مشروع "استدامة" للحرف اليدوية فى قرية حنون.. تعزيز للاقتصاد المحلى والتراث الثقافى
يُعد إنشاء مركز "استدامة" للحرف اليدوية والتراثية في قرية حنون، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، انحيازًا للمرأة المعيلة وذلك ضمن مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، فهو مشروع خدمي يهدف لتعزيز مصلحة المرأة المعيلة، ويحظى بدعم التحالف الوطني للعمل الاجتماعي التنموي، ويهتم المركز بتعزيز الحرف اليدوية والتراثية، ويوفر فرص عمل كريمة للنساء في القرى المحيطة.
تأكيدًا لذلك، أشارت نعمات سعودي، ربة منزل من قرية حنون، إلى أن إنشاء مركز "استدامة" في قرية حنون قد ساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل للنساء، خاصة للأسر التي تعيش في القرية والقرى المجاورة وبالتالي، زاد الإقبال على التعليم والتدريب والعمل في المركز بشكل ملحوظ، مقارنة بالعمل في الحقول أو المصانع.
من جانبها، أعربت نفين فؤاد، خريجة جامعية من قرية هورين بالمنوفية المجاورة لقرية حنون، عن سعادتها بالعمل في مركز "استدامة"، حيث وفر لها فرصة استمرارية في العمل وتسويق منتجاتها في مجال الحرف اليدوية والتراثية التي تعلمتها في المدرسة والجامعة، وتعتبر هذه الفرصة فرصة ذهبية لها وللفتيات والسيدات في القرية والقرى المجاورة، حيث لن يكون عليهن الانتظار للحصول على فرص عمل.
وأكد علي محمود، أحد المهتمين بالعمل العام، أن مشروع "استدامة" للحرف اليدوية والتراثية يهدف إلى تمكين المرأة الريفية اقتصاديًا، خاصة في قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وذلك في إطار تنفيذ خطة مصر للتنمية المستدامة 2030، وأشار إلى أن مركز "استدامة" في قرية حنون، الذي تم افتتاحه بالتعاون مع مؤسسة "بنك مصر لتنمية المجتمع" بتكلفة إجمالية قدرها 20 مليون جنيه، يعد السادس في سلسلة المراكز على مستوى المحافظات، والتي ستصل إلى 30 مركزًا.
وأكد محمد رمضان، مدير إدارة التضامن الاجتماعي بزفتى، أن اختيار المنطقة والقرى لإنشاء مركز "استدامة" يتم وفقًا لمعايير محددة، بما في ذلك تعزيز دور المرأة وتمكينها اقتصاديًا، وتعزيز الحرف اليدوية والتراثية في المنطقة، ويتم توفير التدريب والدعم الفني للنساء في المركز، بالإضافة إلى توفير الفرصة لعرض وبيع منتجاتهن في المعارض والأسواق المحلية والدولية.
وأضاف، أنه تم اختيار قرية «حنون» لإنشاء المركز السادس لـ«استدامة»، بعد دراسة كل قرى مركز زفتى، لموقعها المتميز، حيث تربط طرقها بين محافظات: الغربية والمنوفية والدقهلية، بالإضافة إلى تعداد سكانها الذى يصل إلى أكثر من ٤٠ ألف نسمة، وكذلك توسط قرية «حنون» بين 7 قرى، يبلغ إجمالى الكتلة السكانية لها نحو 200 ألف نسمة.
فيما قالت رحاب البحرواى، أحد مدربي البرنامج، أن هناك هدفا مهما وراء تنفيذ المشروعات التنموية وهو تحويل العمل الخيرى من المساعدات العينية إلى جعله صناعة واستدامة، وعن الحرف التى سيتم تدريب السيدات عليها فى مركز «استدامة» قالت إنه تم عمل مسح ميدانى ودراسة للحرف والأعمال التى تتميز بها المنطقة والقرى المستهدفة، فتبين أن أهم هذه الحرف التى سيتم تدريب السيدات والفتيات عليها: التفصيل والخياطة وتصميم الأزياء، ومشغولات الإبرة، وإعادة تدوير الأقمشة بالأنماط المختلفة، بالإضافة إلى فنون صناعة المشغولات الجلدية ودمجها مع الخامات المختلفة مثل النحاس والخشب، وكذلك فنون حرفة خرز النول، وفنون حرفة المكرمية، وفنون الديكوباج، وفن التيباستري، وكلها فنون تراثية، مؤكدًا أنه تتم الاستعانة بمستشارين متخصصين فى مجالات العمل بالمركز.
من جهته، أكد طارق رحمي، محافظ الغربية، أن مركز «استدامة» للحرف التراثية واليدوية الذى تم افتتاحه فى قرية «حنون» بمركز زفتى، ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يعمل على إحياء الحرف التراثية ودمجها مع الحرف غير التقليدية، لتصبح قرى منتجة، مشيدًا بفكرة إنشاء المركز، التى تتفق مع أهداف خطة الدولة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وما تحققه من مراعاة البعد الاجتماعى خاصة ما يتعلق بالتمكين الاقتصادى للمرأة، خاصة المرأة المعيلة.
وبشكل عام، يعتبر مشروع "استدامة" للحرف اليدوية والتراثية في قرية حنون فرصة هامة لتنمية المجتمع وتحسين مستوى المعيشة للنساء والأسر في المنطقة، كما يساهم المشروع في الحفاظ على التراث الثقافي والفني للمنطقة ونقله إلى الأجيال القادمة، فهو تعزيز للاقتصاد المحلي والتراث الثقافي.