لحقت به اليوم.. عبير حرب لـ "الدستور": "الاحتلال حطم أحلامنا.. ومش باقي منه غير الدبلة"
حكت لنا قبل عام عن آلامها وحزنها الشديد على استشهاد خطيبها في قصف للاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة وقتها، وكانت تنتظر أسبوعًا فقط على زفافهما بأسبوع.
مر عام كامل على كلمات عبير حرب ابنة قطاع غزة، قبل أن تلحق بخطيبها وتلفظ أنفاسها الأخيرة تحت نيران الاحتلال التي طالت منزلها اليوم الجمعة، بين عشرات الضحايا في رفح جنوب قطاع غزة.
عبير عمر حرب، فتاة فلسطينية من قطاع غزة، استشهد خطيبها إسماعيل دويك في أغسطس من العام الماضي جراء قصف إسرائيلي علي منزله.
استشهدت حرب فجر اليوم الجمعة، ومعها والدتها وأشقائها جميعا، و18 شخصا اخرين من أفراد أسرتها وأزواج وزوجات أشقائها، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهم بحي الزهور بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينما كان والدها يؤدي دوره الإنساني والطبي والوطني بمركز للإيواء يضم الاف النازحين والجرحي.
كان يحلم بالحياة.. عبير حرب تروى لـ«الدستور» كيف دمر الاحتلال تجهيزات زفافها؟
قالت حرب وقتها: “بطلى وبطل حياتى راح الاحتلال قضى على أحلامنا وحياتنا معا، لم يتبقى منه غير دبله ورسائل صوتية أعيش على ذكراها وأرددها داخلى”.
وأضافت حرب أن نبأ استشهاد إسماعيل نزل كالصاعقة، وكان الأمر كثيرا صعب: «حتى هذه اللحظة لم استوعب غياب اسماعيل، صعب أتفهم أنه راح وعمتى «حماتى» أيضا راحت، ولكن نحن لا نقول الإ «إن لله وإن إليه راجعون»، هذا ما نقوله ونردده، لكن داخل الصدر كمية كبيرة من الغضب والقهر أتحدث لنفسى وأقول مين السبب وكيف نأخذ حق اسماعيل، نحن أقوياء ولكن عدم أخذ حقه فى حد ذاته ضعف كبير.
وأكدت، أن الوضع صعب جدا، سواء لها أو لأسرة خطيبها التى فقدت الأم، قائلة: «لم نستوعب حتى الآن غيابه وعدم وجوده، راح من الحياة فجأة، متابعة بصوت مليء بالبكاء: «كيف ستكون الحياة؟، من أين ستبدأ الحياة مرة أخرى وكيف ستبدأ؟، لا يوجد مستقبل، لأن هناك قهر كبير داخل القلب، لأن بطلى صار في عالم ثانى».
ولفتت إلى أن زيارتها لأطلال منزل إسماعيل كان غرضه العثور على أى شئ من مقتنياته، وحين رأت البيت مدمر، أصبح الوضع مؤلم جدا: «مفجع أن أرى وسادته ومقتنياته عبارة عن رماد».
وفى نهاية حديثها، وجهت حرب كلمة للعالم قائلة: «بطلى كان شخص عادى، بطلى كان شجاع، كان يحمل هدية لم يكن يحمل سلاحا، لم يكن إرهابى، كانت أحلامه بسيطة كان يحلم بالحياة، وهو كان يستحق الحياة، ولكن هنيئا له الشهادة، هناك ظلم وقهر ولا نقول الا الله يرحمه، وختاما حقنا كفلسطينيين وحق إسماعيل سيعود بإذن الله».