"أخبار الأيام الأولى".. رواية جديدة لـ ماجد وهيب عن المرايا للفنون
تصدر قريبا عن دار المرايا للثقافة والفنون، رواية جديدة للكاتب ماجد وهيب، تحمل عنوان "أخبار الأيام الأولى"، على أن تتواجد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55، المقرر انطلاقها في يناير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
"في صباح اليوم الذي أكمل فيه ثمانية عشر عامًا وتسعة أشهر وخمسة أيام، دون أن يعرف هو نفسه أنه بهذا اليوم يكون قد أتم كل هذا العمر، فقد نوح أباه وأمه وأشقاءه الثلاثة، وهكذا لم يتبقى غيره من جماعته كلها، إذ إن وباء قد تفشى، لم يجدوا له تفسيرًا غير أنه لعنة من قوة لا يعرفونها، لعنة تريد أن تنهي وجودهم، وهذه القوة التي لعنتهم هي نفسها التي ترسل إليهم النور كل صباح".
ماجد وهيب
ماجد وهيب؛ قاص وروائي مصري، صدرت له عدة روايات ومجموعة قصص قصيرة، ونشر العديد من المقالات في مواقع ومجلات ثقافية مختلفةً.
وتعد رواية "أخبار الأيام الأولى" أحدث روايات الكاتب، كما تعد الرواية الرابعة في مسيرة ماجد وهيب، بعد "آلام يهوذا"، "المرج"، و"أخوة الرب"، فضلا عن مجموعته القصصية "العالم في حفلة تنكرية".
ومن روايته الأخيرة "آلام يهوذا" نقرأ: أراح يهوذا ظهره إلى جذع الشجرة التي كانا جالسين تحت ظلها، وأجاب وهو ينظر أمامه متأملًا في الخلاء:
ـ الخلاص هو أن يكون العالم بلا أحزان أو متاعب، ألا ينام إنسان باكيًا، أو مهمومًا وخائفًا. ألا يكون هناك فقر وجوع وأمراض وحروب، أن ينتهي الشر تمامًا، وأن يكون لكل شيء هنا على الأرض معنى، أن يكون العالم جنة، الناس فيها جميعهم سعداء، جميعهم بلا استثناء، ومتساوون، حتى هؤلاء الرومان الذين يحتلون بلادنا، أنا لا أحبهم لكني أريد أن أحبهم، وهذا لن يحدث إلا إذا امتلكت قلبًا جديدًا لا يعرف الكره، وأنا أريد لكل الناس أن يمتلكوا قلوبًا كهذا القلب. أنا أحبّ الناس جميعهم، أو هكذا أظن، إلا الرومان لأنهم يحتلون بلادي، لكني أشفق عليهم رغم ذلك، على التعساء منهم بالأخص، لأن حتى أشد الناس إجرامًا يستحقون الشفقة، لأنهم في النهاية بشر، شخص آخر لا أحبه لكني لا أعرفه، ذلك الذي قتل أبي، هذا أكرهه أكثر من الرومان، تعرف يا معلم، أنا لا أؤمن أننا وحدنا شعب الله، أؤمن أن كل الشعوب هي شعوب الله، ولهذا أريد الخلاص للجميع.