«الدستور» تنشر أجزاءً من الكتاب الأخطر «قاموس اللغة العالمية لمشروع إسرائيل» 2
«وكر الأكاذيب».. كيف ترتكب إسرائيل كل جرائم الحرب المحرمة فى قطاع غزة بأكذوبة «الدفاع عن النفس»؟
تواصل إسرائيل عدوانها الإسرائيلى على قطاع غزة، الذى أسفر عن استشهاد أكثر من ١١ ألف فلسطينى، نصفهم من الأطفال تقريبًا، ولم تكتف دولة الاحتلال بذلك، بل راحت بكل تبجح تبث خطابًا دعائيًا خبيثًا، تحاول من خلاله كسب التعاطف عن طريق الترويج لكون جرائمها تندرج تحت مبدأ «حق الدفاع عن النفس».
ولم يكن هذا المنهج الخبيث وليد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فعلى مدار الـ١٨ عامًا الماضية يمثل القطاع معضلة لإسرائيل، منذ انسحابها منه فى ٢٠٠٥، وتعقدت تلك المعضلة بانفصال إدارة القطاع عن السلطة الفلسطينية، لتبدأ تل أبيب مخطط «شيطنة» المقاومة التى تنتهجها الفصائل الفلسطينية الموجودة فى غزة، لنيل الحد الأدنى من مقومات الحياة.
هذا المخطط والخطاب الدعائى الإسرائيلى سلط الضوء عليه كتاب «قاموس اللغة العالمية لمشروع إسرائيل»، الذى أعده فرانك لونتز، المستشار السياسى الاستراتيجى الأمريكى، فى عام ٢٠٠٩، ويكشف كيف تدير إسرائيل «إعلام الحرب»، لجذب الجمهور الغربى وكسب تعاطفه ودعمه، من خلال تبرير عدوانها الغاشم على الفلسطينيين ومنحه «شرعية»، ووصم أى مقاومة له بأنها «إرهاب».
وبعد أن عرضت «الدستور» أجزاء من هذا الكتاب المهم، فى حلقة أولى نشرتها فى عددها الصادر أمس الثلاثاء، تواصل نشر أجزاء أخرى فى السطور التالية.
تبرير كل العدوان بـ«الصواريخ».. وإظهار المقاومة بأنها «سبب معاناة أطفال الجانبين»
يحمل الفصل السادس فى الكتاب عنوان: «غزة: حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس وفى الدفاع عن الحدود»، وينقسم إلى قسمين، الأول يركز بشكل خاص على الرأى العام حول «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية»، والثانى يدور حول أهمية «التمييز بين الرأى العام فيما يتعلق بالضفة الغربية وغزة» و«حق إسرائيل الشامل فى حدود يمكن الدفاع عنها».
ويذكر الكتاب فى القسم الأول من فصله السادس أن هناك بعض الطرق الجيدة وأخرى خاطئة عند الحديث عن «الحرب فى غزة» و«رد إسرائيل على الهجمات الصاروخية».
ويوضح أن «الأمريكيين يدركون أن سيطرة حركة (حماس) على غزة تجعل إسرائيل أقل أمنًا، لكنهم فى الوقت ذاته ما زالوا يتوقعون من إسرائيل أن تتحرك فيما فيه صالح الشعب الفلسطينى»، معتبرًا أن «تحقيق هذا التوازن يعد هو المفتاح».
ودعا الكتاب الإسرائيليين إلى «إظهار التعاطف مع معاناة فلسطينيى غزة»، وتأكيد أن «إسرائيل تعمل على إيقاف المعاناة التى يعانيها الشعبان»، والاعتماد فى ذلك على جمل مثل: «إنه لأمر محزن أو مأساوى»، و«يجب لذلك أن يتوقف»، بدلًا من السؤال عن «من فعل ماذا أولًا؟».
وشدد على ضرورة أن يكون الحديث حول «وجوب إيقاف التهديدات، لأنه لا ينبغى لأى طفل، سواء إسرائيليًا أو فلسطينيًا، أن يعيش فى خوف من هجوم صاروخى أو عملية عسكرية، وأن معاناة كلا الجانبين يجب أن تتوقف، وأن الآباء الإسرائيليين يتفهمون مخاوف الآباء الفلسطينيين تجاه أطفالهم، لأنهم مروا بنفس الشىء بالضبط»، مشيرًا إلى أن «أفضل طريقة لبلورة المشاعر المرتبطة بالقضية هى وضعها فى ضوء ما تعنيه بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفًا، أى الأطفال».
وطالب بالتركيز على عبارات مثل: «يجب أن يكون هدفنا أن يذهب الأطفال اليهود إلى المدارس فى إسرائيل، والأطفال الفلسطينيون إلى المدارس فى الدولة الفلسطينية، دون خوف على سلامتهم.. يجب أن نحقق السلام، حيث لا يواجه أى من الوالدين قلقًا يومًا بعد يوم بشأن سلامة أسرته، ويجب أن يكون لدينا اهتمام مشترك بأمن كلا الشعبين».
ومن ضمن الخطابات الأخرى التى دعا الكتاب إلى التركيز عليها: «لا ينبغى لإسرائيل أن تقصف غزة، لكن لا ينبغى لها أن تُجبر على الدخول فى موقف يتعين عليها فيه قصف غزة، وبالتالى لا ينبغى لـ(حماس) أن تطلق الصواريخ عمدًا على المناطق المدنية فى إسرائيل، فإذا توقفت الصواريخ يمكننا وقتها أن نحقق سلامًا يعيش من خلاله الأطفال الفلسطينيون والإسرائيليون فى أمان».
ونبّه إلى ضرورة أن تصف إسرائيل والمؤيدون لها إطلاق «حماس» الصواريخ بأنه «متعمد». وشرح: «لا تقولوا إن (حماس) تطلق صواريخ بشكل عشوائى على إسرائيل أبدًا، خاصة أن لدى البعض، وعلى رأسهم تيار اليسار، تصورًا بأن كل ما تفعله (حماس) هو إطلاق صواريخ على صحراء خالية فقط لإحداث بعض الضجيج، وهذا أمر خاطئ من الناحية الواقعية ومضر خطابيًا لقضية إسرائيل، لذا فإن كلمة (متعمد) تكشف وجود نية واستهداف للسكان، بما يثبت جريمتهم».
وأشار إلى حيلة أخرى يمكن أن تلجأ إليها إسرائيل، وهى رسم صورة حية لما هى عليه حياة المدنيين الإسرائيليين والأطفال تحت التهديد المستمر للهجوم الصاروخى من غزة، وإضفاء طابع إنسانى عليه، مع ضرورة استخدام لغة الأرقام، كأن يُقال: «تم إطلاق أكثر من ٢٣٠٠ صاروخ من غزة على الأحياء الإسرائيلية، لتصيب غرف المعيشة ورياض الأطفال والملاعب، والنساء والأطفال الذين كانوا يقودون سياراتهم إلى المدارس والسوبر ماركت.. يُطلق علينا ٥ أو ١٠ أو أكثر من ٥٠ صاروخًا يوميًا، ومئات الصواريخ فى أقل من أسبوع واحد، لمدة عامين، وحينها كانت العائلات تنام معًا فى الملاجئ بدلًا من غرف النوم».
وأفاد بأن الخطاب الذى تتعمده إسرائيل ينطوى على المنطلق التالى: «أين كانت صرخة الدعم هذه عندما تم إطلاق ٩٠٠٠ صاروخ على المدنيين الإسرائيليين فى رياض الأطفال وغرف المعيشة وغرف النوم؟ كان الناس ينامون فى الملاجئ لسنوات عديدة، ويعيشون حياتهم كل ١٥ ثانية، ويتساءلون عما إذا كان سيكون لديهم الوقت للوصول إلى ملجأ للقنابل فى الـ١٥ ثانية التالية عندما تنطلق صفارة الإنذار أم لا؟.. متى يتوقف ذلك؟».
الترويج لمزاعم «لا نريد الحرب.. بل ندافع عن مواطنينا ضد فصائل إيران»
من بين الخطابات الأخرى التى تروج لها إسرائيل وذكرها الكتاب: «إسرائيل لم تكن تسعى للحرب.. لقد احترمت وقف إطلاق النار الذى خرقته (حماس) المدعومة من إيران، وعند هذه النقطة لم يكن أمام إسرائيل خيار سوى الرد دفاعًا عن النفس.. ويدرك الناس أن إسرائيل، مثل أى دولة أخرى ذات سيادة، لها الحق فى الدفاع عن مواطنيها».
وأشار الكتاب إلى استخدام إسرائيل «الأسئلة البلاغية» للحصول على «قبول» لتصرفاتها من الرأى العام الغربى والعالمى ككل، ومن بين هذه الأسئلة: «ماذا يجب على إسرائيل أن تفعل؟ تخيل لو تم إطلاق آلاف الصواريخ على مجتمعك كل يوم وكل ليلة؟ ماذا سيفعل بلدك؟ ماذا تريد منهم أن يفعلوا؟ أليس من واجبنا حماية مواطنينا؟».
وتركز إسرائيل فى خطابها، أيضًا، على أنها «حاولت جاهدة تجنب المدنيين فى أعمالها داخل غزة، لكن لسوء الحظ، تضع (حماس) والإرهابيون الآخرون الأسلحة وقاذفات الصواريخ وأنفاق تهريبها فى قلب سكانها المدنيين، فلماذا تتعمد حماس وضع الفلسطينيين فى خط النار؟».
وحسب استطلاع أجرى فى ٢٠٠٩، يعتقد الأمريكيون، بنسبة ٣ إلى ١ تقريبًا، أن لإسرائيل الحق فى التخلص من الصواريخ إذا اختارت «حماس» إخفاء تلك الصواريخ بين المدنيين.
ونوه الكتاب إلى عمل المتحدثين الداعمين لإسرائيل على «تجديد الالتزام بالسلام، حتى على الرغم من استمرار الهجمات الصاروخية (المتعمدة)»، وذلك فى ظل أن «الأمريكيين يدركون أن الهجمات الصاروخية تشكل عائقًا أمام السلام، لكنهم لا يقبلونها كذريعة للتخلى عن السلام».
وأضاف الكتاب: «من المتوقع تمامًا أن يتحدث الإسرائيليون وداعموهم عن منع الهجمات الصاروخية، لكن إذا اتبعت النهج غير المتوقع المتمثل فى الكلمة الأكثر أهمية بالنسبة لعامة الناس، فإنك تولد قدرًا هائلًا من المصداقية، هذه الكلمة هى (السلام)»، ضاربًا المثل بأن تقول: «ومع ذلك، ورغم أن (حماس) تطلق صواريخها عمدًا كل يوم على مراكزنا السكانية المدنية، فإننا سنظل نتفاوض على السلام».
وحسب الكتاب، فإن استغلال بعض الوقت للحديث عن «جهود إسرائيل لمنع سقوط ضحايا من المدنيين» يجعل الأمريكيين يتقبلون حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، على اعتبار أن «حماس المدعومة من إيران تختبئ خلف المدنيين». لكن ينبغى فى الوقت ذاته الإشارة إلى مطالبة واشنطن الجيش الإسرائيلى بـ«بذل كل ما فى وسعه لتجنب وقوع إصابات فى صفوف المدنيين»، وأن «الأمريكيين يرون أن إسرائيل تتمتع بتفوق عسكرى كبير، ولذلك فهى مسئولة عن الحفاظ على معايير السلوك الدولية».
وأضاف الكتاب: «سيتقبلون أن بعض الضحايا من المدنيين أمر لا مفر منه، ولكن إذا لم تكن لغتك صحيحة حول مدى جدية إسرائيل فى التعامل مع هذه القضية، فسوف يرفضون قبول حججك حول ضعف المدنيين الإسرائيليين».
التهرب من مسئولية قتل الآلاف بادعاء «حماس تضع صواريخها وسط المدنيين»
وفقًا للكتاب، فإن هناك نهجًا محددًا من ٥ خطوات يتم اتباعه، خاصة من المتحدثين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل، عند الحديث عن الضحايا المدنيين فى غزة، وجاءت الخطوات مصحوبة بلغة الخطابات التى يتم اتباعها، كالتالى:
١- التعاطف: «كل حياة الإنسان ثمينة، وخسارة حياة فلسطينية بريئة هى أمر مأساوى، تمامًا مثل خسارة حياة إسرائيلية».
٢- الاعتراف: «نحن نعترف بأن إسرائيل لا تنجح دائمًا فى منع وقوع إصابات فى صفوف المدنيين».
٣- الجهود: «نحن ملتزمون ببذل كل ما فى وسعنا لمنع وقوع إصابات فى صفوف المدنيين».
٤- الأمثلة: «دعنى أخبرك كيف يتم تدريب قواتنا المسلحة وتكليفها وتشغيلها لضمان بقاء المدنيين الفلسطينيين آمنين».
٥- قلب الطاولة: «مأساة كبيرة أن تطلق (حماس)، المدعومة من إيران، الصواريخ على المدنيين لدينا، بينما يختبئون ويخبئون هذه الصواريخ فى منازل المدنيين الفلسطينيين، وهذا يسبب وفيات مأساوية على كلا الجانبين.. ماذا ستفعل لو كنت فى هذا الموقف؟».
وأشار الكتاب إلى أن «إسرائيل لا تتظاهر بأنها معصومة من الخطأ، لأن هذا غير صحيح ولا أحد يصدقه، ولن يؤدى إلا إلى جعل مستمعيك يشككون فى صحة كل ما تقوله، فالناس لا يتوقعون أن تنجح إسرائيل بنسبة ١٠٠٪ فى كل جهودها لوقف الإرهاب»، معتبرًا أن «اعتراف إسرائيل بأنها ارتكبت أخطاء ولا تزال ترتكبها لا يقوض العدالة الشاملة لأهدافها فى السلام والأمن وتحسين نوعية الحياة للجميع».
وتعتمد إسرائيل، حسب الكتاب، على تقديم تقارير تظهر بشكل دقيق ما يحدث فى حرب غزة، مع استخدام لغة خطاب تريد من الطرف الآخر أن يتضامن معها فقط، مثل: «هل قضيت وقتًا فى مكان سقوط الهجمات الصاروخية؟»، ثم يجيب المتحدث بـ«نعم، لقد كنت هناك، واسمحوا لى أن أخبركم كم هو مرعب».
وأضاف: «إذا تعثرت فى تبرير ذلك، قل إنه لا يوجد تعريف جيد للرد المتناسب فى حالة تعرض المدنيين لديك لهجوم بصواريخ مخبأة فى المدارس والمستشفيات، وإن (حماس) تضع الصواريخ فى هذه المواقع الحساسة لتقويض قدرتك على إخبار العالم بأنك تفعل فقط ما هو ضرورى لحماية شعبك».
وعاد الكتاب للحديث عن استخدام «الأسئلة البلاغية» كأحد المناهج المستخدمة لدعم إسرائيل، وإجبار الجمهور على تقديم إجابة فى صالحها، ومن بين هذه الأسئلة: «فى كل يوم تطلق (حماس) عمدًا الصواريخ على المجتمعات الإسرائيلية.. ما الرد المناسب فى نظرك؟.. كيف تقترح أن تتمكن إسرائيل من وقف هذه الهجمات الصاروخية؟».
يعود الكتاب للحديث عن نقطة «اعتراف إسرائيل بالخطأ» حتى تُصدق روايتها، فيقول إنها تعتمد لتحقيق ذلك على خطابات مثل: «هل إسرائيل مثالية؟ لا.. هل ترتكب إسرائيل الأخطاء؟ نعم.. لا يوجد بلد مثالى.. لكن تريد إسرائيل مستقبلًا أفضل، هى تعمل من أجل تحقيق ذلك، ويجب أن يكون للفلسطينيين مستقبل أفضل أيضًا».
ويضيف مستعرضًا الخطاب الإسرائيلى فى هذه النقطة: «إنهم (الفلسطينيون) بحاجة إلى مكان يمكنهم فيه الحصول على الأمل، مكان خاص بهم، إنهم يستحقون حكومة تقضى على الإرهاب، ليس فقط لأنها ستجعل الأطفال الإسرائيليين أكثر أمانًا، بل لأنها ستعنى مستقبلًا أفضل للأطفال الفلسطينيين أيضًا». وإكمالًا لتلك اللغة يقول المتحدث الإسرائيلى، وفقًا للكتاب: «نعلم أن إسرائيل، فى محاولتها الدفاع عن أطفالها ومواطنيها من الإرهابيين، قد ألحقت الأذى بالناس الأبرياء عن طريق الخطأ.. لكننى أسألك: ما الذى يمكن لإسرائيل أن تفعله للدفاع عن نفسها عندما تكون لديها حكومة متمركزة عبر الحدود وتطلق الصواريخ بشكل عشوائى كل يوم تقريبًا؟ إذا تم إطلاق أكثر من ٤٠٠٠ صاروخ على مجتمعك، عبر حدودك، ماذا تطلب من حكومتك؟ ماذا تتوقع من حكومتك أن تفعل؟... لن تسمح أى حكومة بأن يكون سكانها المدنيون ضحايا لهجمات عشوائية فى اليوم التالى».
بث الفرقة بحيلة «نريد دعاة سلام مثل السلطة فى الضفة الغربية»
القسم الثانى من الفصل السادس بالكتاب يدور حول «حق إسرائيل فى حدود يمكن الدفاع عنها»، وجاء فيه أن الأمريكيين يعتقدون أن قيادة «حماس» قطاع غزة جعلت إسرائيل والمنطقة أقل أمانًا، فى حين أن البعض أكثر تقبلًا لما يعتبرونه نهجًا معتدلًا من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن»، فى الضفة الغربية، مضيفًا: «استنادًا إلى هذه التجارب، فإنهم على استعداد لمنح إسرائيل مجالًا أكبر لمقاومة الدعوات لإعطاء المزيد من الأراضى مقابل المزيد من السلام».
وحسب الكتاب، فإن إدراك وتبنى التصورات الأمريكية المختلفة بين «حماس» فى غزة، والسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، يجعل هناك فجوة فى مصداقية «حماس» عن السلطة الفلسطينية، فى ظل أن معظم الأمريكيين يرون أن «حماس» ليست مهتمة على الإطلاق بالسلام، بينما يعتقد الثلث فقط نفس الشىء بالنسبة للسلطة الفلسطينية.
ويشير إلى استغلال إسرائيل هذه النقطة من خلال استخدام لغة تعبّر عن نهج أكثر اعتدالًا لإظهار المعيار الذى يجب على غزة فعله، على النحو التالى: «نأمل أن يأتى اليوم الذى يكون فيه للشعب الفلسطينى فى غزة قيادة مستعدة حقًا للعمل من أجل السلام، مثل القيادة الأكثر اعتدالًا فى الضفة الغربية». ويقول الكتاب إن الأمريكيين يتفقون على أن إسرائيل لها الحق فى وجود حدود يمكن الدفاع عنها، مضيفًا: «لكن ليس من المفيد أن تحدد بالضبط ما ينبغى أن تكون عليه هذه الحدود».
ويواصل: «يجب تجنب الحديث عن حدود ما قبل عام ١٩٦٧ أو ما بعده، لأنه لا يؤدى إلا إلى تذكير الأمريكيين بتاريخ إسرائيل العسكرى، وهذا يضر بنسب تأييد إسرائيل»، مشيرًا إلى أنه «فى الواقع، عندما تتحدث عن الأرض بحدود ١٩٦٧، يمكنك قلب المشاعر العامة ضدك تمامًا.. ولكن إذا شككت فى خطر إسقاط الإرهابيين للطائرات فإنك بذلك تعزز الدعم».
وحول لغة الخطاب التى يتم اعتمادها فى ذلك الاتجاه، ويتفق معها ٧١٪ من الجمهور الأمريكى، بينهم ٥٢٪ «يؤيدون بشدة»: «لا ينبغى لإسرائيل أن تمنح المزيد من الأراضى مقابل السلام، لأنها فى كل مرة تفعل ذلك، تتعرض لمزيد من الحرب»، وفق ما جاء فى الكتاب.