مصر وأمريكا وقطر.. ثلاثية مفاوضات الهدنة في الحرب على غزة
إشادة واسعة تلقتها مصر منذ أمس من كل دول العالم بعد الإعلان الأخير عن تحقيق هدنة بين قوات المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلي بعد ما يقرب من 47 يومًا من معركة طوفان الأقصى.
وتوصل الاتفاق إلى هدنة لمدة 5 أيام مع تبادل للأسرى المرابطين في سجون الاحتلال لا سيما النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين في حوزة حماس.
نجاح الوساطة المشتركة.. مصر أمريكا قطر
وبالأمس أعلنت مصر أنه بشراكة قطرية وأمريكية تم الاتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة تشمل دخول عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود لكل مناطق القطاع.
وأكدت مصر، نجاح الوساطة المشتركة مع الولايات المتحدة ودولة قطر التي أسفرت عن التوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، مؤكدة استمرار متابعتها لتنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وثمنت مصر الجهود التي بذلتها دولة قطر الشقيقة والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق الهدنة بقطاع غزة، منذ بدء معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي التي شنتها حماس على الاحتلال.
فما الجهود التي قامت بها تلك الوساطة المشتركة في التوصل إلى الهدنة؟
جهود مصر وقطر
بدأ الثنائي مصر وقطر جهود التوصل إلى هدنة في غزة مبكرًا ما بين إرسال المساعدات الإنسانية لإعانة الشعب الفلسطيني الشقيق وأيضًا التباحث والتفاوض من أجل وقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب.
ففي 10 نوفمبر الماضي، كان هناك زيارة هامة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر، إلى مصر والتي التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل التباحث بشأن الأوضاع في غزة وكانت تلك أولى الخطوات.
وفي ذلك اللقاء كان الطرح الأول لضرورة وقف إطلاق النار في غزة والوصول إلى هدنة والتفاوض على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، كما تم الطرح بضرورة إنهاء الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة.
وبحث الرئيسان ضرورة توصيل المساعدات إلى القطاع، وأعلنا أنه تم الاتفاق على إدخال المساعدات لسكان القطاع الذين بلغ عددهم 2.2 مليون نسمة، حتى لا تحدث لهم إبادة.
لم يكن اللقاء عابرًا ولكنه تزامن مع لقاء عقد قبله بساعات مع كلًا اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية مع وفد من حماس، شمل الوفد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي وخالد مشعل رئيس الحركة في الخارج، وخليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية.
وتناقشت الأطراف كلها حول ضرورة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين الموجودين في حوزة حماس، وطالبت الأخيرة بواسطة مصر في إنهاء الحصار.
قطر وأمريكا مباحثات مشتركة
تلا تلك المباحثات، إعلان من قبل البيت الأبيض بأن هناك مباحثات أخرى متزامنة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بشأن ما يحدث في قطاع غزة.
وتوصل الطرفين إلى ضرورة وقف إطلاق النار وكذلك تنفيذ هدنة إنسانية مؤقتة، يكون من شأنها إدخال المساعدات إلى القطاع وكذلك تبادل الأسرى وإجلاء الجرحى من القطاع.
كما تحدث الجانبان حول ضرورة حماية المدنيين الأبرياء والجهود المستمرة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعلن وقتها مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن المفاوضات النشطة المكثفة لا زالت تجري بين قطر وأمريكا وإسرائيل ومصر بشأن تطورات الأوضاع في القطاع.
السيسي وبايدن.. مفاوضات في صالح غزة
وكذلك عقدت مصر ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة مفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التطور الذي يحدث في القطاع، مؤكدة حماية سيادتها ورفض سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى غزة.
وحدث اتصال بين الطرفين نال الاهتمام العالمي حيث تم فيه البحث حول خفض التصعيد في قطاع غزة، والعمل على منع اتساع دائرة الصراع، وعدم تصدير الأزمة للشرق الأوسط.