تقرير بريطانى: نتنياهو مستعد للاستهزاء بأى محاولة أمريكية لوقف الحرب فى غزة
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الجهود الأمريكية لإظهار احتفاظها بنفوذ كبير على حكومة الاحتلال الإسرائيلية، تعرضت أمس لـ"ضربة مزدوجة"، عندما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الأمر سيستغرق أشهرا لاستكمال مهمة استئصال حماس، وكشف تقييم استخباراتي أمريكي مسرب عن أن ما يصل إلى 45% من أن الذخائر جو-أرض التي أسقطتها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر، والبالغ عددها 29 ألفًا، كانت عبارة عن "قنابل غبية" غير موجهة.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير تحليلي لها بعنوان "بايدن في مأزق بينما نتنياهو مستعد للاستهزاء بأي محاولة أمريكية لكبح جماح إسرائيل"، أن التسريب بشأن الذخائر يتناقض مع ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ليس لديها أي مخاوف أو تقييم ما إذا كان القصف الإسرائيلي يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
وأشارت إلى أن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بشأن استراتيجية الحرب وقضية التسريب الخاصة بالذخائر، يسلط الضوء على تساؤلات حول طبيعة سيطرة أمريكا على الرد السياسي والعسكري الإسرائيلي على هجمات حماس الدموية في السابع من أكتوبر.
وقالت إنه حتى أيام قليلة مضت كانت الرواية المفضلة للبيت الأبيض هي أن هذه حرب مبررة تماما للدفاع عن النفس ولها هدف يمكن تحقيقه، ولكن كان من الضروري للولايات المتحدة أن تعانق الحكومة الإسرائيلية المصابة بالصدمة بشكل وثيق للغاية للحفاظ على ثقتها وتوجيه عملية صنع القرار ومنع التصعيد الإقليمي.
تلاشى السماع للنصيحة الأمريكية
وبشأن حرص وزارة الخارجية الأمريكية في إحاطاتها الإعلامية المنتظمة على ذكر أمثلة لكيفية استماع إسرائيل للنصيحة الأمريكية والتصرف بناءً عليها، سواء كان ذلك بشأن نقاط وصول المساعدات الإنسانية، أو المناطق الآمنة، أو حملة قصف معدلة، أو خطط لما يأتي بعد ذلك- اعتبر التقرير، الذي كتب بقلم محررها الدبلوماسي باتريك وينتور، أن "هذا السرد بدأ يتلاشى عند أطرافه"، مع ظهور خلافات مكبوتة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس فقط حول الأساليب، بل حول الأهداف.
وأوضح التقرير أنه يوم الإثنين، على سبيل المثال، بعد يومين من تلقي الولايات المتحدة انتقادات دولية لاستخدامها حق النقض ضد دعوة لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تلقى المتحدث باسم وزارة الخارجية المزيد من الضربات دفاعًا عن إسرائيل؛ حيث أقر في سياق أحد التقارير بأن الولايات المتحدة "تجري محادثات" مع إسرائيل بشأن مقتل صحفي "رويترز" عصام عبدالله، وحول الصور "المزعجة للغاية" للفلسطينيين الذين جردوا من ملابسهم الداخلية، و"التقارير المثيرة للقلق" حول استخدام الفسفور الأبيض في "واشنطن بوست".
انتهاج سياسة خلط الأوراق
وفي وقت لاحق من اليوم، وصف جو بايدن التزامه تجاه إسرائيل بأنه "لا يتزعزع"، لكنه أضاف: "عليهم أن يكونوا حذرين.. إن الرأي العام العالمي كله يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها.. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك".
وفي يوم الثلاثاء، فيما تم تفسيره على أنه بعض تصريحاته الأكثر وضوحا حول سلوك إسرائيل في الحرب، نُقل عن بايدن قوله إن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب "قصفها العشوائي" في غزة، كما انتقد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي قال إنها "لا تريد أي شيء يقترب ولو من بعيد من حل الدولتين".
في هذا الإطار، رأي التقرير أنه في حالة بايدن، من الصعب معرفة ما إذا كانت هناك استراتيجية اتصالات متعمدة قيد التنفيذ أو ما إذا كان هذا ما وصفه محلل السياسات في معهد الشرق الأوسط بريان كاتوليس، في نهاية الأسبوع، بدبلوماسية خلط الأوراق، وهو مجرد شيء يحرف السياسة قليلًا.
ورأى أيضًا أنه في كلتا الحالتين، فإن هذه ليست سياسة عظيمة بالنسبة للرئيس؛ حيث إنه من إحدى الدوائر الانتخابية تعرض للعقاب لأنه "سمح لإسرائيل بقتل 18 ألف فلسطيني"، وفي الوقت نفسه الانطباع المتبقي هو "أن إسرائيل لا تستمع إليه، إنهم يأخذون أسلحته، ولكن ليس نصيحته"، معتبرًا أن الخطر بالنسبة لبايدن هو أن يصبح جزءا من خطة نتنياهو للبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية.