خبير استراتيجى أمريكى: ما زالت إسرائيل تبحث عن دليل ضد حماس فى مستشفى الشفاء
قالت مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن ما ستجده أو ما لن تجده إسرائيل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة يمكن أن يحدد شكل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال المحلل الاستخباراتي الأمريكي، بول بيلار، في تحليل، إن الحكومة الإسرائيلية عولت في حملتها الدعائية على موضوع مستشفى الشفاء، وخصصت جهدًا كبيرًا للمكان ليس بهدف محاربة حماس إنما للعثور على أي شيء يمكن أن تقدمه لوسائل الإعلام الدولية وللعالم كدليل على استخدام الحركة الفلسطينية للمستشفى كمركز قيادة أو مستودع أسلحة مهم.
المحاولات الإسرائيلية لإقناع وسائل الإعلام العالمية
وأوضح أنه رغم كل المحاولات الإسرائيلية لإقناع وسائل الإعلام العالمية بأن اقتحامها للمستشفى وإخلاءه من المرضى كان مبررًا، بسبب استخدام حماس له في أنشطتها العسكرية، فإنها فشلت في تحقيق هدفها، بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن استخدام إسرائيل أدلة مزيفة، لكي تدعم روايتها بشأن المستشفى.
العنف في المستقبل
ويعود المحلل الاستراتيجي الأمريكي بيلار، الذي أمضى أكثر من 28 عامًا في أجهزة الاستخبارات الأمريكية حتى أصبح مسئول ملف الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، إلى موضوع مستشفى الشفاء في قطاع غزة، فيقول إن عثور إسرائيل أو عدم عثورها على شيء ذي بال في المستشفى لن يخدم هدفها الرئيسي وهو حماية المواطنين الإسرائيليين من التعرض لمزيد من العنف في المستقبل، كما لن يكون له أي معنى في تبرير الخسائرالمروعة التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة القصف والاجتياح الإسرائيلي للمستشفى.
أسلحة الدمار الشامل
وبمرور الوقت أصبح البحث عن أسلحة الدمار الشامل أقل أهمية بالنسبة لتأمين القوات الأمريكية أو أي شخص آخر في العالم، وأكثر أهمية لتبرير إحدى أهم الحجج التي استخدمتها إدارة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش لشن الحرب.
وأشار إلى أنه ما زالت إسرائيل تفتش موقع المستشفى بحثًا أي شيء يمكن أن يكون دليلًا أكثر إقناعًا على استخدام حماس له.
وهذا التفتيش يعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأمريكية ضد العراق قبل 20 عامًا، فبعد أن غزت القوات الأمريكية العراق بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، أمضى الأمريكيون وقتًا طويلًا في عمليات البحث عن هذه الأسلحة.
وأصبحت عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل انحرافًا عن الأهداف الأولية للحرب، ورغم أن الإدارة الأمريكية استخدمت موضوع أسلحة الدمار الشامل لحشد التأييد لحربها، فإنه لم يكن الدافع الأساسي لشن الحرب.
وأكد أن عملية التدمير الشامل التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مقصودة وفي ذاتها، وليست خسائر جانبية للحرب ضد حركة حماس. فالرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوج قال: لا يوجد في غزة مواطنون أبرياء، وكل الشعب الفلسطيني مسئول عما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر.