"أيلاينر".. كتاب عن مستحضرات التجميل باعتبارها رمزًا للقوة والاحتجاج
في كتابها "أيلاينر: تاريخ ثقافي"، ترسم الصحفية اللبنانية البريطانية زهرة هانكير خطًا يربط مستحضرات التجميل بمختلف الحضارات والقارات والعصور. فمنذ أن ظهر كحل العيون في مصر منذ أكثر من 3000 سنة مضت، وصل استخدام "محدد العيون" إلى ما هو أبعد من التجميل لخدمة أغراض لا تعد ولا تحصى عبر آلاف السنين مثل الحماية من أشعة الشمس، والتعبير عن الذات، وفي أوقات مختلفة، كرمز للاحتجاج.
تقول هانكير: "إن وضع "الأيلاينر" والتعرف على أصوله لا يعني التركيز على أنفسنا فحسب، بل أيضًا على بعض من أروع الثقافات في العالم.
تاريخ ظهور محدد العيون
يبدأ الكتاب في الغوص العميق في تاريخ ظهور محدد العيون من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، مع الملكة المصرية نفرتيتي، التي مثّل كحلها الداكن قصة حياتها باعتبارها مثالًا للقوة الأنثوية الحقيقية والناجحة. ومع أنه كان من الممكن أن يكون لبدايات كحل العين في الشرق الأوسط كتاب خاص، فإن المؤلفة جعلته المحطة الأولى في رحلة تنطلق من مصر إلى أفريقيا والهند واليابان وغيرهم.
وحسبما ذكر موقع NPR يعتبر "أيلاينر" كتابًا مثيرًا للإعجاب في اتساع وعمق بحثه، وهو مفيد في تقديم مجموعات مثل قبيلة "وودابي" في تشاد والنساء الإيرانيات اللاتي يتم مراقبة ظهورهن بشكل كبير فضلًا عن أنه يغطي نطاقًا كبيرًا من الزمان والمكان.
تدمج الكاتبة التاريخ الثقافي مع تاريخها الشخصي بصفتها لبنانية بريطانية تضع "الأيلاينر" وأمضت وقتًا طويلًا في إتقان تطبيقه، كما أنها ترسم ملامح جذابة لنساء مثل وينونا، من تكساس يضعن الأيلاينر السميك المجنح والمغطى بظلال عيون بيضاء كوسيلة للتمسك بثقافتهن.
المكياج والاحتجاج
يسلط "الأيلاينر" عبر التاريخ الضوء على موضوعات مثل الطريقة التي يعمل بها المكياج كآلية للشعور بالسيطرة والحب والتعبير، والطريقة التي أدت بها براعة الإنسان وإبداعه إلى هذه الزينة، وكيف ارتبط المكياج منذ فترة طويلة بالاحتجاج، وكذلك أساليب تحضير أنواع مختلفة من الكحل العربي الطبيعي (يستخدم الفلسطينيون الزيتون، ويستخدم الإماراتيون نوى التمر).
كيف ينبغي للقارئ أن يفهم القصة الأكبر حول توصيل هوياتنا ورغباتنا؟ بعد أن أرشدتنا المؤلفة عبر طريق متعرج مثير للإعجاب ومدروس بدقة عبر القرون وعبر القارات، تترك الأمر للقارئ في النهاية ليقرر ما سيفعله بثروة المعرفة التي تم جمعها على طول الطريق