في عيد المعترف.. الكنيسة المارونية: أحِبّوا كلّ الناس محبّة كبيرة
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى الأنبا سابا المعترف، الذي وُلِدَ في كَبادوكِيَة وَدَخَلَ الدَيرَ حَديث السِّنِ. ثُمَّ تَنَسَكَ في مَغارَةٍ قُربَ القُدسِ. إِلتَحَقَ بِهِ الكَثيرون فَأَصبَحَ مُرشِداً في الحَياةِ النُسكِيَة والرَهبانِيَة. وَبَعدَ حَياةٍ نُسكِيَةٍ وَرَهبانِيَةٍ طَويلَةٍ تُوُفِيَ في الثالِثَةِ والتِسعينِ مِن عُمرِهِ سَنَة 532. لا يَزالُ دَيرُهُ قُربَ القُدسِ مَحَجَّةَ الرُهبانِ، وَلا تَزالُ حَياتُهَ قُدوَةً لَهُم.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أحِبّوا كلّ الناس محبّة كبيرة، ولكن احفظوا صداقتكم العميقة للذين يستطيعون أن يبادلوكم أشياء حسنة... إذا تبادلتم في مجال المعارف، فإنّ صداقتكم جديرة بالثناء، وهي تكون أكثر من ذلك، إن تشاركتم في مجال الحكمة أوالفطنة أوالقوّة أوالعدالة. ولكن إن كانت علاقتكم مبنيّة على المحبّة والإخلاص والكمال المسيحي، فَيَا الله، كم هي ثمينة صداقتكم تلك! ستكون ممتازة لأنّها آتية من عند الله، ممتازة لأنّها تصبوإلى الله وممتازة لأنّ مَن يربطها هوالله ولأنّها ستدوم إلى الأبد في الله. كم هوحسن أن تكون محبّتنا على الأرض كالمحبّة في السماء، وأن نتعلّم أن نحبّ بعضنا البعض في هذا العالم كما سنفعل إلى الأبد مع الآخر.
أنا لا أتكلّم هنا على المحبّة البسيطة، لأنّها يجب أن يحملها كلّ إنسان، بل أتكلّم على الصداقة الروحيّة التي بواسطتها يتّحد اثنان أوثلاثة أوالعديد في الحياة الروحيّة ويصبحون "قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة فيما بينهم" لذلك فعلاً يمكن لهذه الأنفس السعيدة أن تنشد بحقّ: "أَلا ما أَطيَبَ، ما أَحْلى أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا" .. يبدولي أنّ كل الصداقات الأخرى ليست سوى ظلًّا لهذه... إنّه لمن الضروري للمسيحيّين الذين يعيشون في هذا العالم أن يتعاونوا بصداقات مقدّسة، وبهذه الطريقة يتشجّعون ويتعاضدون ويحملون بعضهم على الخير... لا يمكن لأحد أن ينكر بأنّ ربّنا أحبّ القدّيس يوحنا ولعازر ومرتا ومريم بصداقة عذبة وأكثر تميزًا، لأنّ الكتاب المقدّس يشهد على ذلك.