توني بوزان وقوة الذكاء الروحي
يقدم لنا الكاتب البريطاني الشهير توني بوزان، والذي يلقب بأستاذ الذاكرة وواضع خرائط العقل في كتابه (قوة الذكاء الروحي) مجموعة من السمات التي يتكون منها الذكاء الروحي مثل إدراك الصورة كاملة، وإدراكك لقيمك ومبادئك وتصورك لحياتك وأهدافك ويؤكد على أهمية العطاء والإحسان والامتنان وقوة الضحك والحب وأهمية العودة للطفولة وكيف تحافظ على سلامك الداخلي؟ كما يرشدنا الكاتب إلى كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الروحي للفرد والمجتمع.
ويرى "توني بوزان" أن الذكاء الروحي هو حالة روحية يتدفق فيها إبداع المرء ويصبح مرحًا ومتسامحًا ومثابرًا ويكرس نفسه لمساعدة الآخرين وكل هذا يتحقق في بيئة تمتلئ بالتعاطف والحب.
ويتشكل الذكاء الروحي من ذكائك الشخصي وذكائك الاجتماعي أي معرفتك وتقديرك وفهمك لنفسك وللآخرين وينتهي بتقديرك وفهمك لكل أشكال الحياة الأخرى والكون كله.
وهناك أنواع عديدة من الذكاء فهناك الذكاء الإبداعي، والاجتماعي، والحسي، والجسدي، والجنسي، والروحي وكثير من الناس يعتبرون الذكاء الروحي أهم أنواع الذكاء ويؤمنون بقدرته الفائقة على تغيير الحياة.
وتساعد تنمية الذكاء الروحي على رؤية الجانب المبهج والمرح للأشياء واستعادة الصفات التي يتمتع بها الأطفال مثل الحماس والطاقة والإصرار والسلام الداخلي.
وفيما يلي نستعرض بعض الأفكار التي وردت في كتاب قوة الذكاء الروحي للكاتب توني بوزان:
- أولى خطوات الذكاء الروحي هو إدراكك بأنك معجزة وأنك شئ بديع الصنع، وعليك أن تنظر إلى نفسك وإلى الآخرين في إجلال، كما أن عليك أن تحترم الطبيعة وتقدر الطريقة التي خلقت بها.
يقول الفيلسوف أوغسطين في هذا الشأن (( يسافر الناس إلى بلاد بعيدة ليتأملوا الارتفاعات الشاهقة للجبال، والأمواج العالية في البحار، والمحيطات هائلة الاتساع والحركة الدائرية للنجوم، ورغم كل هذا، تمر حياتهم دون أن يتأملوا أنفسهم وخلقهم))
- التفكير الإيجابي والقيم وجهان لعملة واحدة، فإذا كانت قيمك غير مجدية لحياتك وللآخرين، فسوف تزداد احتمالية أن تكون حياتك وحياتهم غير مرضية وغير مريحة وإن كانت القيم الخاصة بك إيجابية، فسوف تعود بالخير عليك وعلى الآخرين.
يقول الفيلسوف "زاردشت" (( فكر في الخير وأفعله واصدق في حديثك)) ويقول الفيلسوف "بوذا" تتجسد الفكرة في كلمة، ويؤكد الفعل تلك الكلمة، ويتطور الفعل إلى أن يصبح عاد،ة وتصبح تلك العادة من سمات الشخصية لذلك لاحظ الفكرة ومراحل تطورها بعناية ودعها تنبع من حبك واهتمامك ببقية المخلوقات.
- الحياة بدون هدف ليس لها معنى ولكي يكون هدفك فعالًا لابد أن يكون نابعًا منك ويجب أن تلتزم بتنفيذه، وأن يكون الهدف إيجابيًا.
- التعاطف هو التعبير عن المشاركة الوجدانية والاهتمام بالآخرين بالتفكير والفعل ومد يد العون للآخرين بروح الحب، وكلما ازداد إدراك المرء وفهمه للمعاناة وأنواعها المختلفة كلما ازداد مستوى تعاطفه مع الآخرين.
أول شخص يجب أن تتعاطف معه هو نفسك! أنت بحاجة إلى احترام نفسك والاهتمام بها وتولي أمرها والتعاطف يجعلك أكثر عفوًا وتسامحًا ولكي تزيد من مستوى التعاطف لديك، عليك اتباع مايلي:
- لا تحكم على المرء قبل أن تضع نفسك في مكانه وترى كيف كنت ستتصرف.
- قم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها وهذا سيساعدك على رؤية الأشياء من وجهة نظرهم وبذلك ستبدي لهم مزيدًا من التفهم والتعاطف وتصبح حياتك أكثر سهولة وروحك أكثر هدوءًا
- أحسن إلى الآخرين ولا تنتظر المقابل
- التعاون مع الآخرين يدعم ويعزز التعاطف
- اعتبر أن وجود أي إنسان شرير يسئ إليك في حياتك لغرض محدد هو مساعدتك على تطوير مهاراة التعاطف، واعتبر أن هذا الشخص يعكس الجانب السيء الخفي في شخصيتك، وتذكر أنك "إن اخطأت فهذه بعض من سمات الخلق وإن عفوت فهذا قبس من صفات الخالق".
5)الاحسان والامتنان هما وليدا التعاطف و"الشخص العظيم حقًا هو أكثر الناس إحسانا" و"إن أفضل جزء في حياة المرء هو ذلك الجزء الذي يشمل الأفعال الخفية والتي ينساها المرء والتي تدل على عطفه وحبه للآخرين.
6) الحب: من أعظم الأشياء التي تقوي لدينا الذكاء الروحي، يقول ( مارتن لوثر كينج) إن الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تحويل العدو إلى صديق وتقول (الأم تريزا ) (( انشر الحب أينما ذهبت: والأجدر بك أن تبدأ ذلك في بيتك، وامنح الحب لأولادك، وزوجتك، ولا تترك من يطرق بابك إلا سعيدًا فرحًا))