"نيويورك تايمز": مصر وقطر تقودان الجهود لوقف دائم لإطلاق النار فى غزة
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على قرار إسرائيل وحركة حماس بتمديد الهدنة في قطاع غزة ليوم آخر، بعد تدخلات كبرى من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة تفتح الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار.
مفاوضات دولية كبرى لوقف دائم لإطلاق النار
وأضافت الصحيفة أن المفاوضين الدوليين عملوا طوال الليل من أجل التوصل إلى تمديد، معتبرين أنه أفضل وسيلة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وتأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وإبطاء ارتفاع عدد القتلى في الحرب لفترة أطول قليلًا على الأقل.
وقال المسئولون المطلعون على المحادثات إن مصر وقطر تأملان أيضًا في أن تمهد فترات التوقف قصيرة المدى الطريق نحو هدف أكبر وهو المفاوضات حول وقف إطلاق النار على المدى الطويل لإنهاء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيق ذلك ليس بالمهمة السهلة، وقد تعهد المسئولون الإسرائيليون بعدم وقف حملتهم العسكرية حتى يتم القضاء على قيادة حماس واقتلاع البنية التحتية العسكرية والحكومية للجماعة من غزة، وهي الأهداف التي لا تزال بعيدة المنال.
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل وحركة حماس أعلنتا عن أنهما اتفقتا في وقت سابق من صباح اليوم الخميس على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما أبقى على آمال ضعيفة بوقف دائم للقتال.
وأشارت إلى أنه قبل دقائق من انتهاء الهدنة صباح الخميس، قالت حماس في بيان إنها ستستمر يومًا آخر، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن الصفقة على وسائل التواصل الاجتماعي في نفس الوقت تقريبًا، لكنه لم يقدم على الفور تفاصيل بشأن الجدول الزمني.
تفاصيل تمديد الهدنة ليوم إضافي
وقالت قطر، إن الجانبين اتفقا على تمديد الهدنة ليوم إضافي مع سريان نفس الشروط، وأفادت الصحيفة بأن المفاوضين الدوليين عملوا على ترتيب لتعزيز وقف دائم لإطلاق النار مع إطلاق سراح كافة المحتجزين وجميعهم تقريبًا من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة هو الترتيب الذي عزز وقف إطلاق النار حتى الآن، ولكن من المرجح أن يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما تبدأ الأطراف التفاوض لتبادل المقاتلين الأسرى.
وتابعت الصحيفة أن حماس تحتجز بضع عشرات من الجنود الإسرائيليين خلال الهجوم الذي شنته على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وسحب حوالي 240 إلى غزة كمحتجزين، وفقًا لمسئولين إسرائيليين.
وتعتقل إسرائيل العديد من السجناء الفلسطينيين البارزين، بمن في ذلك أعضاء بارزون في حركة حماس المدانون بارتكاب جرائم خطيرة والذين وعدت الحركة بإطلاق سراحهم.
وأضافت أن كبار المسئولين من قطر والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل عقدوا اجتماعًا في قطر لإجراء محادثات ركزت على تمديدها للسماح بمزيد من التبادلات، وقد نجحت هذه الصيغة في وقف الحرب مؤقتًا منذ يوم الجمعة، وفي كل يوم، كان الإسرائيليون يشاهدون مجموعات من الرهائن يعودون إلى ديارهم، بينما يرى الفلسطينيون إطلاق سراح معتقليهم من السجون، وهي أحداث عاطفية مكثفة لكلا الجانبين.
إدارة بايدن تريد استمرار الهدنة
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي سافر إلى إسرائيل لعقد اجتماعات مع مسئولين إسرائيليين يوم الخميس، إن إدارة بايدن تريد استمرار الهدنة لأن ذلك يعني أن المزيد من المحتجزين سيعودون إلى ديارهم، وسيتم إدخال المزيد من المساعدة.
وقال مسئول إسرائيلي كبير، إنه لا توجد حاليًا مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار على المدى الطويل، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستمرار الحرب.
وقال شخصان مطلعان على المحادثات في قطر إنه بعد تمديد آخر قصير الأجل، يأمل الوسطاء في إبقاء الحرب متوقفة لأطول فترة ممكنة لتهيئة الظروف التي كانوا يأملون أن تسمح بإجراء مفاوضات بشأن وقف طويل الأمد.
الوسطاء يتوقعون أنه كلما طال أمد الهدوء سيكون من الصعب على إسرائيل استئناف هجومها
وقال أحد هؤلاء الأشخاص إن الوسطاء يتوقعون أنه كلما طال أمد الهدوء، سيكون من الصعب على إسرائيل استئناف هجومها وتوسيعه إلى جنوب غزة، حيث يعتقد أن كبار قادة حماس يختبئون في أنفاق معقدة فشلت إسرائيل في الوصول إليها.
وتابعت الصحيفة أن المحادثات اكتسبت المزيد من الإلحاح بسبب عدد القتلى والأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، وقد أدى القصف الإسرائيلي للقطاع والغزو البري اللاحق له إلى تسوية أحياء بأكملها بالأرض وقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في غزة، كما تم تهجير معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويعني الدمار أن الكثيرين لن تكون لديهم منازل ليعودوا إليها بعد انتهاء الحرب.