كلمة يونانية ولها فلسفة كنسية خاصة..كيف تختلف الأيقونة القبطية عن اللوحة الفنية؟
كثيرًا ما نتأمل الأيقونات القبطية المرسومة في العديد من الكنائس والموجودة في الأماكن الأثرية، ونتسأل ما الذي يجعل "الأيقونة" مختلفة عن اللوحات الفنية؟
الأيقونة القبطية
ولأسباب عدة، تبرز قيمة هذا الاختلاف في وجود فلسفة خاصة للأيقونات القبطية، ونستعرض في السطور التالية كل ما تريد معرفته عن الأيقونة؟
الأيقومة هي كلمة يونانية (إيكون) تعنى صورة مرسومة ولكنها ليست كأي صورة عادية بل لها صفات وتعريفات ورموز لها دلالتها ولها خاصيتها وخصوصيتها.
في تعريف آخر فإن كلمة الأيقونة، تعني صورة تمثل السيد المسيح أو السيدة العذراء أو القديسين أو الشهداء، فالأيقونة القبطية فلسفة كنسية روحانية ولا تماثل أمور وتفاصيل حياتنا العادية أو الأشخاص بطبيعتهم الحقيقية المتعارف عليها كما أنها لا تسجل مناسبة معينة كأشخاص مجتمعين في حفل أو عرس أو ما شابه ذلك.
ووفقًا لمتحف كوم أوشيم، فإن الأيقونة أشبه بكتاب مفتوح حروفه وكلماته مكونة من ألوان وخطوط مختلفة لها معانٍ روحية لا تخضع إلى المنظور العادي في الرسم ولا تخضع للأبعاد الثلاثية لأن ذلك يعطينا تجسيم وتجسيد.
كيفية صنع الأيقونة؟
نجد أنها تُرسم على لوحات خشبية ولابد أن تكون عبارة عن بورتريه شخصي أو موضوع بشري، واختلفت التقنية المتبعة في صناعة الأيقونات، فأصبحت تُرسم على قماش مشدود على خشب، ولكن بصفة عامة طُبعت الأيقونات على قطع خشبية مسطحة مغطاة بطبقة من الجص التصويري ورُسمت الأيقونات الأوليَّة بتثبيت ألوان الرسوم بالشمع الساخن (طريقة الإنكوستيك) أو مزج الألوان بالبيض (طريقة التمبرا).
ويعود تاريخ صناعة الأيقونات إلى القرون الثلاثة الأولى للميلاد، وقد استخدمت الأيقونات المسيحية المصرية في بادئ الأمر عناصر مستمدة من الديانة المصرية القديمة وخليطًا من نماذج إغريقية مصرية تصوِّر الحقائق المسيحية.
وفي حديث سابق له مع الدستور، قال الفنان جورج نعوم، رسام ومرمم الأيقونات إن "الأيقونة القبطية تكتب ولا ترسم حيث إننا نسجل فيها حدثا يمكن قراءته من واحد يعرف القراءة أو أمي وذلك من خلال لغة الألوان والخطوط".
ويهتم الفنان جورج نعوم بأن يجمع في أعماله ما بين وقار الأيقونة القبطية وبساطتها والخطوط والألوان الصريحة.