خبير شئون إسرائيليّة: المجتمع الدولي معاييره مزدوجة ولايحترم المواثيق ولغة القوة هي المسيطرة
مر أكثر من 40 يومًا حتى الآن على قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وإبادة سكانه وأطفاله في إبادة وحشية تعد الأكثر بشاعة في التاريخ المعاصر حتى الآن، وكل ذلك يحدث وسط صمت دولي، وتحديدًا من قبل حكومات العالم، على الرغم من تحركاتها الفورية والصارمة ضد دول أخرى بأحداث لا تقارن بأي حال من الأحوال بوحشية الكيان الإسرائيلي.
ممارسات المجتمع الدولي تجاه إسرائيل هي المعني الحرفي لمفهوم ازدواجية المعايير
وتعليقا على تلك الممارسات التي يقوم بها المجتمع الدولي، قال الدكتور طارق فهمي الخبير فى دراسات الأمن القومي والشئون الإسرائيليّة، وعضو مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، في حديثه لـ "الدستور" أن هذه الممارسات هي المعني الحرفي لمفهوم ازدواجية المعايير مشيرًا إلى أن تلك الازدواجية هي إحدى المبادئ الراسخة لدى الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وأوضح خبير دراسات الأمن القومي والشئون الإسرائيليّة أن تلك الدول دائمًا ما تتحدث عن حقوق الإنسان وتدعي تطبيقها، بينما هي تنتهكها وترى انتهاكها في دول أخرى ولا تحرك ساكنًا بل تدافع عمن ينتهجها طالما كان حليفًا لها أو مصلحتها معه.
وأشار "فهمي" إلى أن ما نراه حاليًا في غزة هو خير دليل على ذلك إذ أنه وطالما تلك الدول لديها مصالح مشتركة مع إسرائيل، إذن كل ما تفعله تلك الدولة هو صحيح حتى إن كان يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.
الدول مزدوجة المعايير تدافع بقوة عما تدعي أنه حقوقًا للإنسان لدى حلفائها حتى ولو كان على غير الحقيقة
وأضاف، أنه هذه الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية تدافع بقوة عما تدعي أنه حقوقًا للإنسان حتى ولو كان على غير الحقيقة، داخل تلك الدول الحليفة ذات المصالح المشتركة معها فقط.
ثبت بالوثائق والأدلة أن أول من قام بتدريب تلك الجماعات الإرهابية والدواعش هي أمريكا
وتابع خبير الشئون الإسرائيلية أن ما يعكس ازدواجية معايير المجتمع الدولي أيضًا ما تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية من محاربة للإرهاب، بينما ثبت بالوثائق والأدلة أن أول من قام بتدريب تلك الجماعات الإرهابية والدواعش ،هي الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
في الوقت نفسه أردف أستاذ العلاقات الدولية أن تلك الدول تنادي دائمًا كذلك بحقوق اللاجئين بينما ترفض قبول الكثير منهم مدعية أنها لا ترغب في دخول إرهابيين إلى أراضيها، بينما تفرض على دول أخرى قبولهم دون وجه حق، مثلما هو الحال حاليًا مع الفلسطينيين الذين ترفض استقبالهم بينما تدعو إلى استقبالهم في مصر وغيرها من البلدان.
وأخيرًا أكد الخبير السياسي أن المتابع لكافة الملفات السياسية على مر السنوات وأحدثها ملف أثيوبيا وأوكرانيا ثم فلسطين يرى الازدواجية الفاضحة في معايير المجتمع الدولي الذي لا يحترم اتفاقيات ولا مواثيق بل أن القوة هي اللغة الوحيدة المسيطرة فيه.