قرية شبرا ملس قلعة صناعة الكتان في الغربية
تعتبر قرية شبرا ملس، التابعة لمركز زفتي في محافظة الغربية، واحدة من أهم وأكبر القرى في مصر، وتشتهر بزراعة وصناعة الكتان، مما جعلها مركزًا مميزًا لصناعة الكتان في البلاد، وتعتبر القرية "قلعة صناعة الكتان" بين جميع قرى محافظات مصر، وتُعد مركزًا رئيسيًا لصناعة الكتان في مصر والعالم.
وتلعب قرية شبرا ملس دورًا حيويًا في زراعة وتجميع الكتان، حيث يتم جمع محصول الكتان المزروع داخل القرية إلى جانب تجميع كتان من جميع أنحاء البلاد وتجميعه داخل القرية للتصنيع والتصدير. ويعمل أكثر من 90٪ من سكان القرية في صناعة الكتان، ويعتمدون على هذه الصناعة كوسيلة رئيسية لكسب العيش. يأتي الوكلاء والسماسرة من مختلف دول العالم إلى القرية للتعاقد على شراء الكتان المنتج بها، ويتم تصدير المنتجات إلى العديد من الدول الأوروبية مثل الصين وبلجيكا.
يعتبر هذا القطاع من المصادر الرئيسية للعمل والدخل للعديد من الأسر في القرية، وتعتبر مشتقات الكتان من المنتجات التي تساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير العمل والعائدات من الصادرات. وتستمر عملية التصنيع والتصدير حتى الآن، وتساهم هذه الصناعة بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد القومي وتوفير فرص العمل للسكان من مراكز زفتي وسمنود والمحلة الكبرى والسنطة، حيث تتوسط القرية الأربع مراكز.
وفيما يعتبر الكتان من المحاصيل ذات الفوائد المتعددة، حيث يستخدم بذور الكتان في نقص الوزن وعلاج الشعر، وتستخدم أجزاء النبات الأخرى في صناعة الملابس والدهانات والخشب الحبيبي وأدوات السباكة. بذور الكتان تحتوي على نسبة عالية من أوميجا 3 وبروتينات ومعادن، مما يجعلها غذاءً غنيًا ومفيدًا للصحة. ويمتلك الكتان المصري تاريخًا طويلًا في استخداماته، حيث استخدمه القدماء المصريون في صناعة الحبال والأشرطة التي تستخدم في رفع الصخور وتجليد المومياوات.
ويقول الحاج محمد قش، أحد مصدري الكتان من القرية، إن القرية هي واحدة من أشهر وأهم القرى في الريف المصري، حيث يعمل أكثر من 90٪ من سكانها في صناعة الكتان. وتنتج القرية وقرى المحافظات المجاورة الكتان، ويتم جمع المحصول من جميع محافظات البلاد وتجميعه في القرية للتصنيع والتصدير.
ويضيف قش أن الوكلاء والسماسرة من جميع أنحاء العالم يأتون للتعاقد على شراء الكتان. ويشير إلى أن موسم الكتان يبدأ في شهر مارس ويستمر حتى شهر أكتوبر كل عام، ويعمل فيه المئات من سكان القرية والقرى المجاورة.
ويوضح ناجي الحوت، أحد سكان القرية العاملين في صناعة الكتان، أن الكتان له فوائد كثيرة وهامة للجميع. فبذور الكتان تستخدم في نقص الوزن وأيضًا في علاج الشعر، وعود الكتان يستخدم في صناعات مختلفة مثل الملابس والدهانات والخشب وأدوات السباكة.
ويشير إلى أن 40٪ من زيت بذور الكتان يحتوي على نسبة عالية من أوميجا 3، و22٪ بروتينات، و4٪ معادن. وللكتان المصري استخدامات لا حصر لها منذ زمن زراعته على يد الفراعنة قبل آلاف السنين. حيث استخدم المصريون القدماء منتجات الكتان في العديد من الاستخدامات التي لم تقتصر على الملابس فقط، بل استخدموه أيضًا في صناعة الحبال لرفع الصخور التي شيدوا بها مبانيهم، والأشرطة التي تلف حول المومياوات المصنوعة من الكتان لحفظها بعد عملية التحنيط التي اشتهر بها المصريون في ذلك الوقت.
وأضاف جمال محمد، أحد أصحاب مصانع الكتان في القرية، أن هناك حوالي 30 مصنعًا للكتان في القرية، يعمل فيها أكثر من 20 ألف عامل في جميع مراحل صناعة الكتان من زراعته وحمله وتصنيعه. ويربي كل عامل عائلة ينفق عليها جزءًا من دخله من عمله في صناعة الكتان.
وأوضح أن مشتقات الكتان تدر على الدولة سنوياً مبالغ كبيرة، وتُدر عائداً كبيراً من النقد الأجنبي نظير التصنيع والتصدير منذ عشرات السنين، وما زال التصنيع والتصدير قائماً حتى الآن، مشيراً إلى أن بعض الدول الأجنبية تسعى حالياً لشراء محصول الكتان الخام وتصنيعه، ولكن الجميع داخل القرية يرفض تلك الفكرة التي ستقضي على صناعته المصرية.