مفكر فلسطيني: لم نتمكن من دفن والدتي بمقابر العائلة بسبب التهديد الإسرائيلي بالقصف
كشف الدكتور محمد أبو سمرة، المفكر الفلسطيني، تفاصيل استشهاد والدته إثر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لمنزلها في غزة، قائلًا: "إنه منذ يوم 7 أكتوبر حتى يوم 2 ديسمبر وهو يوم استشهادها، فقد أصيبت خلالها بأربع مرات من قبل العدوان، وأحد تلك المرات هي يوم قصف كنيسة الروم الكاثوليكية المواجهة لمنزل والدتي من الناحية الغربية، ثم أصيبت نتيجة قصف بيوت أحد الأقارب الذي لجأت إليه العائلة لبضع ساعات نتيجة تضرر بيت والدتي بشكل كبير".
وأضاف أبو سمرة خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء dmc" الذي يقدمه الإعلامي أسامه كمال عبر قناة dmc، أن مساء يوم الجمعة 1 ديسمبر، وفجر السبت 2 ديسمبر، قصف الاحتلال المربع الذي يقع فيه بيت أهلي وهو في البلدة القديمة في غزة والذي يصل عمرها لأكثر من 10 آلاف عام، وأي حجر موجود في البلدة القديمة عمره أكثر من 10 آلاف عام، حيث تعتبر من أقدم المناطق التاريخية في فلسطين وفي منطقة الشرق الأوسط، وشاهد على حضارة عريقة.
وأوضح أن والدته أصيبت بإرهاق شديد جدًا، حيث كانت جريحة منذ بضعة أيام، واضطر من كان متواجد معها من أفراد الأسرة أن ينقلوها إلى مستشفى المعمداني الذي يبعد 500 متر على كرسيها المتحرك حيث أنه نتيجة إصاباتها فقدت القدرة على الحركة، وأثناء انتقالها هي ومن معها تم قصف الطريق الذي يسيرون عليه، وأصيب الجميع، واضطروا بصعوبة شديدة جدًا أن يزحفوا حتى وصلوا إلى المستشفى، ونظرا لأن قدرات المستشفى محدودة جدًا خاصة بعد الحصار والمجزرة الوحشية التي تعرضت لها المستشفى، وقد قدموا لوالدتي الإسعافات الأولية اللازمة لها ولمن معها، ومن ثم طلبوا منهم المغادرة نتيجة أن المستشفى معرض للعدوان وأنهم لا يستطيعون أن يقدموا أكثر من ذلك، قد عادوا مرة ثانية وتعرضوا للقصف فذهبوا إلى المستشفى لكن الأطباء أخبروهم بأن الوالدة استشهدت.
وتابع: "المقبرة بجوار بيتنا بحوالي 100 متر لكن لم تتمكن أسرتي من دفن والدتي في المقبرة التي تجاور بيتها بسبب التهديد الإسرائيلي بالقصف واضطروا إلى أن يتوجهوا إلى مقبرة للشهداء تبعد 3 إلى 4 كيلومتر، لدرجة أن أحد الأقارب أنه اضطر لحمل الجثث على أكتافه ولو أنهم تأخروا لما تمكنوا من دفنها، لأن المربع بأكمله تعرض للتدمير منذ ليلة أمس".