دع القلق وابدأ الحياة لـ ديل كارنيجي
يعد كتاب "دع القلق وأبدأ الحياة" واحدًا من أهم الكتب في مجال تنمية الذات كما يعد أيضًا المرجع الأساسي عن القلق، حين كتب "ديل كارنيجي" أستاذ العلاقات الإنسانية هذا الكتاب لم يكن ينوي سوى مساعدة تلاميذه في التعرف على القلق وأسبابه وكيف يمكنهم التعامل معه؟ وحين لم يجد مرجعًا يصلح لذلك بدأ في تأليف كتابه واستمر في كتابته 7 أعوام.
سبب آخر لتأليف هذا الكتاب هو أن "ديل كارنيجي" اكتشف أن أكثر من 80% ممن يمرضون في المستشفيات تعود أسباب مرضهم إلى القلق الذي يؤدي إلى ظهور أمراض كثيرة كالصداع الحاد وارتفاع الضغط والسكر وأمراض القلب.
كيف تتجنب القلق
- إذا أردت أن تتجنب القلق، عش في نطاق يومك، ولا تقلق على المستقبل، عش اليوم حتى يحين وقت النوم.
- عندما تواجهك المشكلات ولا تستطيع منها فكاكًا، أسأل نفسك:
- ما أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث؟
- هيأ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات إذا لزم الأمر.
- حاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه
- ذكر نفسك دومًا بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك.
عندما يساورك القلق على عملك، أجب عن هذه الأسئلة الأربعة ودون اجابتك: ما هي المشكلة؟، ماسبب المشكلة؟، ما هي الحلول الممكنة؟، ما هي أفضل الحلول؟
ولكي تحطم عادة القلق:
- انشغل عن القلق بالاستغراق في العمل فإن العمل هو خير علاج للقلق.
- لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافة، ولا تدع صغائر المشكلات تهدم سعادتك. وتذكر أن الحياة أقصر من أن نقصرها.
- كلما ساورك القلق على شيء أسال نفسك "ألا يحتمل ألا يحدث هذا الشيء الذي أقلق من أجله ؟".
- "كن مستعدًا لتقبل ما ليس منه بد"، فإن تقبل الأمر الواقع خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف هذا الواقع من صعاب"، وقد قال الفيلسوف "شوبنهور": "إن التسليم بالأمر الواقع ذخيرة لا غنى عنها في رحلتنا عبر الحياة".
- دع التفكير في الماضي، فليست هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي، ولا تحاول قط أن تنشر النشارة.
- لا تنتظر الشكر من أحد، وتذكر أن الطريقة الوحيدة للحصول على السعادة ليست في توقع الشكر، وإنما في العطاء من أجل العطاء ذاته، رُوي أن السيد المسيح شفى عشرة من المفلوجين (المصابين بالشلل) فلم يقدم له الشكر منهم سوى واحد! فلماذا نتوقع الشكر من الآخرين!
- أحص نعم الله عليك بدلًا من أن تحصى متاعبك.
- إعرف نفسك وكن كما خلقك الله، ولا تحاول التشبه بغيرك.
- عندما تلقي المقادير بين يديك ليمونة ملحة، حاول أن تصنع منها شرابًا حلوًا.
- إصنع في كل يوم عملًا طيبًا يرسم الابتسامة على وجه إنسان، وسوف ترى السعادة تغمر روحك مهما واجهت من صعوبات في الحياة.
- تذكر أن النقد الظالم إنما هو اعتراف ضمني بقدرتك وأنه بقدر أهميتك وقيمتك يكون النقد الموجه إليك.
- عندما يوجه إليك نقد ظالم، ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب وصم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.
- احتفظ بسجل دون فيه الحماقات والأخطاء التي ترتكبها وتنتقد بسببها، ولا تخجل أن تسأل الناس النقد الأمين.
- الاسترخاء من العوامل الأساسية لمحو القلق، إذا استعصى عليك النوم،: قم إلى مكتبك واكتب، أو إقرأ، حتى يتسلل النعاس إلى عينيك.
- جرب الصلاة قبل النوم فإنها خير أداة لبث الأمن في النفوس، والراحة في الأعصاب.
وقد عبر الكثيرون عن أهمية العمل في طرد القلق ومنهم "ونستون تشرشل" ــ حين كانت الحرب في ذروتها ــــ لما سئل هل هو قلق من جراء المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقه؟ فقال: "إني مشغول جدًا، إلى درجة أنه ليس لدي وقت للقلق".
- وقد تحدث العالم الفرنسي "باستير" عن "السلام الذي يجده المرء بين جدران المكتبات، أو المعامل" فلماذا يا ترى يجد المرء السلام هناك؟ لأن الناس في المكتبات أو في المعامل مستغرقون عادة في المطالعة أو البحث، فلا يتوفر لديهم وقت للقلق.
- ما هو السبب في أن الاستغراق في العمل يطرد القلق؟ السبب في ذلك هو أنه من المحال لأي ذهن بشري، مهما يكن خارقًا أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد". وبالتالي فإما أن ينشغل عقلك بالعمل أو بالقلق.
- قال "جون كوبر بويز" في كتابه "فن نسيان الشقاء": إن إحساسًا بالإطمئنان والسلام النفسي، والاسترخاء يطغى على أعصاب الإنسان عندما يستغرق في العمل".
- ولقد لخص "برنارد شو" هذه الحقيقة تلخيصًا رائعًا حين قال: "إن سر الإحساس بالتعاسة هو أن يتوفر لديك الوقت لتتساءل أسعيد أنت أم لا ؟ لذا ننصحك "إنشغل، والبث منشغلًا" هذا هو أرخص أصناف الدواء الموجود في العالم، وأعظمهم أثرًا.
وإذا كان العمل هو أفضل علاج للقلق لكن الإفراط في العمل ووالاجهاد الزائد يضر بصحة الإنسان ويجعله غير قادر على الاستمتاع بحياته لذا ينصحنا " ديل كارنيجي " بمجموعة من النصائح للتخلص من التعب والارهاق:
- أخل مكتبك مما عليه من الأوراق باستثناء ما يخص المسألة التي بين يديك.
- إفعل الأهم فالمهم.
- حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها.
- استرح قبل أن يدركك التعب.
- تعلم كيف تسترخي وأنت تزاول عملك.
- إذا كنت زوجة، فتعهدي صحتك وجمال مظهرك بالاسترخاء في منزلك.
- لتتقي القلق والإعياء أضف إلى عملك ما يزيد استمتاعك به.
إن أهم عوامل النجاح في العمل: "أن يجد المرء لذة في علمه،فإذا استمتع بعمله، فإنه يقضي الساعات المقررة للعمل دون أن يحس بمرورها، ويكون إحساسه وهو يؤدي عمله كإحساس من يلهو".