"الجارديان": أدلة الجيش الإسرائيلى بشأن مجمع الشفاء تثير الشكوك
رأت صحيفة "الجارديان" أن الصور ولقطات الفيديو التي بثها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحامه مجمع الشفاء الطبي في غزة، تحت ذريعة أنه المقر الرئيسي لحركة حماس، لم تثبت حتى الآن هذه المزاعم.
وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي، اليوم الجمعة، إن الأدلة المقدمة حتى الآن أقل بكثير من ذلك، مشيرة إلى أن مقاطع الفيديو لم تظهر سوى مجموعات متواضعة من الأسلحة الصغيرة، معظمها بنادق هجومية، تم انتشالها من المجمع الطبي الواسع.
وذكرت أن حتى مقاطع الفيديو التي تم إنتاجها حتى الآن أثارت تساؤلات قيد التدقيق، متطرقة إلى تحليل أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وجدت أن اللقطات التي بثها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تظهر الاكتشاف الواضح لحقيبة تحتوي على مسدس خلف جهاز مسح التصوير بالرنين المغناطيسي، قد تم تسجيلها قبل ساعات من وصول الصحفيين الذين كان من المفترض أن يعرضها عليهم.
وفي مقطع فيديو تم عرضه لاحقًا، تضاعف عدد الأسلحة الموجودة في الحقيبة، وهو ما يثير الشكوك.
وأضافت: "وزعم الجيش الإسرائيلي أن مقطع الفيديو الذي عثر عليه في المستشفى لم يتم تحريره، وتم تصويره في لقطة واحدة، لكن تحليل بي بي سي وجد أنه تم تحريره".
واعتبرت الصحيفة أن تصريح قوات الاحتلال بإنها لا تزال تستكشف الموقع بعناية، يعني أنه قد يكون هناك المزيد في المستقبل.
وأردفت: "لكن محاولة تقديم ما تم العثور عليه حتى الآن على أنه مهم لا بد أن يؤدي إلى إثارة الشكوك حول كل ما سيتم تقديمه لاحقًا".
ولفت تقرير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل صدقت على اتفاقيات جنيف في عام 1951 وتزعم أنها تراعي مبدأ التناسب بموجب القانون الإنساني الدولي، والذي بموجبه تفوق الميزة العسكرية المباشرة المتوقعة من عملية عسكرية الضرر المدني الذي يمكن توقعه بشكل معقول نتيجة لذلك، إلا إن "احترامها لتلك المبادئ هو محل شك".
موقف إدارة بايدن مع غياب الأدلة يزيد من عزلة واشنطن على المسرح العالمي
في هذا الإطار، تطرقت الصحيفة إلى الموقف الأمريكي بالخصوص، قائلة: "إن إدارة بايدن لم تدافع عن العمليات الإسرائيلية فحسب، بل قدمت ادعاءات مستقلة بناءً على معلوماتها الاستخبارية حول المستشفى".
وأضافت: "وقد قام جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، بتصوير منشأة حماس المزعومة هناك على أنها "عقدة" قيادة وليس مركزًا، ومخزن أسلحة محتمل".
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى إن غياب الأدلة حتى الآن، بدأ يعيد إلى الأذهان إخفاقات الاستخبارات الأمريكية السابقة، وخاصة تلك التي سبقت غزو العراق، مردفة: "هذا يزيد من عزلة واشنطن على المسرح العالمي، ويعمق الخلافات الكبيرة بالفعل داخل الإدارة نفسها".