك أن النتائج الأولية لهذه الانتخابات، والتي سيُعلن عنها الإثنين 18ديسمبر الجاري سوف تكون الغلبة فيها للرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تشير كل المؤشرات وما تم رصده من أرقام اللجان الفرعية، وذلك له عدة دلالات، أهمها أن الشعب يقف دائمًا مع من يشعر بصدقه ويشعر معه بالأمان على نفسه وعلى بلده، ويقف شعب مصر دائمًا مع من يدعم حقه في الحرية، ويقف الشعب دائمًا مع الشخص الذي يثق فى قدرته على تحقيق طموحاته، لذلك كله لنا في هذه التجربة عبرة.