المطران عطا الله حنا: يحق لأي إنسان ان يعبر عن موقفه الرافض للحرب
قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس،اليوم، لدى استقباله وفدا من ابناء الرعية الأرثوذكسية في الشمال، إننا نقول دوما في كتابنا الالهي " بأن الله محبة "، ولكن الإنسانية كلها يبدو أنها تمر بأزمة إنسانية واخلاقية عميقة بسبب انعدام هذه المحبة.
نطالب بأن تتوقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها الأبرياء والمدنيين
وتابع في بيان له، اليوم، فالمحبة الحقيقية هي التي تقاوم الشر والبغضاء والكراهية والعنصرية واليوم نحن أمام حرب مأساوية ولا يجوز ان نخاف وان نتردد من ان نعبر عن موقفنا الإنساني بالدرجة الأولى، وهو الموقف الذي يجب من خلاله ان نؤكد وان نطالب بأن تتوقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها الأبرياء والمدنيين.
وأوضح رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، في هذه الأوضاع العصيبة التي نعيشها الكثيرون باتوا يشعرون بالخوف، من أن يعبروا عن موقفهم حيث كانت هناك اعتقالات وملاحقات للأشخاص عبروا عن رفضهم للحرب.
وأضاف، لا تخافوا أيها الأحباء من أن تعبروا عن موقفكم ولا تخافوا من أحد فإيماننا يعلمنا أن نقول الكلمة الصادقة الصادرة من القلب وألا نخاف من أية جهة أيا كانت هذه الجهة، لأن هدفنا الأساسي في النهاية هو مرضاة الله وليست مرضاة أي جهة سياسية.
وواصل، لسنا سياسيين ولسنا جزءامن اي كيان او حزب سياسي نحن مسيحيون ننتمي لهذه الارض المقدسة، ونحن فلسطينيون نشعر بالالم والحزن أمام هذه المعاناة وهذه الحرب وهذه المظالم التي يعاني منها شعبنا.
أن تنادي بوقف الحرب هذا لا يعني على الاطلاق انك مؤيد للإرهاب
واستطرد، أن تنادي بوقف الحرب هذا لا يعني على الاطلاق انك مؤيد للإرهاب والعنف، أن تنادي بوقف الحرب هذا لا يعني على الاطلاق انك منغمس في السياسة فنحن لسنا منغمسين في السياسة ونرفض مظاهر العنف والارهاب بكافة اشكالها والوانها ولكننا لا يمكننا ان نكون صامتين أمام هذا الدمار وهذه المعاناة التي يتعرض لها شعبنا.
وتابع، ان كل من يدافع عن الشعب الفلسطيني هو مهدد بتهم كثيرة فقد يصفونه بأنه معاد للسامية او مؤيد للارهاب او مؤيد لقتل اليهود وهذه كلها مفردات غير دقيقة وغير صحيحة، فنحن نرفض معاداة السامية ونلفظ الارهاب بكافة اشكاله والوانه كما ونرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ووجب التذكير بأن اولئك الذين يقتلون في غزة هم من المدنيين وخاصة شريحة الاطفال التي تدمي القلوب.
نرفض سياسة القمع والتعدي على حرية التعبير
ولفت إلى أنه أما آن لهذه الحرب أن تتوقف ونحن نرفض سياسة القمع والتعدي على حرية التعبير، فلا يجوز على الإطلاق منع أي إنسان من أن يعبر عن رأيه وأن يقول بأن هذه الحرب يجب أن تنتهي.
وأوضح، أن التهم الجاهزة بمعاداة السامية وبتأييد الارهاب مرفوضة جملة وتفصيلا فنحن نرفض الارهاب ونرفض معاداة السامية كما اننا نرفض ايضا استهداف الفلسطينيين وقتلهم بدم بارد، وهذه جريمة مروعة بحق الانسانية لا يمكن ان يقبلها اي انسان عاقل.
وتابع ثقافتنا كانت وستبقى ثقافة السلام والمحبة والاخوة الانسانية فنحن نرفض الحروب والقتل والعنف ونؤمن بأن البشر جميعا هم اخوة في انتماءهم الانساني بالدرجة الاولى وهؤلاء الذين يقتلون في غزة هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم ولا يجوز ان تمتهن كرامتهم وان يعتدى على حياتهم وأرزاقهم بهذه الطريقة المروعة التي تذكرنا بالحروب العالمية والمآسي التي تعرضت لها الانسانية خلالها.
واختتم، نداءنا في هذه الايام نوجهه الى كل المسيحيين في العالم وخاصة الى المرجعيات الروحية والقيادات الكنسية بضرورة ان يصلوا من اجل ارضنا المقدسة وان يرفعوا الصوت عاليا مطالبين بوقف الحرب