تقرير: تغير المناخ فى العراق يعوق عملية التعافى الاقتصادى
حذّر تقرير جديد صادر عن المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، اليوم الأحد، من أن تغيّر المناخ في العراق يعوق عملية التعافي الاقتصادي للمجتمعات المتضررة من النزاع، ويفاقم مخاطر النزوح غير المباشر، حيث يعاني 60% من المزارعين من نقص المياه وانخفاض إنتاجية المحاصيل.
وقال أنتوني زيليكي، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق: "يتغيّر مناخ العراق بشكل أسرع من قدرة الناس على التكيّف. بالنسبة لحوالي مليون ومائتي ألف نازح والملايين ممن عادوا إلى ديارهم، أو أعيد توطينهم أو نقل مسكنهم، فإن الجفاف الشديد يعوق التعافي من سنوات الصراع، ويقوض المكاسب التي تحققت في سبل العيش وتأمين الدخل".
المجلس النرويجى للاجئين
ووفقًا لدراسة جديدة أجراها المجلس النرويجي للاجئين، فإن 60% من المزارعين قد اضطروا لزراعة مساحات أقل من الأراضي أو لاستخدام كميات أقل من المياه بسبب أحوال الطقس القاسية. كما أعاقت الظروف المناخية الوصول إلى أنظمة السوق وعملها، وأدت إلى تفاقم التوترات الاجتماعية، وزيادة مخاطر النزوح غير المباشر.
تأثير تغير المناخ فى العراق
وأضاف زيليكي: باعتبارنا منظمة ملتزمة بدعم الأشخاص الذين أجبروا على الفرار، فإننا نرى ضرورة لدق ناقوس الخطر. لقد اتخذ العراق خطوات جديرة بالثناء من خلال وضع المناخ على جدول الأعمال الوطني، لكن حجم وسرعة تأثير تغير المناخ في العراق يتطلبان اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن التخفيف والتكيف، وفي أسرع وقت ممكن.
وفي المناطق التي تسببت فيها عقود من الصراع في أضرار جسيمة للبنية التحتية، ساهم ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه في تفاقم عدم المساواة في الوصول إلى المياه بين المجتمعات.
وأصبحت الروابط بين المناخ والصراع والنزوح بارزة بشكل متزايد في سهل نينوى في شمال العراق. ففي بعاج، على سبيل المثال، يفكر 24 بالمائة من المشاركين في مغادرة منازلهم بسبب الجفاف.
وقال أبورشيد، وهو مزارع من نينوى، للمجلس النرويجي للاجئين: "لقد غادر جميع جيراني. قبل 10 سنوات فقط، كان 35 شخصًا يعملون في مزرعتي. أمّا في هذا العام، لم أتمكن حتى من إطعام أسرتي. والآن، أعمل كعامل يومي لتغطية نفقاتي. إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه فسوف أضطر إلى الانتقال قريبًا. والعالم كله يعرف ما حدث هنا. ربما توقف الرصاص، ولكننا ما زلنا نخاف أن نخسر منزلنا"
ويدعو المجلس النرويجي للاجئين، الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات لرصد وتنظيم وتخصيص موارد المياه في البلاد بشكل أكثر فاعلية، وتسريع عملية تطوير "الورقة الخضراء" في العراق، والتي من المتوقع أن ترسم خريطة طريق لطموح العراق المناخي وتحدد الالتزامات الفنية والمتعلقة بالميزانية. وقبل مؤتمر الأطراف المعني بالمناخ (COP 28) في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع، يحث المجلس النرويجي للاجئين الجهات المانحة والمؤسسات المالية على زيادة التمويل لبرامج التكيف والمرونة المناخية في سياقات النزوح والصراع.