ما مستقبل أوكرانيا في ظل تراجع الدعم الغربي؟.. خبير إستراتيجي يوضح
تمر كييف في التوقيت الحالي بأزمة كبيرة تتمثل فيما توقعه البنك الوطني الأوكراني من انخفاض في حجم المساعدات الدولية في العامين المقبلين.
وأكد البنك الوطني أنه في عام 2024، سيصل هذا المبلغ إلى 38.5 مليار دولار، وفي عام 2025 إلى 25 مليار دولار، موضحا أنه بحلول نهاية عام 2023 ستصل المساعدات الدولية إلى كييف إلى 45 مليار دولار.
من جانبها، أوضحت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدارسات الإستراتيجية، أن هذا لا يؤثر على الإمدادات أو المساعدات العسكرية فقط ولكن أوكرانيا قد تواجه نقصًا في الأموال من أجل دفع رواتب موظفي الدولة، إذا رفض الكونجرس الأمريكي ضخ أموال أخرى في كييف.
وفي هذا السياق، أشار تقرير لـ “وول ستريت جورنال”، إلى أن وقف المساعدات الأمريكية قد يثير الاستياء المتزايد في أوكرانيا، ورجحت أن يتعرض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لانتقادات شديدة من المعارضة داخل البلاد.
وتابعت “كامل” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه ينبغي التركيز هنا حول رواتب 150 ألف موظف حكومي، وما يزيد على 500 ألف موظف في المؤسسات التعليمية في أوكرانيا، وكذلك بعض مواد الإنفاق الحكومي، بما في ذلك الرعاية الصحية والمساعدات والدعم المالي المقدّم لبعض فئات السكان، تعتمد في الواقع على المدفوعات من الولايات المتحدة والدول المانحة.
عواقب وخيمة تُهدد أوكرانيا
وعلى الصعيد العسكري، قالت “كامل” يتسابق المسؤولون في كييف لتعزيز القدرات العسكرية لبلادهم، ويعملون على تعميق العلاقات مع الحلفاء الآخرين الذين يظلون ثابتين في دعمهم، بالنظر إلى العواقب الوخيمة التي تواجه أوكرانيا حال عدم تمكن الولايات المتحدة من إيجاد طريقة لمواصلة تقديم المساعدة العسكرية.
واختتمت الباحثة تصريحاتها: “لذلك يمكن القول إن حالة عدم اليقين بشأن تدفق المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، مسألة سيتردد صداها في ساحة المعركة خصوصًا بعد أن عرقلت المعارضة الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي طلبًا قدمه البيت الأبيض لإقرار حزمة مساعدات طارئة بقيمة 106 مليارات دولار تستفيد منها بالدرجة الأولى أوكرانيا وإسرائيل بسبب عدم تضمّنها إصلاحات في مجال الهجرة”.