وكيل زراعة الغربية يوضح الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الزراعة
أكد د.خالد أبو شادي، وكيل وزارة الزراعة بالغربية، أن الفترة الماضية شهدت تغيرات مناخية شديدة تأثرت بها الزراعة ليس في مصر فقط، ولكن في معظم دول العالم، حيث تم رصد عدة تقلبات في الشهر الواحد، وأحيانًا حتى في اليوم الواحد، مما أدى إلى ضعف إنتاج محاصيل مهمة مثل القمح والذرة والشعير.
أشار أبو شادي إلى أن التغيرات المناخية وضحت للجميع في تأخر فصل الشتاء واستمرار موجات الحر الشديد والجفاف خلال شهر نوفمبر الجاري، وقد تم اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه التحديات، حيث تم استخدام أصناف بذور قصيرة العمر تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وذلك لتقليل مدة نمو محصول الذرة من 200 يوم إلى 150 يومًا، كما تم استخدام بذور تتحمل درجات الحرارة وتكافح الحشرات لتقليل استخدام المبيدات الحشرية.
أوضح أن التغيرات المناخية تتجلى في ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في شهري سبتمبر وأكتوبر، بعد أن كانا في السنوات السابقة شديدي البرودة. كما توقفت الأمطار عن السقوط في هذين الشهرين بعد أن كانت مستمرة على السواحل الشمالية، مما أثر على زراعة الشعير في تلك المناطق.
وأشار إلى أن هذه التقلبات المناخية تسببت في انخفاض إنتاج محاصيل أخرى مثل الأرز والقطن والكرنب، وعلى الرغم من ذلك، مصر لا تزال تحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز والبصل والبطاطس و75% من السكر، بفضل وضع خطة لمواجهة الأزمات ومراجعة مواعيد زراعة المحاصيل في الوقت المناسب لضمان الحصول على أفضل إنتاجية.
وأكد أبو شادي أن التغيرات المناخية هي الأكثر تأثيرًا على كوكب الأرض في الوقت الحالي، حيث تعرضت البلاد لموجات صقيع وأمطار غير منتظمة وسيول في عدد من المناطق، وحتى تشكلت بلورات وكرات ثلج في مناطق أخرى.
فيما طالب حسن جودة، مزارع من مركز زفتي، طالب بأهمية التصدي لتحديات التغيرات المناخية وتبني استراتيجيات زراعية متكيفة، بما في ذلك استخدام أصناف بذور مناسبة وتنظيم مواعيد الزراعة بناءً على التوقعات المناخية، كما يجب تعزيز البحوث الزراعية وتطوير تقنيات جديدة لزيادة مرونة الزراعة وتقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية.
فيما أكد مسعد أبوراضي، مهندس زراعي بالمعاش، أن التقلبات المناخية القوية التي شهدتها الفترة الأخيرة على أهمية تعاون المجتمع الدولي في مكافحة تغير المناخ وحماية الزراعة والأمن الغذائي، يجب أن تتخذ الحكومات والمؤسسات الزراعية إجراءات فعالة لتعزيز الاستدامة الزراعية وتحسين قدرة البلدان على التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.