لماذا يتعمد الاحتلال الإسرائيلى استهداف المدارس فى قطاع غزة؟
بعدما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات قطاع غزة وخرج أكثر من 26 مستشفي عن العمل بينها، واستهداف الطواقم الطبية، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في توجيه ضرباتها وعدوانها باتجاه المدارس في مختلف مدن غزة والتي تضم آلاف النازحين والفارين من جحيم القصف ظنًا بأن تلك المدارس مناطق آمنة، لكن لا يوجد مكان آمن الآن في قطاع غزة.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، قصفًا عنيفًا على مدرسة عمرو بن العاص بالشيخ رضوان، أسفر عن وقوع عدد من الشهداء.
يأتي هذا عقب يوم من استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لمدرسة الفاخورة التي تضم آلاف النازحين، أسفر القصف عن استشهاد أكثر من 200 شهيد، بجانب الجرحى والمصابين، واستهداف مدرسة تل الزعتر، مخلفة عشرات الشهداء والضحايا.
إدانات واسعة لاستهداف الاحتلال لمدارس غزة
وأدان العديد من الدول والمنظمات الدولية والهلال الأحمر قصف الاحتلال لتلك المدارس، وآخرها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، التي أدانت مساء اليوم الأحد، الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، باستهدافه مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في قطاع غزة، وما خلفه قصف المدرستين من سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح.
وأكدت الإيسيسكو في بيان لها، أن استمرار هذا السلوك الوحشي الذي لا يفرق بين المرافق التعليمية والصحية وبين الثكنات العسكرية، يبين إصرار الاحتلال الإسرائيلي على خرق كل القوانين والأعراف الدولية، والاستهزاء بالمواقف المتصاعدة في كل مكان ضد هذه التصرفات الهمجية، التي باتت تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، إذ لم يسبق لقوة أن استخدمت آلتها العسكرية بمثل هذا العدوان على مهاجع الأطفال والمدارس والمستشفيات، بما يشير إلى انتكاسة واضحة في القيم والسلوك لم يشهد لها الزمان مثيلًا.
كما أدانت رابطة العالم الإسلامي، إقدامَ قوات الاحتلال الإسرائيلي على قصف مدرسة الفاخورة التابعة لـ"الأونروا" في قطاع غزة.
وندد أمين عام الرابطة، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، باسم الرابطة ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، بهذه الجرائم الهمَجية المروّعة والمتواصلة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، التي تمثِّل انتهاكًا صارخًا لكلِّ القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
أسباب تعمد الاحتلال استهداف المدارس
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل ما هو فلسطيني ولذلك في إطار السياسة التي ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي نجد بأن هناك خطة ممنهجة يقوم بها تستهدف كافة الأعيان المدنية والطبية والثقافية، ولذلك نجده يقوم باستهداف المستشفيات والمدارس ويعمل على حصارها لإيقاع أكبر قدر من الأذى بالشعب الفلسطيني وتحقيق عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين لأن حربه التي يشنها على الشعب الفلسطيني هي حرب انتقامية.
وأكد الحرازين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدا أن المدارس والمستشفيات تحوى عددًا كبيرًا من النازحين الذين لجأوا إليها أملًا بأن تكون مكانًا آمنًا ولكن لا مكان آمن بقطاع غزة وفى هذا السياق يحاول الاحتلال التغطية على جرائمه من خلال ادعائه بوجود مقاومين أو أنفاق أو استخدام هذه الأماكن من قبل المقاومة ولكن ما زال حتى اللحظة الاحتلال يفشل في إيجاد وعرض دليل يصدق روايته الكاذبة التي يتخذها كذريعة لمواصلة حرب القتل والإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار الحرازين إلى أن استهداف المدارس والمستشفيات يستخدم كسياسة لترهيب المواطنين ودفعهم للخروج إلى المناطق الجنوبية والتي هى كذلك مناطق ليست آمنة ولكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول أن يحصل على نصر يعود به لشعبه ولو كان مثل هذا النصر يقوم على جماجم الأطفال والنساء والشيوخ وعلى أنقاض المباني المدمرة.