رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبيلة مكرم: المصريون بالخارج يذهبون للترحيب بالرئيس السيسى محبة وليس توجيهات

نبيلة مكرم
نبيلة مكرم

جماعة الإخوان هاجمتنى لأننى امرأة وقبطية واجتزأت أحاديثى لمهاجمة الدولة
القيادة السياسية وراء عودة العالقين بسبب «كورونا» وحرب أوكرانيا 
لولا الرئيس السيسى ما كان طلابنا العائدون سيكملون تعليمهم
الرئيس يتابع أحوال أولاده بالخارج كأب لكل المصريين

قالت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، وزيرة الدولة لشئون الهجرة السابقة، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أحيا وزارة الهجرة من جديد بعد أن كانت مجرد قطاع فى وزارة، واهتم بالمصريين فى الخارج كأب، ولولاه ما كان العالقون، بسبب كورونا وحرب أوكرانيا، عادوا إلى مصر.

وأضافت السفيرة، فى حوارها لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامى الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، أنها بتوجيهات من الرئيس السيسى كانت تحرص على التواصل شخصيًا مع أى مصرى يمر بأزمة فى الخارج، وذات مرة تواصلت عبر «واتس آب» مع مصرى ولم يصدق أنها وزيرة، فأرسلت له رسالة صوتية، فقال لها: «أنا آخرى كنت أكلم أمين شرطة فى مصر».

ولفتت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تهاجمها لأنها امرأة وقبطية، مشيرة إلى أن المصريين بالخارج كانوا يذهبون للترحيب بالرئيس السيسى دون أى توجيهات، لأنهم يحبون قيادتهم السياسية. 


■ بداية.. ما المعنى الذى يتبلور فى ذهنك عند سماع مصطلح التجربة المصرية فى آخر ١٠ سنوات؟
- أول ما يأتى فى ذهنى هو التحدى؛ لأن التجربة المصرية لم تكن سهلة بل كانت مليئة بالعديد من التحديات الداخلية والخارجية المصحوبة بالنجاح وليس الفشل.
كل ما عاصرناه قبل ٣٠ يونيو كان تحديًا كبيرًا جدًا، والتحدى بعد ذلك هو إصلاح كل ما تم إفساده، فالتجربة المصرية بالنسبة لى خلال ١٠ سنوات هى «تحدٍ بنجاح صادق ومستمر».
■ كيف رأيت قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعودة وزارة الهجرة؟
- وزارة الهجرة والمصريين بالخارج أُلغيت منذ ٢٠ عامًا، وتم تحويلها إلى قطاع هجرة وإلحاقها بوزارة القوى العاملة.
هذا الملف كان فى الماضى مهدرًا، فلم يكن سوى قطاع داخل وزارة، ولم يكن يحظى بالاهتمام.. وجاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعودة وزارة الهجرة للحكومة مجددًا لسببين؛ الأول أن المهاجرين كانوا يسألون الرئيس السيسى حينما يقابلهم فى الخارج: «أين وزارتنا؟»، لذا حرصت القيادة السياسية على الاستجابة لمطالب المصريين بالخارج.
والسبب الثانى، ثقة الرئيس السيسى فى المصريين بالخارج، ويقينه بأنهم يستحقون أن تكون لهم وزارة وليس قطاعًا داخل وزارة، والمصريون بالخارج قوة كبيرة ولهم تأثير كبير جدًا لا أحد ينكره.
■ ما انطباعاتك عن أول لقاء مع الرئيس السيسى؟
- مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها هيبة والوقوف أمامه له رهبة، وفكرة أخذ تكليفات من رئيس الجمهورية بشأن وزارة غير موجودة أمر صعب.. تكليفات الوزراء الآخرين كانت مفهومة، لكن وزارة الهجرة لم تكن بها ملفات.
أتذكر جيدًا جدًا كلمات الرئيس السيسى لى، التى ظلت فى عقلى دائمًا، نصحنى بالتواصل الحقيقى، بمعنى أن نساعد من يحتاج مساعدة، ونفتح الباب أمام من يريد إضافة خبرات.. حتى من يريد قول رأى مخالف سنسمع له.
هذه الأمور أتذكرها جيدًا بعد مقابلة الرئيس السيسى، وكلماته كانت المنهج الذى خلقت به ملفات الوزارة.
التحدى كان بداية الوزارة من العدم، والقطاع كان عبارة عن شقة فى عمارة وكان لا يوجد مقر، وهذه الشقة كان يتم فيها استقبال المصريين فى الخارج والاستماع لهم، حتى المنظمات الدولية وسفراء الدول المعتمدة.
بدأت أضع استراتيجية للوزارة، وأضم كوادر شابة تكون قادرة على العمل، بالتأكيد شباب البرنامج الرئاسى إضافة كبيرة جدًا، وأصبحوا فيما بعد خير معاون لوزير الهجرة «يا ريتنى لما كنت فى سنهم كانت تُتاح لى فرصة مثل هذه.. وبدأت المهام فى الوزارة من العدم».
■ ما أول ملف جرى التركيز عليه؟
- أول ملف عملت عليه كان التواصل مع المصريين والكيانات المصرية بالخارج، وكانت هناك خلافات كثيرة جدًا.
بدأت فى التواصل مع هذه الكيانات، والأمر فى البداية كان صعبًا، وتركت هذا الملف وعملت على ملف الجيلين الثانى والثالث، من أجل جذب الرعيل الأول الذى كان يريد ربط أولاده بمصر.
أقمنا معسكرات، ثم رجعت للتواصل مع الكيانات مرة أخرى، لأننى لم أكن وزيرة شرفية، وشاهدت الكيانات عملى مع الجيلين الثانى والثالث، وأقمنا وقتها أول مؤتمر للكيانات المصرية فى الخارج، وحضر الجميع، وبعد المؤتمر أصبحت العلاقات رائعة جدًا.
■ ماذا كنتِ تنتظرين من المصريين بالخارج؟
- ما كنا ننتظره من المصريين فى الخارج فعلوه.. فأول من نزل لصناديق الانتخابات كان المصريون بالخارج.
رسالة المصريين فى الخارج عن مصر رسالة قوية جدًا.. قدموا السبت قبل الأحد، ووزارة الهجرة كانت تنسق مع اللجنة العليا للانتخابات؛ من أجل توافر كل شروط تصويت المصريين بالخارج.
فى انتخابات ٢٠١٨، كانت مهمتى بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات، هى توعية المصريين بالخارج بالعملية الانتخابية.. فبدأت فى نشر فيديوهات لشرح تفاصيل العملية.
كنت حلقة الوصل بين المصريين بالخارج واللجنة العليا للانتخابات فى ٢٠١٨، وكنت أجيب عن كل الأسئلة والاستفسارات التى كانت تصلنى من خلال تلك الفيديوهات، بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات.
قلت لهم: «صوروا أنفسكم فى أثناء الانتخابات؛ لأن الصور والفيديوهات رسالة للدولة المضيفة»، وأكدت لهم أن المصريين بالخارج مواطنون على قدر المسئولية ولا يتركون حقهم فى التصويت، وإن الدولة تنتظر منهم الكثير.
عندما دخلنا فى الانتخابات النيابية كانت جائحة كورونا موجودة، والناس لم يستطيعوا الذهاب للقنصليات والسفارات للإدلاء بأصواتهم، لكن الدولة سهلت على المصريين بالخارج فى أثناء فترة كورونا الإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد.
عرفت من اللجنة العليا للانتخابات كيفية التصويت عن طريق البريد، ثم شرحت لهم كل التفاصيل، والمصريون بالخارج استجابوا لكل ما طرحته الدولة بشكل كبير، ورأينا ذلك فى الإقبال على شهادات قناة السويس والإقبال على المشروعات القومية التى تطرحها الدولة، وكان هناك تفاعل كبير جدًا مع ما يحدث على أرض مصر.
المصريون فى الخارج نظموا مظاهرات أمام البيت الأبيض بعد أزمة سد النهضة، وأمام مقر الأمم المتحدة فى نيويورك.. كل هذا جهد لا ينكره أى شخص.
■ هل الوزارة كانت ترتب ترحيب المصريين بالخارج بالرئيس السيسى عندما يسافر؟
- محبة المصريين فى الخارج للرئيس السيسى لا تحتاج إلى ترتيبات.. هم يحبون قيادتهم السياسية، ويخرجون بإرادتهم ويركبون الأتوبيسات فى البرد الشديد من أجل استقبال الرئيس السيسى.. كانوا يوجهون رسائل للدولة المضيفة أنهم خلف الرئيس السيسى.
كان المصريون بالخارج يحرصون على الاتفاق حول ما يكتب على اللافتات على سبيل المثال فى أزمة سد النهضة، ووقتها كان يتم التنسيق معهم فى هذا الشأن، لتكون الرسالة محددة.
بمجرد أن يعرف المصريون فى دولة ما أن الرئيس السيسى سيأتى، كانوا يتوافدون للترحيب به.. كان المصرى فى الخارج يعتقد أن الدولة تنظر إليه على أنه خائن ترك البلد، لكن عندما قرر الرئيس السيسى عودة وزارة الهجرة تغير هذا التفكير تمامًا. 
قبل وجود وزارة الهجرة، كانت توجد شريحة من الخبراء والعلماء المصريين بالخارج، يريدون التواصل مع الدولة لتوصيل معلوماتهم وأفكارهم، وكان يوجد وزراء يتم التواصل معهم، وكانوا يعودون لمصر من الخارج، ولكنهم يكتشفون أن هذا الشخص له مصالح شخصية، وأن مشروعهم قد ذهب.
وبعدما أصبحت هناك وزارة، تواصلنا معهم، وكنت أقدمهم فى مؤتمر مع العديد من الوزراء الذين يستمعون لهم، وكنت حريصة على أن يجلس الخبير بعد المؤتمر مع الوزير المختص ليتحدث معه، رغم أننى قد لا أفهم شيئًا مما يدور بينهما، ولكن للتأكيد له أن الوزارة جادة فى نقل مشروعه وتوصيله بالدولة. 
■ ما الخطة التى عملت بها لاستيعاب حالة التشكك لدى المصريين بالخارج؟
- الدولة أعطت للمصريين بالخارج الفرصة للتعبير عن رأيهم فى الانتخابات، وكان هذا مهمًا جدًا بالنسبة لهم.
عندما كنت أخرج وأقابل الجاليات لا أقول إن الدنيا وردية، بل أخبرهم بأن لدينا تحديات وروتينًا، مثل الموجود فى أى مكان فى العالم، وأخبرهم بنجاحات الدولة فى ملف محاربة الفساد، مثل جهود الرقابة الإدارية، وكذلك جهود القضاء على العشوائيات.
المصريون بالخارج عندما تصلهم هذه المعلومات كانوا يشعرون بارتياح، لأننا نتحدث بمصداقية على أرض الواقع، وقبل ذلك كانوا لا يعرفون الحقيقة.
كنت أحرص على أن أعرض لهم فيلم «حكاية وطن»، قبل الحديث معهم فى أى شىء، حتى يفهم الأولاد الصغار ما يحدث فى الدولة.
■ كيف كان يتم التواصل مع المصريين بالخارج؟
- كنت أتواصل معهم شخصيًا، وذات مرة تواصلت مع أحد المصريين عبر «واتس آب»، وكانت لديه مشكلة وتم حلها، وبعدها طلب منى أن أشكر الوزيرة، فأخبرته أننى الوزيرة، ففوجئت برده: «لا بد أن تقولى ذلك».. أى أنه لم يصدق تقريبًا.
استفزنى رده، فأرسلت له رسالة صوتية، فصمت لبعض الوقت، ورد علىّ قائلًا: «أكبر شخص تواصلت معه فى مصر كان أمين شرطة».
■ كيف كان الرئيس السيسى يتابع عملك؟
- متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسى ملف المصريين بالخارج كانت دقيقة جدًا، فالرئيس كان يتابع أحوال أولاده بالخارج كأب لكل المصريين.. كان يسألنى «عملتى إيه فى الموضوع الفلانى؟ وطلب المصريين فى الخارج وصلنا فيه إلى أين؟».
الرئيس كان يتابع حتى المبادرات، ويسأل كيف نقدم أفكارًا جديدة، وكل شىء كان يتابعه الرئيس بنفسه، وكنت أرى أنها متابعة أبوية.
■ كيف كانت استعداداتك قبل كل مقابلة مع الرئيس السيسى؟
- كان لا بد أن أستعد جيدًا لمقابلة الرئيس السيسى فى الاجتماعات، لأنه كان يسأل عن كل شىء، ولا بد أن تكون لدىّ معلومات جاهزة وأن تكون الملفات واضحة أمامه.
أطول اجتماع مع الرئيس السيسى كان بالتزامن مع عودة العالقين فى الخارج أثناء انتشار وباء كورونا، وخلاله بذل الرئيس جهدًا كبيرًا.
كان الرئيس السيسى يحرص على التدقيق فى كل شىء، يتابع الأمور بداية من صعودهم الطائرة حتى وصولهم مصر، ويسأل عن كيفية إجراء الفحص الطبى لهم وطريقة نقلهم لفنادق العزل والأطباء الموجودين واللجنة التى سيجرى تشكيلها من الوزارات المعينة لنحافظ على حياة المواطنين القادمين من الخارج والمواطنين بالداخل.
الرئيس السيسى كان يهتم شخصيًا بنقل المصريين بالخارج، خاصة أنه توجد مدن لم تكن بها مطارات.. وبعد عمل الخطة كان الرئيس يتابع كل مرحلة فى التنفيذ، وسأل عن الشاب الذى توفى فى إندونيسيا وكيف يتم نقل جثمانه، وكذلك سأل عن مناشدة أم لإحضار نجلها من بريطانيا وماذا تم فيها؟ 
لولا تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى، شخصيًا، لما عاد المصريون العالقون بالخارج، وحدث ذلك أيضًا فى ملف عودة المصريين حينما حدثت حرب أوكرانيا، فقد كان هناك طلبة مصريون كثيرون هناك.
قرار عودة الطلبة هو قرار الرئيس السيسى، وكانت مهمتى أن أعرض وأنقل المناشدات للرئيس السيسى، ولولاه ما كانوا سيعودون. 
طلبة أوكرانيا عادوا فى منتصف عام دراسى، وكانوا يتساءلون: «كيف سيكملون تعليمهم؟»، وبتدخل الرئيس السيسى جرى نقلهم.
قرار الرئيس أعطى الدفعة المطلوبة، وجرى تقييم الطلاب وأكملوا دراستهم.. الرئيس السيسى هو السند.
■ كيف جرى التعامل مع الطلاب العالقين فى السودان خلال جائحة كورونا؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى تدخل لحل أزمة الطلاب العالقين بالسودان خلال أزمة كورونا.. كانوا لا يستطيعون الدخول إلى مصر بالطائرات، وإنما من خلال الطريق البرى.. لكن كيف كان سيخرج هؤلاء الطلاب من حدودنا البرية مع السودان؟ تدخل الرئيس السيسى لحل هذه المشكلة.
هذا الاهتمام بأدق التفاصيل يأتى اقتداء بالنموذج الأعلى، وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيسى ينزل ويتحدث مع الناس ويزورهم ويسأل عن أحوالهم، فمن الطبيعى كونى وزيرة أن أفعل مثله، وبالتالى فأنا أتصرف كما يتصرف قائدى.
كنا نواجه الكثير من التفاصيل المعقدة فى أزمة كورونا فيما يتعلق بالعالقين فى الخارج، وبفضل قرارات الرئيس السيسى فتحت الأبواب المغلقة.
عندما فتح الرئيس السيسى الأبواب، ظهرت الدولة للعالم أجمع، علم الكل أن مصر لا تغلق أبوابها فى وجوه أولادها.
■ هناك ملف فى غاية الأهمية، وهو أنه عندما يوجد مصرى يتعرض لمشكلة أو اعتداء فى أى دولة من الدول، حضرتك كنت تستقلين الطائرة وتذهبين إليه.. فى أى سياق كان يتم هذا؟ 
- فى حالة تعرض أى مصرى للاعتداء فى أى دولة بالخارج، كنت لا أتحرك إلى تلك الدولة، إلا بناءً على موافقة رئيسى المباشر، وهو دولة رئيس الوزراء، حيث كنت أعرض عليه أهمية وجودى إلى جوار هذا المواطن، لأنها رسالة من الدولة بأنها تقف إلى جوار أبنائها، وبأننا لسنا ذاهبين للشجار مع الدولة الأخرى، وإنما ذاهبون للحديث عن مستحقات هذا المواطن المصرى، خاصة عندما تكون قضية رأى عام. 
الدولة تتدخل فى مشهد التعدى على مواطن مصرى فى الخارج، فى حالة ظهر على السوشيال ميديا، وبالتالى تم خلق رأى عام كبير، ليس كل مصرى فى الخارج يتعرض لأزمة سأسافر إليه، إنما كنت أتحرك فى المسائل الكبيرة من أجل إعطاء رسالة للمواطن بأننا نقف بجانبه. 
■ كيف تعاملتِ مع الحادث الإرهابى الذى دخل فيه شخص نيوزيلندى مسجدًا وأطلق النار على المصلين؟
- بعد الحادث الإرهابى هذا، عرضت على رئيس الوزراء الذهاب إلى السيدات الأرامل اللاتى فقدن أزواجهن وهم يصلون، وإلى الأمهات اللاتى فقدن أبناءهن وهم يصلون بالجامع.. لتقديم واجب العزاء.
رئيس الوزراء وافق على سفرى إلى نيوزيلندا، وقد كانت سفرية طويلة جدًا، لكننى كنت أريد اللحاق بالجنازة، وتعزية السيدات.
بمجرد نزولى من الطائرة، لفّيت على كل بيت من البيوت التى فقدت أولادها فى أثناء صلاتهم بالمسجد، وكانت السيدات لا يصدقن أن وزيرة تزورهن فى بيوتهن، ولا أريد القول إن حزنهن كان يتحول إلى فرح.. زيارتى لهن كانت بمثابة الدعم والطبطبة وقت الشدة.
سيدة من السيدات طلبت منى أن توصل رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فقلت لها «تفضلى قولى لى الرسالة وأنا سوف أوصلها بنفسى»، لكنها أصرت أن تكون الرسالة بصوتها، لتقوم بتسجيل الرسالة إلى الرئيس السيسى التى كانت رسالة شكر وتقدير. 
السيدات الأرامل أخبرننى بأن زيارتى لم تكن فقط مجرد تعزية، وإنما كانت موقفًا أخرس جماعة الإخوان فى نيوزيلندا، والتى كانت تقول لهم إنه لا أحد من مصر سيهتم بنا.
هذا التحرك مع الأزمات التى يتعرض لها المصريون فى الخارج، كان رسالة مهمة جدًا.
■ لم تسلمى من هجوم الإخوان طيلة الوقت، ما تفاصيل الموقف الذى تعرضتِ له فى كندا؟ 
- ما حدث أننى أتحدث مع المصريين بطريقة عفوية، ولا أحب تغيير طريقة كلامى، أحب أن أُشعر المصريين بأننا كيان واحد، وأن علاقتى بهم لا تقتصر على علاقة وزيرة بجالية.
وأنا فى كندا فى هذا التوقيت، كان يوجد هجوم شديد من الإخوان على مصر، وكانت توجد غيرة وطنية رهيبة جدًا.. عندما كنت أتحدث مع المصريين فى كندا وأقول لهم إن من يتحدث عن مصر بسوء «إحنا هنقطعه»، وكنت أشير بيدى على الرقبة تجاوبًا مع الحضور.
الإخوان أزالوا هذا الجزء من الحديث، وكتبوا عليه إن الوزيرة المصرية تهدد أى شخص ضد النظام.. فهل يُعقل أننى سأسافر إلى كندا لتهديد الناس؟! 
■ الإخوان كانوا ينطلقون فى هجومهم على كل من يمثل النظام المصرى.. لكن كان الهجوم على السيدة نبيلة مكرم زيادة بعض الشىء.. بمَ تفسرين ذلك؟ 
- هجوم جماعة الإخوان علىّ كان زائدًا لعدة أسباب، منها أننى سيدة، وقبطية، رغم أنه لم يتم التعامل معى كوزيرة قبطية، بل كان يتم التعامل معى كوزيرة مصرية.
عندما كنت فى الخارجية، كان فى بعض الأوقات فى البعثات الدبلوماسية التى كنت أعمل بها، يكون لدينا فيها وفد من البرلمان الأوروبى، يتم تقديمى بصفتى الوزيرة القبطية، لكن عندما أصبحت وزيرة لم يوجه لى رئيس الجمهورية أبدًا أى كلام أمام أى وفد من الخارج بصفتى وزيرة قبطية، لم يحدث ذلك أبدًا، كان الرئيس دائمًا يقدمنى بصفتى وزيرة مصرية.
■ هل كان يتم استغلال قبطيتك فى التحريض ضد الدولة؟
- كانت علاقتى وتعاملاتى مع المصريين فى الخارج، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين على حد سواء.
فى الماضى كان لدينا ملف يسمى «الأقباط فى الخارج» أو «أقباط المهجر»، لكن حاليًا لا يوجد لدينا ملف بهذا الاسم، فهذا المصطلح لم يعد موجودًا.. تبخر لأن الرئيس السيسى قرر إنشاء وزارة للهجرة، أى أنه فتح الكلام مع الكل دون تفرقة، لم يقل نأخذ الأقباط ونستفيد منهم بكذا، أو نأخذ المسلمين ونستفيد منهم بكذا، لكنه قال «وزارة الدولة للمصريين فى الخارج دون أى تفرقة».
كان يوجه لى سؤال: لماذا لا توجد إلا وزيرة قبطية واحدة فقط فى الحكومة، ولا يوجد غيرها، وكذلك تم طرح هذا السؤال من قِبل البرلمان الأوروبى، وكان ردى عليهم أن وظيفة وزير هى وظيفة عليها مسئولية كبيرة جدًا، وبالتالى تغيرت صورة الوزير ومسئولياته فى عصر الرئيس السيسى، فالوزير دائمًا تحت الميكروسكوب باستمرار، وبالتالى كان من سيأتى ليتولى منصب وزير عليه أن يترك عمله الخاص، فمن لديه استعداد أن يضحى بعمله الخاص ويصبح وزيرًا، فى ظل أن هذا الوزير من الممكن بين يوم وليلة أن يرحل عن منصبه.