تحالف الأحزاب.. اتفاق نادر على رئيس مصر
تُعد المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية، ليس واجبًا وطنيًا فحسب، بل أمرًا ضروريًا فى ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.. فهذه الانتخابات فرصة للشعب المصرى لتحديد مستقبله السياسى وممارسة دوره فى القرارات الحكومية والسياسية التى تؤثر فى حياته اليومية، فضلًا عن إرسال رسالة إصرار وعزيمة لجميع دول العالم، بأن الشعب المصرى هو سيد قراره.. وقد أظهرت لنا الأيام الماضية، أن دعم وتأييد المرشح عبدالفتاح السيسى لم يأت من فراغ، لا سيما وأنه، منذ توليه مسئولية رئاسة البلاد، وهو يحقق إنجازات غير مسبوقة فى كل أنحاء الوطن، وكان القضاء على الإرهاب هو أحد أهم الإنجازات التى حققتها الدولة المصرية فى عهده، بالإضافة إلى أن تنمية سيناء، التى لا تزال مستمرة، ومُخطط لها أن تكون ذات كثافة سكانية كباقى محافظات مصر.. لقد جعل السيسى الدولة المصرية دولة صاحبة قرار فى مختلف قضايا المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية، ورفضت مصر مبدأ التهجير القسرى لسكان قطاع غزة، وفرضت رأيها على العالم، حتى إن الكثير من الدول بدأت فى تغيير موقفها فى مسألة التهجير نتيجة لتصريحاته ومواقفه المؤثرة.
اللافت للنظر فى هذه الانتخابات، أن الأحزاب المصرية لم تجتمع على شىء من قبل، بقدر تحالفها واتفاقها التام، بأن يقف جميع أعضائها وقياداتها صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية، ويدعمون بقوة المرشح عبدالفتاح السيسى، لأنه الأصلح لقيادة الدولة خلال المرحلة المقبلة من عُمر البلاد، التى تتطلب مجهودًا أكبر وقيادة حازمة لاستكمال مسيرة التنمية، والحفاظ على هيبة الدولة المصرية خارجيًا.. لذا، لم يكن غريبًا أن يُنظم تحالف الأحزاب المصرية، مؤتمرات جماهيرية لدعم المرشح السيسى، بحضور قيادات هذا التحالف المكون من اثنين وأربعين حزبًا سياسيًا، من أجل استمرار حالة الأمن والأمان واستكمال الإنجازات، بالإضافة إلى أنه هو الوحيد القادر على مواجهة التحديات، وخصوصًا التحديات الأمنية التى تحولت إلى تهديدات، بسبب توتر الأحداث بشكل متصاعد فى فلسطين المحتلة، وعلى خلفية ضرورة مواجهة المؤامرات التى تُحاك ضد الدولة المصرية من دول كثيرة، الأمر الذى يحتم أهمية وجود رئيس قوى على رأس الدولة، لديه دراية وحكمة وصبر فى التعامل مع جميع الملفات التى تهدد الدولة المصرية برمتها.
وعلى مدى السنوات الماضية، حتى الآن، فإن الرئيس السيسى يحمل على عاتقه هموم الأمة العربية، ويضع القضية الفلسطينية أولوية ضمن أجندة السياسة الخارجية المصرية، من خلال تبنى رؤية عادلة وشاملة تؤدى إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء، علاوة على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.. وهنا فإن تحالف الأحزاب المصرية يُثمن الدور المصرى الثابت والراسخ والمحورى لحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع القائم بين الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلى.. وتعتبر أن التفاف الشعب المصرى بكامل أطيافه حول الرئيس السيسى، رسالة قوية للغرب والدول المُعادية، أن الشعب المصرى حريص كل الحرص على دعم الرئيس، وأن ما قام به فى الفترة السابقة إعجاز وليس إنجازًا، وأن دعمه القضية الفلسطينية، يؤكد أن مصر هى الأمن والأمان للوطن العربى، وأنها قلب الأمة العربية، وأن السيسى هو زعيم مصر والعالم العربى.
غير بعيد عن ذلك، فإن إنجازات الرئيس السيسى، التى تحققت فى عهده، نقلة نوعية لم تشهدها مصر من قبل، وما تحقق خلال تلك المدة، لم يتحقق فى مصر فى الأعوام الطويلة التى سبقته.. ولذا، فإن المصريين، بجميع انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والشعبية، على قناعة حقيقية بأن هذا المرشح هو الأقدر على قيادة الدولة فى المرحلة المقبلة، وفى ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، واستكمال المشروعات القومية العملاقة والوصول إلى (رؤية مصر 2030)، التى هى عنوان الجمهورية الجديدة.. إن أكبر تحدٍ أمام الرئيس المصرى القادم، هو الحفاظ على الأمن والاستقرار، وتحقيق المزيد من الإصلاح فى الوقت ذاته.. ويعد الحفاظ على الأمن والاستقرار أمر فى غاية الأهمية، لأنه لا يمكن تحقيق أى تنمية أو تقدم أو عدالة اجتماعية، دون أن يكون هناك أمن واستقرار.. الحفاظ على الأمن والاستقرار بمعناه الداخلى والخارجى، وتحقيق المزيد من الإصلاح فى الوقت ذاته، أى البناء على ما تحقق، والاستفادة من الخبرات السابقة والبناء عليها، وإصلاح أى عثرات تحققت عبر الإصلاح، ما يعنى خطوات تدريجية إلى الأمام.
نحن فى إطار انتخابات تعددية، والتعددية ليست رقمًا معينًا من المرشحين، ولكن التعددية تعنى طرح أفكار مختلفة وقد تكون مُتباينة، لأن الفكر السياسى والفكر الاقتصادى جهد بشرى بالأساس، ولا يوجد توافق على كل شىء أو تطابق فى وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بالسياسات العامة، وبالتالى، فإنه من الضرورى طرح أفكار وأدوات مختلفة للوصول إلى هدف معين.. وأساس رؤية المرشح عبدالفتاح السيسى هو بناء الإنسان المصرى بما يشمله محاور ثلاثة، سياسية، اقتصادية، ومجتمعية.. وتعمل الدولة المصرية على ترسيخ التعددية السياسية وتنشيط الحياة الحزبية، وتبنى نظام انتخابى يُوسع التمثيل النيابى، ويشارك فيه أكبر عدد من التيارات السياسية، ودعم اللا مركزية وإجراء الانتخابات المحليات بمشاركة كثيفة للشباب والمرأة.. هناك أيضًا، تعزيز منظومة حقوق الإنسان، ودعم منظومة العدالة الناجزة، وتعزيز تمكين المرأة والشباب واستمرار جهود الحوكمة ومكافحة الفساد.. هذه الرؤية المصرية، بدأها المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى قبل إعلان ترشحه للرئاسة، ورأينا الحوار الوطنى والمناقشات التى شارك فيها جميع التيارات والأحزاب السياسية، وكانت الجلسات مُذاعة على الهواء للاستماع لرؤية المشاركين، وقد أكد السيسى، مرارًا وتكرارًا، أن ما يتفق عليه المجتمعون فى الحوار الوطنى، سيقوم بالتوجيه بإقراره.
لا يستطيع إلا جاحد، إنكار أن مصر، فى عهد الرئيس السيسى، نجحت فى الوقوف على قدميها من جديد، بالرغم من كل التحديات السياسية والاقتصادية، والحرب على الإرهاب، والحرب بالوكالة من دول بعينها على مصر.. ولذا، فإن الإجماع عليه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، يأتى بناءً على ما قدمه من إنجازات عديدة فى مختلف المجالات، من المشروعات القومية، ومن أجل استكمال ما تم على أرض مصر، من جنوبها لشمالها ومن شرقها لغربها، والتى لا يستطيع أحد إنكاره لأنه أصبح حقيقة ملموسة على الأرض.
وإذا كنا نعتبر أن التعليم الفنى مثلًا بنية أساسية فى مصر، بما يحققه من روافد بشرية تسهم بكفاءة فى تحقيق التنمية الصناعية، فللرئيس السيسى الفضل فى الاهتمام بهذا النوع من التعليم، وتغيير الصورة النمطية عنه فى أذهان المواطنين.. إذ كانت هذه الصورة تتمحور من قبل على أن التعليم الفنى هو من نصيب الطالب الذى لا يحصل على مجموع يؤهله لمرحلة الثانوية العامة، المؤهلة بدورها للالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا، وأن التعليم الجامعى هو الأقوى.. إلى أن دعم الرئيس السيسى هذا النوع من التعليم واهتم به، لأنه يلعب دورًا فى الاقتصاد من خلال الصناعة، ومصر دولة شابة و60% من قوتها البشرية، من الشباب.
لقد بعث السيسى فى نفوس رجال الأعمال وأصحاب المصانع الهمة، ولفت أنظارهم إلى هذا الكنز البشرى، من خريجى التعليم الفنى الصحيح، فظهرت مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالاتفاق مع أصحاب المصانع، وأيضًا مدارس البرمجة والذكاء الاصطناعى، التى تؤهل الطالب لسوق العمل وتحقيق مكاسب مادية، حتى من دولة أخرى وهو فى مكانه، كما توجد مدارس للحُلى والمجوهرات، وكلها تخصصات جديدة.. وإذا كنا نمتلك الآن ستة وسبعين مدرسة تكنولوجيا تطبيقة، فإن الرئيس وجه بوجود مائة مدرسة مع قطاع الصناعة، لأنه من المهم أن تكون لديك مدرسة تُخدِّم على المصنع.. وقد طلبت إحدى الدول خمسمائة طالب منهم قبل التخرج.. نفس هذا الطالب، مسموح له دخول التعليم العالى بالجامعات التكنولوجية دون معادلة، وكليات الهندسة بمعادلة.. لقد تغيرت الصورة الذهنية للتعليم الفنى، لدرجة أن طلابًا التحقوا بهذه المدارس بمجاميع أعلى من التعليم العام وتوجد قائمة انتظار.. هذا نموذج أوردناه عن تغير المفاهيم والأفكار فى مصر، ما يحقق التنمية الشاملة فى البلاد، والفضل لمن كان صاحب رؤية لمصر، تضعها حيث تستحق، وأقصد هنا، المرشح للرئاسة، عبدالفتاح السيسى.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.